فوضى السير و الجولان :
نلاحظ ان ثقافة احترام قانون السير ما زالت بعيدة عن الترسخ في ذهن الساكنة و يشترك في هذا الراجلون و السائقون .و كل من يزور بنسليمان يلاحظ ذلك بمجرد دخوله للمدينة فالراجلون يقطعون الشوارع من اي جهة و يتحركون وسط السيارات دون انتباه غير آبهين بابواق السيارات بل هناك من يدخل في مشادات كلامية مع بعض السائقين بدعوى احقيتهم في السير وسط الشارع اسوة بالمركبات و يزيد احنلال ارباب المقاهي للارصفة في استفحال هذه الظاهرة اذ تجبر الراجلين على السير و سط الطرقات .
اما السائقون فعدد غير قليل منهم يركن سيارته في الاماكن الممنوعة و منهم من يركن سيارته في الوضعية الثانية . وهناك من يوقف مركبته وسط االشارع للسلام على احد معارفه و كثيرا ما نشاهد سائقين يتوقفان واحد في اتجاه و الاخر في الاتجاه المعاكس و يشرعان في تبادل الحديث بدون حرج متسببين في توقف حركة السير .و مرة كنت شاهدا على موقف طريف اذ توقف احد السائقين بمحاذاة عربة لبيع التين الشوكي و بدا البائع يناوله التين حبة وراء حبة و هو يزدرد و الابواق من خلفه ترتفع اصواتها لكنه لم يابه لها و تابع التهام حبات التين حتى اشبع معدته و بعدها ادى واجبات البائع و تحرك كان شيئا لم يقع.
اما حال النقل العمومي فهو يثير الحنق اذ ادى انعدام محطة طرقية قارة و في المستوى الى تفريخ محطات فرعية للطاكسيات مما يتسبب في اختناق حركة مرور السيارات و الراجلين خصوصا مكان تواجد طاكسيات المحمدية امام دار الشباب .
اما المشكل الذي اصبح يفرض ضرورة التحرك لايجاد حل له فهو مشكل الكوتشيات التي تتجول في المدينة بسرعة بطيئة و تلزم السائقين خلفها التحرك ببطء شديد حتى يتحول المسير الى طابور طويل من السيارات
ناهيك عن العربات التي تجرها الدواب و المنتشرة بكثرة متسببة في عرقلة السير و انتشار روث الخيول والبغال في الطرقات مما يعطي صورة غير حضارية لمدينة بدات تتوسع يوما بعد يوم و اصبحت مظاهر التمدن فيها تبرز شيئا فشيئا.
و للمساهمة في ايجاد حل للظاهرتين الاخيرتين فكثيرا ما ينادي اصحاب الكوتشيات بتمكينهم من رخص استغلال طاكسيات صغيرة؛ و للقضاء على العربات المجرورة بالدواب هناك اقتراح بتمكين اصحابها بشاحنات صغيرة (هوندا) في اطار برنامج التنمية البشرية و قروض ميسرة .
