” الرجل الذي علمنا درسًا في الحكمة والتفكير العميق”
حكيم سعودي
في عالم القرارات الحياتية، يحمل كل قرار وقصة خاصة به، تلك القصص التي تعكس تفكير الإنسان وحكمته في اختياراته. تدور هذه المقولة حول رجل كان له زوجتان، إحداهما سمراء والأخرى بيضاء، وقرر الرجل التخلي عن إحداهن.
لم يكن قرار التطليق سهلاً، بل أراد الرجل أن يتخذ قراراً حكيماً بناءً على معايير محددة. فأطلق مسابقة شعرية بين الزوجتين، حيث كانت الفائزة ستبقى على ذمته. ومن خلال هذه المسابقة، برزت حكمة وفطنة الزوجتين في تعبيرهما عن طموحاتهن وقيمهن.
بادرت الزوجة السمراء لتقدم قصيدة تتحدث عن جمال الأشياء المظلمة والسوداء، مُشيرة إلى أن الجمال ليس فقط في البياض، بل يمكن أن يكون السواد أيضاً مصدر جاذبية. بينما ردت الزوجة البيضاء بقصيدة تبرز فيها فضل البياض والنقاء، مُشيرة إلى أهمية الطهارة والنقاء في الحياة.
بعد أن استمع الرجل إلى الحوار الجميل بين زوجتيه، تأمل في الحكمة التي تحملها كلماتهن والتفكير العميق الذي ينطوي عليه اختيار الكلمات. فأبهرته حكمة كل منهن، وقرر أن يتزوج زوجة ثالثة حنطية اللون.
هذه القصة تعكس تفاعل الإنسان مع قراراته وتأملاته في الحياة. إنها دعوة للتفكير العميق قبل اتخاذ القرارات، واستشراف الآفاق بحكمة وحنكة.
تظهر هذه القصة بأن القرارات الحياتية لا تقتصر فقط على الظواهر الخارجية كاللون أو الجمال الظاهر، بل تتعدى ذلك إلى القيم والحكمة والنقاء الداخلي. فالإنسان الحكيم هو من يتفكر في عواقب قراراته ويتأمل في الجوانب المختلفة قبل اتخاذها.
قد يكون انتصار الحياة الحقيقي هو القدرة على التحكم في مصائرنا واتخاذ القرارات الصائبة والمناسبة، والتي تعكس قيمنا الحقيقية وتحكمنا الواعية. وبالتالي، فإن الانسحاب من الأمور المؤذية والضارة يمكن أن يكون أحد أهم أشكال الانتصار في الحياة.
فلنعمل جميعًا على تطوير قدراتنا على اتخاذ القرارات بحكمة ووعي، وعلى فهم أهمية الانسحاب من كل ما يضرنا أو يؤذينا، سواء كان ذلك في العلاقات الشخصية أو في المجتمع بشكل عام. إن السعادة والنجاح الحقيقيين يكمنان في قدرتنا على اتخاذ القرارات الصحيحة والتصرف بحكمة في كل مرحلة من مراحل حياتنا.