أخبار

**الحياد في معركة الحق والباطل: بين الوضوح والضلالة**

حكيم سعودي

في عالم يعج بالتناقضات والصراعات، تبرز معركة الحق والباطل كأحد أبرز التحديات التي تواجه الإنسانية. وفي هذه المعركة، يُعتبر البشر الذين يتخذون موقف الحياد بين الطرفين بمثابة أخطر وربما أحقر البشر.

تظهر أهمية هذه المسألة في ظل الواقع الراهن، حيث يتصارع الخير والشر، ويتعارض الصوت الحق مع صوت الباطل. وفي مواجهة هذه التحديات، يجب على الإنسان أن يكون واضحًا في موقفه، وأن يتخذ القرار الصائب بين الصواب والخطأ.

إن البشر الذين يتجنبون الانخراط في المعركة ويتحاشون اتخاذ موقف، يقفون في الواقع على جانب واحد، وهو جانب الضعف والتخاذل. فالحياد المزعوم يكون في الغالب غطاء للخوف والجبن، وليس نتيجة للوعي الحقيقي أو الموضوعية.

إذاً، ماذا يعني أن تكون على نفس المسافة من الطرفين في معركة الحق والباطل؟ هل هو تعبير عن الموضوعية والعدالة؟ أم هو انعكاس للضعف والتردد؟

إن الإجابة تكمن في النية والمبدأ، فالموضوعية الحقيقية تتطلب الوقوف إلى جانب الحق دون تردد أو تحايل، بينما يعكس الحياد الزائف ترددًا وضعفًا في مواجهة الباطل.

في النهاية، فإن العبرة ليست فقط في مواقفنا أمام المعركة، بل في تأثيرات هذه المواقف على مجريات الأحداث ونتائجها. فمن يتحاشى اتخاذ موقف، يجب أن يدرك أنه بذلك يصبح جزءًا من المشكلة، وليس جزءًا من الحل.

فلنتجنب الحياد الزائف ولنتحلى بالشجاعة والوضوح في الوقوف إلى جانب الحق، ولنتذكر دائمًا أن ربنا سيسألنا عن مواقفنا وتحالفاتنا في يوم القيامة.
إذاً، يجب أن نحرص على أن نكون أصحاب الوضوح والشجاعة في مواجهة الظلم والباطل، وأن نعمل بجدية وإخلاص لنصون القيم والمبادئ التي نؤمن بها. فالمسار الصحيح في معركة الحق والباطل لا يتسع للتردد والتحايل، بل يتطلب الثبات والإقدام.

علينا أن نتذكر أن الصمت أمام الظلم يعتبر موافقة صامتة، والحياد يعني التواطؤ مع الظالم. لذا، علينا أن نتحدى الظلم والظروف التي تفرض علينا الحياد، ونتحمل مسؤوليتنا في دعم الحق ومقاومة الباطل.

بمواجهة معركة الحق والباطل، لن نكون وحدنا، فهناك دائمًا من يقف معنا ويدعمنا في مواجهة التحديات. ومن خلال التضامن والعمل المشترك، يمكننا تحقيق النصر على الظلم وتعزيز العدالة والسلام في مجتمعاتنا.

فلنتذكر دائمًا أننا مسؤولون عن مواقفنا، وأن القيم والمبادئ التي ندافع عنها تحدد هويتنا وتشكل مساهمتنا الحقيقية في بناء عالم أفضل. فلنكن صوت الحق ونبذل جهودنا للتغيير الإيجابي، حتى نصل إلى مجتمع يسوده العدل والإنصاف للجميع.

دعونا نكون أذكى من الحياد الزائف وأكثر شجاعة من الصمت أمام الظلم. لنتحد في مواجهة التحديات ونبذل جهودنا لنرسخ قيم العدالة والإنسانية في مجتمعاتنا. لنبقى ملتزمين بالحق ونعمل بجدية لتحقيق التغيير الإيجابي، ولنتذكر دائمًا أن الله سيسألنا عن مواقفنا وتحالفاتنا في يوم القيامة.

فلنكن أصحاب الوضوح والشجاعة، ولنظل مؤمنين بقوة الحق وقدرته على التغلب على الباطل. ولنستمر في نشر الخير وبذل الجهود من أجل بناء عالم أفضل، حيث تسود العدالة والإنصاف للجميع.

فلندعو الله أن يهدينا ويمنحنا القوة والإرادة لنكون دائمًا على صف الحق، وأن يجعلنا من الذين يعملون بجدية لتحقيق الخير والسلام في العالم.

إنها معركة مستمرة، ولكن بتضافر الجهود والثبات على المبادئ السامية، يمكننا أن نحقق النصر في نهاية المطاف.

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى
error: المحتوى محمي !!