حكيم سعودي
السريالية، هذا المذهب الأدبي الفني الفلسفي، يثير العديد من التساؤلات والاستفسارات بين الكثيرين حول معناه وجذوره وتأثيره. في محاولة لفهم هذا المفهوم بشكل أعمق، يتطلب الأمر نظرة تأملية عميقة في أسسه وتأثيراته وتطوره عبر الزمن.
**مفهوم السريالية:**
السريالية، وفقًا للنقاد والباحثين، تعني “ما فوق الواقعية” أو “ما بعد الواقع”. إنها تتجاوز الواقع الملموس وتسعى إلى استكشاف عوالم اللاوعي واللاشعور داخل النفس البشرية. تميل السريالية إلى إدخال عناصر جديدة ومضامين غير تقليدية في الأعمال الأدبية، وتستمد هذه المضامين غالبًا من الأحلام والتجارب النفسية العميقة.
**التأسيس والشخصيات البارزة:**
ظهرت السريالية في أعقاب الحرب العالمية الأولى كرد فعل على الصدمة النفسية التي تعرض لها الإنسان الأوروبي. ومن بين أبرز الشخصيات السريالية البارزة، يأتي عالم النفس والشاعر الفرنسي أندريه بريتون، الذي يُعتبر مؤسس السريالية. بالإضافة إلى ذلك، يشمل التأثير السريالي الكتاب والفنانين مثل ثورنتون وأيلور وسلفادور دالي.
**الجذور الفكرية والعقائدية:**
تأثرت السريالية بآراء علماء النفس مثل فرويد في تحليل اللاشعور والأحلام. كما تأثرت بالفكر الماركسي الشيوعي ودعوته إلى الثورة ضد النظام السائد. وقد تمتد جذور السريالية أيضًا إلى حركات فنية سابقة مثل الدادية التي تكفرت بالقيم والتقاليد الاجتماعية.
**استقراء السريالية في المجتمع:**
بدأت السريالية كمذهب يستكشف عوالم اللاوعي داخل النفس البشرية، ثم انتقلت لتؤثر في مختلف جوانب الحياة الاجتماعية والفنية والفكرية. فقد تجسدت تلك الفلسفة المرتفعة في الأدب والفن والسياسة، مما جعلها تستحوذ على مكانة مميزة في تاريخ الثقافة الغربية.
باختصار، تمثل السريالية تجريدًا فنيًا يسعى إلى استكشاف عوالم اللاشعور واللاوعي داخل النفس البشرية. تأسست كرد فعل على الصدمة النفسية التي ألمت بالإنسان الأوروبي بعد الحرب العالمية الأولى، وظلت تؤثر في مختلف جوانب الحياة الثقافية والفنية حتى يومنا هذا.
