أخبار

*الجامعات الشعبية أيام زمان كاتب الدولة لوزارة الشباب و الرياضة 2005 “*

حكيم سعودي

في الزمن الذي كان فيه التواصل الاجتماعي ليس بالشكل الذي نعرفه اليوم، كانت الجامعات الشعبية تعد بوابة رئيسية للشباب نحو عالم من التعلم والتثقيف. و تقدم برامج متنوعة من المحاضرات والندوات والعروض الثقافية، وكانت تحظى بمشاركة فعّالة من قبل أساتذة جامعيين متطوعين، وذلك بدون مقابل مادي. وكان للكاتب العام للوزارة في ذلك الوقت دور فاعل في دعم وتنظيم هذه المبادرات.

تلك الفترة الزمنية كانت مميزة بنشاطات شبابية ملهمة، حيث كان لدور الشباب في المشاركة الفعّالة مكانة كبيرة في المشهد الثقافي والاجتماعي. كانت هذه الفعاليات فرصة للتعلم والتبادل وتوسيع آفاق المعرفة بين الشباب.

لكن، هل ما زال هذا النشاط الثقافي الحيوي موجوداً في عصرنا الحالي؟ هل يستطيع الشباب الاستفادة من مثل هذه الفرص؟ يبدو أن التحولات في الثقافة والتكنولوجيا قد أثرت على شكل وطبيعة هذه الفعاليات.

في الوقت الحالي، يمكن رؤية نقل هذه الفعاليات إلى منصات عبر الإنترنت، مما يمنح الفرصة للشباب للمشاركة عن بعد، ولكن قد تكون هذه التجارب غير ملموسة مقارنة بالتفاعل المباشر الذي كان متاحاً في السابق.

بغض النظر عن التحولات التكنولوجية، فإن الجامعات الشعبية لا تزال تلعب دوراً هاماً في تمكين الشباب وتمكينهم من النمو الشخصي والتعلم المستمر. يجب على الجهات المعنية العمل على تعزيز هذه الفرص وتطويرها بما يتناسب مع احتياجات وتطلعات الشباب في عصرنا الحالي، لتبقى ذكريات النشاط الثقافي القديمة لا تنسى وتكون مصدر إلهام للأجيال القادمة.

في هذا السياق، يمكن للجامعات الشعبية أن تواكب التطورات الحالية وتنظم فعاليات تفاعلية عبر الإنترنت تتيح للشباب الاستفادة من المحاضرات والندوات والورشات التعلمية بسهولة ويسر. كما يجب تعزيز التواصل الاجتماعي وبناء مجتمعات افتراضية تسهم في تشجيع التفاعل والتبادل الثقافي بين الشباب.

بالإضافة إلى ذلك، يمكن تنظيم برامج تطوعية تشجع الشباب على المشاركة الفعّالة في مجالات مختلفة، سواء من خلال العمل التطوعي في المجتمعات المحلية أو من خلال تقديم مساهماتهم في الفعاليات الثقافية والتعلمية على مدار السنة.

ومع ذلك، يتطلب تحقيق هذه الأهداف تعاوناً وتنسيقاً بين الحكومة، المؤسسات التعليمية، والمجتمع المدني، لضمان توفير الموارد اللازمة ودعم الفعاليات الشبابية بشكل فعّال.

يبقى التركيز على بناء مجتمعات شبابية نشطة ومتفاعلة أمراً ضرورياً لضمان استمرار تقديم الدعم والفرص للشباب لتحقيق طموحاتهم وتطلعاتهم، وليظل النشاط الثقافي الشبابي ذكريات جميلة تلهم الأجيال القادمة.

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى
error: المحتوى محمي !!