خليل لحمامي
المحافظة على الاملاك العقارية والرهون بمدينة بنسليمان مرفق جد حيوي يدر على خزينة الدولة ملايين الدارهم سنويا ويعج بحركة لا مثيل لها.
وعلى الرغم من أن هذا المرفق له اتصال وثيق بحق الملكية الذي يعتبر حقا دستوريا وعالميا، فإنه وعلى صعيد مدينة بنسليمان مدينة المظلومين يعاني من مشاكل عدة.
بمجرد أن تطئ أقدامك باب المحافظة تجد في استقبالك حراس الأمن حاملين ورقة وقلم مستفسرين إياك عن هدف زيارتك الميمونة، فإن كنت من أتباع” دهن السير يسير” قضي أمرك في أقصى سرعة ممكنة، أما إذا كنت حاملا لمبادئ محمد الخامس وتشي غيفارا فما عليك إلا بالصبر عن عملية التقاذف التي تتعرض لها من قبل حراس الأمن.
علاش بريس صبرت أغوار المحافظة العقارية بمدينة بنسليمان، واختلقت في سبيل ذلك ملفا وهميا، فكانت النتيجة مختلفة باختلاف طريقة تعاملها مع حراس الأمن، فلما تعاملت بطريقة قانونية اختفى الملف الذي تبحث عنه وظلت تتردد على مقر المحافظة ليومين متصلين، ولما تعاملت بطريقة ” ذهن السير يسير” ظهر الملف الذي تبحث عنه فجأة وقضي غرضها في ثواني معدودة، فخلصت إلى نتيجة أن حراس الأمن هم المتحكمون الفعليون في زمام المحافظة العقارية بمدينة بنسليمان وما الموظفين والمحافظ إلا ضيوف فيها سيحل موعد رحيلهم لا محالة.
بمجرد ان تدق عقارب الساعة الواحدة زوالا يختفي أغلب موظفي المحافظة ولا يعودون حتى الغذ، بل ومنهم من لا يأتي بالمرة ويكتفي بالزيارة حينا بعد آخر كما أسر بذلك أحد موظفي المحافظة لمراسل علاش بريس، وعندما تحتج على المحافظ الذي يعلق في واجهة باب مكتبه عبارة” مصلحة خاصة بالتظلمات” يرد عليك بأن المغرب بلد الحريات وأن الموظف حر في أن يترك مقعده في الوقت الذي يشاء، وهذا ما عاينته علاش بريس بأم عينها بعدما احتج أحد الاشخاص ذوي اللكنة المصرية على غياب أحد الموظفين.
المحافظ الرجل الأول والمسؤول الأول داخل المحافظة دائم الحضور بمقر المحافظة طيب لأقصى درجة يقوم بالقيام بدور الموظف بدل المحافظ، فالرجل لم يصدق بعد أنه اصبح محافظا، فتجده دائما منهمكا في القيام بحل مشاكل تسببت فيها طيبوته وتساهله مع حراس الأمن والموظفين وبسببها شاعت الفوضى داخل المحافظة.
علاش بريس اتصلت بمحامين وموثقين وعدول لاستطلاعهم حول كيفية تسيير المحافظة العقارية بحكم اتصال مهنهم بها، فكان الرد أنهم يمتنعون عن زيارتها بالمطلق ويكتفون بإرسال أحد مساعديهم حتى لا يضطروا لضياع أيام بها نظرا لحالة الفوضى والبطئ الذي يميزانها وتحكم حراس الأمن بها لدرجة جعلت منهم الناهون والآمرون داخلها نظرا لأنهم هم من يتكفلون بعملية البحث عن الملفات ووضعها رهن اشارة الموظفين فساروا بذلك يتقاضون من جيوب المواطنين وبطريقة ابتزازية اموالا طائلة تفوق مرتب أعلى الموظفين داخل المحافظة.
علاش بريس وفي ختام بحثها حول المحافظة العقارية بمدينة بنسليمان، ظلت عدة أسئلة عالقة ببالها من قبيل من يسير محافظة بنسليمان هل المحافظ أم حراس الأمن؟ ومن المسؤول عن الموظفين هل المحافظ أم أدمغتهم؟ وهل المحافظ محافظ أم مجرد موظف ؟ وأين هم موظفي المحافظة ؟ وهل حراس الأمن عاملون أم موظفون؟