أخبارإفريقيامجتمع

عقدة شعب : الألقاب المشينة للجزائريين كـ”بوخروبة” و”شنقريحة” و”تبون” و”بونيف” ،

الأخصائية في علم الاجتماع نسيسة فاطمة الزهراء"هذا التأثير يكون خطرا كبيرا عند الطفل الذي يمكن أن يتحول في المستقبل إلى شخص عنيف وانطوائي يعاني من عقد نفسية."

عند قراءة ومراجعة تاريخ الجزائر، نفهم لماذا يتميز أفراده بالعدوانية والعنف والانطوائية وخاصة عند الأجيال الذين عايشوا الحقبة الإستعمارية ،ومن أتوا من بعدهم في بداية الإستقلال وورثوا عنهم ، تلك الألقاب المشينة ، التي فرضت على أجدادهم من طرف المستعمر ،سواء لإذلالهم أو لطمس هويتهم وأنسابهم..
صورة تعبيرية من موقع النهار الجزائرية
وحسب ما استسقناه من عدة مراجع،منها الأكاديمية او الصحفية،نجد أن عقد الجزائري ،ذكرا كان او أنثى،مصدرها الألقاب اللصيقة بهم والتي  “تعتبر تركة استعمارية مسموسة”  وأصبحت “قضية معقدة جدا، لتأثرها بالاستعمار الفرنسي لقرن و20 سنة (1830/1962).” لها كبير الأثر على تصرفاتهم ومعاملاتهم مع الآخر.

حظ المغاربة من الألقاب المشينة وتعاملهم معها

لا ننفي أن بعض الأسر المغربية ،كان لها نصيب من هذه السياسة الحقيرة للمستعمر الفرنسي،وخاصة بالأرياف ،الا أن الشعب المغربي بفطنته وذكاء أفراده ،حولها الى مصدر من مصادر “النكتة الهزلية”  …
“وجد الكثير من المغاربة أنفسهم يحملون ألقابا وأسماء عائلية لم تعجبهم؛ فأغلبهم لم يعط الأمر أهمية كبيرة.. مثلا شخص ينادى بلقب قدحي في 1960 لم يكن يشكل له الأمر أدنى إحراج، لكن الأمر تغير بعد انتقال اللقب إلى أولاده وأحفاده عقودا بعد ذلك.. لاسيما أسماء عائلية تعني “حيوانات” وصفات قدحية مثل “الأعور” وغيرها. مثل الشخص الذي اختار لقب “أزعطوط” (والتي تعني القرد) مثلا
كما أن “الأسماء لم تكن قدحية في قرى نائية لكنها أصبحت كذلك بعد انفتاح أصحابها على العالم الخارجي. هناك من اختار موظف الحالة المدنية لجده مثلا لقب “خريان”، ولا تعني شيئا قدحيا في قريته النائية حيث الحديث بالأمازيغية، لكن الأمر ساء كثيرا بانتقال حفيد من القرية للمدينة.” (هيسبريس).

الألقاب المشينة عقدت المجتمع الجزائري برمته

 ومصدر لصراعات وصدمات نفسية عميقة

عمدت فرنسا إلى إطلاق ألقاب مشينة ومسيئة للجنس البشري على عائلات جزائرية مازالت الى اليوم في رحلة قضائية للتخلص منها.
 
