Site icon علاش بريس

التفاصيل الكاملة لملف “الشجرة المباركة” الذي جر معه موظفون ورئيس جماعة

قضت الغرفة الرابعة بقسم جرائم المال العام بمحكمة الاستئناف بالبيضاء، مساء الأربعاء الماضي، بالحبس النافذ في حق المدير الإقليمي السابق للفلاحة بإقليم بنسليمان، ورئيس جماعة بئر النصر، وموظفين بالمديرية الإقليمية للفلاحة وأشخاص آخرين.

ووزعت المحكمة مجموعة من الأحكام في حق المتهمين، حيث قضت بسنتين حبسا نافذا في حق المدير الإقليمي السابق للفلاحة بإقليم بنسليمان، ورئيس جماعة بئر النصر الحالي، كما قضت في حقهما بغرامة نافذة قدرها 20 ألف درهم.

كما قضت المحكمة بسنة حبسا في حق كل من أربعة متهمين وغرامة نافذة قدرها 10 آلاف درهم. في حين قضت بستة أشهر موقوفة التنفيذ في حق متهمين، وبخصوص الدعوى المدنية، قضت بأداء المتهمين تضامنا 20 مليون سنتيم لفائدة التعاونية الفلاحية “الشجرة المباركة”.

وفي تفاصيل القضية التي باتت تعرف بملف غرس أشجار الزيتون بجماعة بئر النصر بإقليم ابن سليمان، والذي عرف اختلاس أزيد من مليار سنتيم من أموال مخطط المغرب الأخضر، استمع قاضي التحقيق، تفصيليا لـ14 مسؤولا بالمديرية الإقليمية للفلاحة بابن سليمان، بينهم المدير الإقليمي السابق، ورئيس تعاونية الشجرة المباركة بجماعة بئر النصر الحاملة للمشروع، نونبر من2021.

وبلغت قيمة المشروع المالية حوالي أربعة ملايير و400 مليون سنتيم، وعرف تلاعبات كبيرة وأنفقت عليه حوالي 800 مليون سنتيم، في حين اقتسم المتورطون الملايير، بينهم ونصبوا على المستفيدين.

وأضافت المصادر ذاتها، أن قاضي التحقيق استدعى ثلاثة مديرين سابقين للمديرية الإقليمية للفلاحة بابن سليمان، ومسؤولين سابقين بالمديرية الإقليمية للفلاحة، سبق إعفاؤهم من قبل عزيز أخنوش، وزير الفلاحة آنذاك، من بينهم رئيس مصلحة الإعانات والتحفيزات، ومسؤول بمكتب الدارسات المكلف بالمشروع ورئيس تعاونية الشجرة المباركة الحاملة للمشروع.

وحلت الفرقة الوطنية بمقر المديرية الإقليمية للفلاحة، بتعليمات من الوكيل العام للملك بالبيضاء، الذي أحيل عليه الملف من قبل وزير العدل، وطالبت بتخصيص مكتب لها داخل المقر، كما قامت بالتنقل إلى تراب جماعة بئر النصر، من أجل البحث والتنقيب والتدقيق في مشاريع على أرض الواقع.

كما قامت وزارة الفلاحة والصيد البحري بإيفاد لجنة مركزية مكونة من ثلاثة أشخاص، إلى الجماعة القروية بئر النصر بابن سليمان، للبحث والتحري والتحقيق في مجموعة من الاختلالات، وصفت بالضخمة.

وهم عمل أفراد اللجنة المركزية، زيارة ميدانية للمديرية الإقليمية للفلاحة من أجل الاطلاع على ملفات المشروع،قبل أن ينتقلوا إلى الجماعة القروية الملقبة بـ«قندهار» الشاوية، لوعورة تضاريسها، حيث التقطوا صورا فوتوغرافية لأراض كان يفترض أن تستفيد من المشروع، كما استمعوا إلى مجموعة من المستفيدين بخصوص المشروع الذي انطلق في 2010.

وأثير الملف من قبل محمد الشافعي رئيس جماعة بئر النصر السابق، التابعة لإقليم ابن سليمان، بعد أن كشف في رسالة حصلت «الصباح» على نسخة منها، وبعث بها إلى وزير الفلاحة والصيد البحري، أن جماعة بئر النصر تعد من أفقر الجماعات بالمغرب، وأنه تم استهدافها في إطار المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، ومخطط المغرب الأخضر، ضمن برنامج الزراعات البديلة، الذي خصصت له الوزارة مشروعا بالمنطقة يهم سلسلة الزيتون، بغلاف مالي ناهز أربعة ملايير سنتيم، وأن المشروع أسست له تعاونية فلاحية تحت اسم «الشجرة المباركة»، لتكون حاملة له، وانطلق بالإعلان عن صفقة لغرس 1500 هكتار بأشجار الزيتون، وفق دفتر تحملات خاص بالصفقة، غير أن المشروع عرف مجموعة من الاختلالات، نتيجة تواطؤ التعاونية الحاملة للمشروع، والمقاولة نائلة الصفقة، ومكتب الدراسات المكلف بالتتبع، الأمر الذي نتج عنه تبديد مبالغ مالية ضخمة واختلاسات عبر التلاعب في مصاريف المشروع.

Exit mobile version