كمال الشمسي (بوزنيقة)
استعملت كيسا بلاستيكيا والأمطار كانت وراء اكتشاف الجريمة
شهد حي النبيشات، بالجماعة الحضرية بوزنيقة، التابعة لإقليم ابن سليمان، مساء الجمعة الماضي، إعادة تمثيل جريمة قتل رضيع من طرف والدته بسطح المنزل الذي تكتري به غرفة رفقة صديقتها مند أزيد من أسبوع. وغادرت المنزل الى وجهة مجهولة. وعرف الحي استنفارا أمنيا لتأمين مسرح الجريمة، حيث شهد الزقاق تجمهرا كبيرا لسكان الحي إلى حين انتهاء أطوار إعادة تمثيل الجريمة.
وعلمت الصباح من مصادر عليمة، أن مصالح الضابطة القضائية التابعة لمفوضية أمن بوزنيقة، قامت بإحالة الأم العازبة المسماة (م.س من مواليد 1991 بقرية با محمد إقليم تاونات) وصديقتها المسماة (د.ح من مواليد 1978 نواحي مدينة فاس)، على الوكيل العام للملك بمحكمة الاستئناف بالدار البيضاء، من أجل العلاقة الجنسية غير الشرعية الناتج عنها حمل وولادة والتسبب في قتل الجنين وإخفاء الجثة وتغيير معالم الجريمة بالنسبة للمتهمة الأولى، وعدم التبليغ والمشاركة وإهانة الضابطة القضائية بالإدلاء ببيانات كاذبة بالنسبة لصديقتها.
وفي تفاصيل القضية، أوردت المصادر ذاتها، أن القضية تفجرت مساء الأربعاء الماضي، من طرف صاحبة المنزل التي صعدت الى سطع المنزل من أجل تغطية ثقب التهوية الواقع وسط سطح المنزل، لكي لا تتسرب الأمطار إلى المنزل، وبعد انتهائها لمحت وسادة بأحد أركان السطح مما دفعها إلى محاولة نقل الوسادة الى مكان محمي من الأمطار، غير أنها وجدت الوسادة ثقيلة، لتسرع الى فتحها من أجل الكشف عن محتواها، لتجد جثة رضيع حديث الولادة، ورأسه موضوع داخل كيس بلاستيكي.
وأضافت المصادر ذاتها، أن صاحبة المنزل هرعت على الفور صوب مقر مفوضية بوزنيقة، وأخطرت عناصر الضابطة القضائية بالواقعة. لتنتقل معها فرقة أمنية مكونة من الشرطة العلمية والتقنية، وعناصر أمنية أخرى صوب المنزل المذكور، حيث وجد المحققون الرضيع قد بدأ جسده في التحلل لمرور أكثر من أسبوع على ولادته، كما قاموا بمجموعة من الأبحاث والتحريات وتحقيقات مع سكان المنزل خصوصا وأن صاحبته تعمل على كراء غرفه لمجموعة من الفتيات، الأمر الذي أوصل المحققين لصديقة المتهمة التي صرحت للعناصر الأمنية انها كانت تؤوي صديقة لها مند حوالي خمسة أشهر وأن صديقتها أخفت عليها الحمل مدعية أنها مصابة بورم على مستوى البطن سبب لها انتفاخ. كما أخطرتهم أنها تظاهرت بألم الورم يوم الولادة وصعدت الى السطح مدة من الوقت قبل أن تعود وتخبرها أن حالتها تحسنت. وأنها غادرت الغرفة الثلاثاء الماضي إلى وجه مجهولة.واستغلالا للرقم الهاتفي للمتهمة، تمكنت الضابطة القضائية من تحديد مكانها والذي تبين أنه بإحدى القرى النائية بالقرب من قرية با محمد، ليتم إيفاد فرقة أمنية القت القبض عليها مساء الخميس الماضي وقامت باستقدامها إلى بوزنيقة، ووضعها رهن تدابير الحراسة النظرية تنفيذا لتعليمات النيابة العامة.
التحقيق مع المتهمة، كشفت فيه أن الحمل ناتج عن علاقة غير شرعية عابرة مع أحد الأشخاص بالرباط. وأنها تجهل هويته ومكان سكنه الحالي، كما حاولت إبعاد صديقتها من المشاركة، قبل أن تنهار وتتراجع عن أقوالها وتصرح بأن صديقتها كانت تعلم بكل شيء وأنها ساعدتها على الولادة وعلى إخفاء الجريمة التي وقعت يوم 22 نونبر الماضي، بعدما وضعت مولودا ذكرا وعمدت إلى قتله خنقا بكيس بلاستيكي مباشرة بعد ولادته سفاحا. وكشفت المتهمة تفاصيل الجريمة اثناء عملية إعادة تمثيلها. فيما تشبثت صديقتها بالإنكار.