اختطاف مسؤول جماعي بالمحمدية
قال للمحققين إنه تعرض للضرب بعصا بيسبول والتهديد بالقتل وسط غابة
صالح الفضالي المحمدية
لم تتمكن مصالح الأمن بالمحمدية، إلى حدود أمس (الأحد)، من فك لغز “اختطاف” موظف جماعي من قبل عصابة، عمد أفرادها إلى احتجازه، واقتياده قسرا، على متن سيارة، صوب غابة بضواحي المدينة، حيث أشبعوه ضربا وهددوه بالقتل، قبل أن يتمكن من الهرب من قبضتهم، في جنح الظلام، مثخنا بالجراح.
وقدم التجاني بلوشي، الموظف المكلف بإحصاء اللوحات الإشهارية بالمدينة، لعناصر الضابطة القضائية بالمنطقة الإقليمية لأمن المحمدية، روايته لحادث اختطافه، ليلة الأربعاء الماضي، “من أحد شوارع المحمدية، في حدود الحادية عشرة ليلا، من قبل شخصين”، على حد قوله.
وأفاد الموظف، في محضر الاستماع إليه، أنه كان قرب حديقة “البارك” (حديقة المدن المتوائمة سابقا)، حين تعقبه شخصان ترجلا من سيارة “مرسيدس 220 إس”، بعد أن ولج زقاقا بـ “ديور سبنيول”، قرب الميناء، وتمكنا من إدخاله السيارة بالقوة، ثم نقلاه إلى غابة قرب ملاعب الكولف الملكي.
وأضاف الضحية أنه بعد الوصول إلى الغابة، شرع الخاطفان في ضربه بعصا “بيسبول”، وشتمه وتهديده بالقتل، دون أن تثنيهما توسلاته عن تعذيبه وإلحاق الأذى به، مؤكدا أنهما اعترفا له أنهما “مطالبان بتعذيبه أطول مدة ممكنة، قبل تصفيته”.
وأضاف الضحية، في معرض تصريحاته، أنه أثناء الاعتداء عليه، حلت سيارة أخرى كان على متنها شخصان آخران، لم يتمكن من معرفة نوعها وأرقام لوحتها، وشرعا بدورهما في تهديده بالقتل.
وزاد الضحية أنه كان أمام خيارين للنجاة من قبضة خاطفيه، إما الهرب وسط الغابة، أو الارتماء في مياه الواد المالح. وخوفا من مصير غامض وسط الغابة، قرر الارتماء في الوادي، وظل يصارع وسط المياه والأوحال طيلة ساعتين، إلى أن وجد نفسه قرب شركة “سنيب”، (جنوب المدينة)، فأجرى اتصالا بصديق له يقطن بحي رياض السلام بالمحمدية، الذي أتى على متن سيارة أجرة كبيرة، ونقله إلى المستشفى.
وحول الأسباب التي دفعت الجناة إلى اختطافه، أفادت مصادر “علاش بريس” أن الضحية لم يقدم للمحققين أي معطى بشأنها، مرجحة أن يكون الأمر مرتبطا بخروقات في مجال الإشهار بالمدينة فضحها الموظف المختطف.
وما زالت مصالح أمن المحمدية تباشر تحرياتها للكشف عن ملابسات القضية، إذ انطلقت الأبحاث من السيارة المستعملة في الاختطاف، مرورا بالبحث في العمليات التي قام بها الموظف بخصوص الشركات التي لها علاقة بالإشهار بالمدينة.