أخبار

**تأثير البرامج التلفزيونية على صورة الأسرة المغربية**

حكيم سعودي

تعتبر البرامج التلفزيونية من أبرز وسائل الإعلام التي تؤثر في ثقافة ومجتمعات العالم، وفي المغرب بالذات، أصبحت البرامج التلفزيونية جزءًا لا يتجزأ من حياة الناس وثقافتهم. لكن ما هو الأثر الذي تتركه هذه البرامج على صورة الأسرة المغربية؟

في الفترة الأخيرة، شهدت الساحة التلفزيونية المغربية ظهور سلسلة درامية أثارت الجدل والانتقادات اللاذعة حول تصويرها للأسرة المغربية وتمثيلها للعلاقات الأسرية. تمثلت الجدل في ترويج هذه السلسلة لنموذج للأسرة المغربية يتخلف عن الواقع ويعكس صورة مشوهة للعلاقات الأسرية.

الخطير ليس فقط في تصوير الأستاذ في وضعية مهينة، وإنما في ترويجها لنموذج هجين للأسرة المغربية، حيث تظهر الأمهات كأشخاص لا يحترمون أبناءهم، والزوجات كأشخاص لا يحترمون أزواجهم، والأزواج كأشخاص لا يمتلكون أي شخصية أمام أمهم وزوجاتهم. إنها صورة تعكس قلة الاحترام والتقدير داخل الأسرة، وتروج للصراعات والعنف اللفظي والجسدي بدلاً من الود والتعاون.

تصبح هذه الصورة، التي يتابعها الأطفال والمراهقون خلال ساعة الإفطار، فخًا ننصبه لأنفسنا بأيدينا، ونسهل به انهيار القيم والأخلاق في مجتمعنا. إذ يتعرض الأطفال والمراهقون لهذه الصورة المشوهة للأسرة، وهم في مرحلة حياتية حساسة تتأثر بسرعة بما يرونه ويسمعونه، مما قد يؤثر سلبًا على تكوين قيمهم وسلوكهم الاجتماعي في المستقبل.

لذا، يجب على القنوات التلفزيونية والمنتجين الاهتمام بالمحتوى الذي يتم بثه، والتأكد من أنه يعكس الواقع بشكل صحيح ولا يروج لتشويه صورة الأسرة والمجتمع المغربي. كما يتوجب على الأهل والمجتمع بأسره التحرك لتوعية الأطفال والمراهقين حول الصورة الصحيحة للأسرة والعلاقات الأسرية السليمة والمبنية على الاحترام والتعاون

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى
error: المحتوى محمي !!