
لقد أدى القرار الملكي،لذي يُعتبر جزءًا من إجراءات استثنائية لحماية المجتمع من الأزمات الاقتصادية والمناخية، إلى انخفاض أسعار اللحوم الحمراء في الأسواق المغربية، حيث سيضطر الكسابة إلى بيع رؤوس الماشية المخزنة للذبح في الأسواق للاستهلاك اليومي.
ويُعتبر القرار حكيمًا في ظل الظروف الاقتصادية الصعبة والجفاف الذي أثر على الثروة الحيوانية، حيث انخفض القطيع الوطني بنسبة 38% مقارنة بعام 2016.
ومع ذلك، يخلق القرار حالة من عدم الرضا بين تجار المواشي أغلبهم من السماسرة والوسطاء الذين يطلق عليهم لقب الشناقين والجزارين، والذين يعتمدون على عيد الأضحى كمصدر دخل مربح وباتوا يُطالبون الدولة بإيجاد بدائل اقتصادية لتعويض الخسائر المحتملة.
وبحسبهم ،يمكن تحقيق توازن بين المصلحة الاقتصادية واحترام الشعيرة الدينية من خلال تنظيم السوق المحلي وتسهيل استيراد المواشي.
كما يمكن أن تقوم الدولة أن تتدخل لضبط الأسعار وتجنب الاحتكار وكذلك دعم الفلاحين والمربين الذين يعملون بشفافية وعدل، مما يساعد في ضبط الأسعار.
بالإضافة إلى أن هناك الأشخاص الميسورين الذين يساهمون عند حلول عيد الأضحى ،في تخفيف الأعباء عن الآخرين من خلال التبرع أو المساعدة بتوفير الأضاحي للأسر المحتاجة كنوع من التضامن الاجتماعي.
وللتذكير ،لقد جاء إلغاء أضحية عيد الأضحى في المغرب هذا العام بعد تجربة فاشلة للدعم الذي قدمته الدولة في السنة الفارطة. هذا الدعم الذي استُغل بشكل كبير من قبل الميسورين من تجار المواشي والوسطاء، والذي كان موضوع عدة تدخلات بالبرلمان حيث تم فضح التلاعبات التي قام بها هؤلاء على حساب الفئات المعوزة ، مما أدى إلى عدم تحقيق الأهداف المرجوة من تسهيل الحصول على الأضاحي بأسعار معقولة للجميع. القرار الحالي يأتي استجابة للتحديات الاقتصادية والمناخية التي تواجه البلاد، حيث تراجع عدد الماشية بشكل كبير بسبب الجفاف،و يُعتبر إلغاء الشعيرة هذا العام جزءًا من إجراءات التيسير والرفق بالمواطنين، خاصة ذوي الدخل المحدود.
وللاشارة، ظهرت ردود أفعال متباينة بين المواطنين بعد القرار الملكي، فالبعض رحب بالقرار، مشيرًا إلى أنه رفع الحرج عن ذوي الدخل المحدود ويساهم في التخفيف من الأعباء الاقتصادية.
وفي المقابل، يرى آخرون أن القرار يؤثر على التقاليد الدينية والاجتماعية، ويطالبون بتحمل المسؤولية السياسية لفشل إدارة الأزمات الاقتصادية.
كما ظهرت ردود أفعال إيجابية على مواقع التواصل الاجتماعي، حيث يشيد الكثيرون بالقرار كونه حكيمًا في ظل الظروف الصعبة.