وتثير الأسماء والألقاب العائلية المشينة في الجزائر أزمة إجتماعية وأخلاقية، اضطر مئات الجزائريين إلى تغييرها وأرّقت العدالة بسبب الملفات الكثيرة التي تنتظر المعالجة منها تلك التي توصف بالشائكة . فرضت فرنسا على الجزائريين ألقابا من مثل “بوخروبة” و”شنقريحة” و”تبون” و”بونيف” وبوراس (صاحب الرأس الكبيرة)، بوكراع (صاحب الرجل)، بومعزة (نسبة إلى الماعز)، بوبقرة (نسبة إلى البقرة)، كنّاس (عامل نظافة)، زرزور (طائر الزرزور)، طبّال (الضارب على الدف)..وغيرها من الألقاب المحرجة.
ونستقي المعلومة أسفله بعد التأكد منها ، من Histoire De L’Algerie Contemporaine. Charles André Julien, Paris 1964 (بالفرنسية)، ..
حيث جاء فيها :
أصدرت الإدارة الاستعمارية الفرنسية في 23 مارس 1882 قانون الحالة المدنية أو قانون الألقاب الذي ينص على استبدال ألقاب الجزائريين الثلاثية وتعويضها بألقاب لا ترتبط بالنسب. وسبق صدور هذا القانون محاولات متواصلة لطمس الهوية الجزائرية، أهم ملامحها إجبار الأهالي -وهو التعبير الشائع لتوصيف الجزائريين- على تسجيل المواليد الجدد وعقود الزواج لدى مصلحة الحالة المدنية الفرنسية، بعدما كانوا يقصدون القاضي الشرعي أو شيخ الجماعة.
بموجب هذا القانون لم تكتفِ السلطات الاستعمارية بتغيير أسماء وألقاب الجزائريين بصفة عشوائية بل عوّضت العديد منها بأسماء مشينة ونابية وبعضها نسبة لأعضاء الجسم والعاهات الجسدية، وألقابا أخرى نسبة للألوان وللفصول ولأدوات الفلاحة وللحشرات وللملابس وللحيوانات ولأدوات الطهي. ولم يكن هناك أي منطق في إطلاق الألقاب على الأشخاص، وكل ما هنالك هو رغبة في تحطيم معنويات الجزائريين، من خلال منح الفرصة لترديد أسمائهم مشينة طول الوقت وعلى مرّ الأزمان. وما يزال الأبناء والأحفاد يتوارثون هذه الأسماء منذ عام 1882 وهي أسماء لم يختاروها هم ولا آباؤهم، وإنما أُجبروا على حملها حتى اليوم.
و من الأمثلة الحية على الألقاب المشينة التي تحملها عائلات جزائرية اليوم ويتم تداولها في كل المحررات والوثائق الرسمية لقب «حمار»، «بوذيل»، «خاين النار»، «مجنون»، «بوبغلة»، «بومعزة»، «كنّاس» ولقب «بومنجل».

مرسوم رئاسي لتغيير اللقب واقف على شرط الموافقة من الرئيس

و من أجل محو هذا العار الموروث عن الاستعمار الفرنسي،أصدر رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة مرسوما  مؤرخا في 20 أكتوبر/تشرين الأولّ وتضمنته الجريدة الرسمية في عددها الصادر في 30 أكتوبر /تشرين الأول 2016  حول تغيير عدد من الألقاب.
وبناء علىيه  فإن رئيس الجمهورية  يرخص بتغيير مجموعة من الألقاب لعائلات مختلفة.
وجاء في المرسوم نماذج لألقاب مشينة ومحرجة لألقاب عائلية منها “جرو عيسى ” و الجرو تعني ابن الكلب، وزوبع و”الزوبع” مشتق من الزوبعة، إضافة إلى لقب “بوعلة” ومعناه ” المرض” في اللهجة الجزائرية، ولقب “قعر المثرد” ومقصوده في المجتمع الجزائري قاع الصحن ولقب “بولوسخ” (القذر). وغيرها من الألقاب التي فضلّ أصحابها تغييرها بألقاب أخرى لائقة، بشرط ” الموافقة من رئيس البلاد “.
وأوضحت ،الأخصائية في علم الاجتماع نسيسة فاطمة الزهراء، في تصريح لجريدة الخبر الجزائرية (خاصة) يوم 22 يوليو/تموز 2016) أن هذا التأثير يكون خطرا كبيرا عند الطفل الذي يمكن أن يتحول في المستقبل إلى شخص عنيف وانطوائي يعاني من عقد نفسية.
ولفتت المتحدثة أنّ المئات بل الآلاف من التلاميذ في الجزائر الذين يحملون ألقابا مشينة يرفضون عادة الذهاب إلى المدارس خشية سخرية زملائهم من ألقابهم التي لم يختاروها بمحض إرادتهم.
وقالت الباحثة في علم اللغة وردية يرمش أنّ الأسماء والألقاب في الجزائر قضية معقدة جدا، لتأثرها بالاستعمار الفرنسي لقرن و20 سنة (1830/1962).
وأضافت في ندوة حول “الأسماء الجزائرية” نظمت ضمن معرض الجزائر الدولي للكتاب (26 أكتوبر/تشرين الأولّ-5نوفمبر/تشرين الثاني) الماضي، أنّ تأثيرا الاستعمار الفرنسي على اللغة في الجزائر أيضا برز في تشويه الألقاب والتسميات العائلية بغية الإهانة والاحتقار وإذلال الجزائريين بأن فرضت أسماء حيوانات وأسماء أمراض وأخرى للذم والشتم وغيرها.
وذكرت في مداخلتها أنّ قرابة الـ80 بالمائة من الجزائريين يجهلون نسبهم الأولّ (قبيلتهم الأولى) بسبب الاستعمار الفرنسي الذي شوه الألقاب بهدف قطع صلة الجزائريين بشجرة النسب العائلية وطمس هوية المجتمع بصفة عامة.
ملخص مذكرة الماجستير
الألقاب العائلية في الجزائر من لال قانون الحالة المدنية أوا خر القرن التاسع عشر (1870-1900) قسنطينة نموذجا
اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى
error: المحتوى محمي !!