Site icon علاش بريس

رأي الفنان التشكيلي محمد الرايس بعد طمس لوحة جدارية

______ الفنان محمد الرايس _____
في مدينة القصر الكبير  تم طمس لوحة جدارية من طرف السلطات المحلية بإزالتها وتبليطها بالصباغة وتقبير لوحة جدارية ذات رمزية خاصة فنيا تاريخيا وثقافيا بقلب المدينة للتحضير لحملة خانات إعلانات المرشحين للانتخابات المقبلة ، ومثل هذه الحالات البشعة تكررت في العديد من المدن المغربية بدون استشارة وتنسيق … والجدارية التي سلط عليها الكثير من الضجيج والاحتجاج بالمواقع الإفتراضية هي وصف بورتريه لإمرأة عجوز مسنة بتقنية مدققة في التنفيذ من إنجاز الرسام البرتغالي فريديكو دراو فنان مقيم في بورتو البرتغالية وعضو في جمعية RUA الجماعية »
فنان من بورتو حاصل على درجة الماجستير في الهندسة المعمارية وعضو بارز في فن الشارع ، يستخدم فريديكو دراو علب الرش مثل أقلام الرصاص. عادة ما يرسم وجوهًا مجهولة ، صورًا لأشخاص عشوائيين على نطاق واسع. يتميز أسلوبه بميزة غير مكتملة تضيف غنائية إلى العمل. إنه يحول كل سطح إلى منصة رسم عريضة ، حيث يتم استبدال الفحم بعلب صباغة الألوان بالرش الجوي الهوائي وهو رسام جرافيتي برتغالي معروف بفن الجداريات ورسومات فن الشارع بالعديد من المدن الأوروبية وجنوب أمريكا وباقي العديد من المدن عالميا … ،وقد رسمت هذه اللوحة الفنية كرمز تاريخي وتبادل ثقافي بين مدينة مغربية وبرتغالية …لكن كرأي خاص ومن خلال تجربتي الطويلة في مجال التعبير التشكيلي بفرنسا وإسبانيا وورؤيتي للعديد من الجداريات ورسومات فن الشارع هناك بالديار الأوربية… كان هناك خطأ فادح من طرف الجمعية الثقافية المحلية التي حضرت لهذه الجدارية … سيما في إختيار مكان تنفيذها ،بحيث الموقع و الفضاء الذي رسمت فيه هذه الجدارية غير مناسب بالكل لها ، مدرسة سيدي بوحمد هو مكان قيسارية وبورتريه العجوز المسنة كان في أسفل الجدارية في مستوى جد منحني … فعلاً كان الرسام البرتغالي فريديكو دراو ذكي في التوزيع والتصميم الفني مع البناية والاقواس وتم رسم الوجه في قوس افتراضي يوازي القوسين المعماريان … تفاديا كان عليه رسم الوجه في الأعلى تفاديا لعبث العابثين و كانت ستكون أكثر قوة ولن تمسها أيادي الجهل .. هذا المكان مكتض بالمارة وإزدحام الراجلين والفراشة …لو خصص لهذه الجدارية فضاء أخر و مساحة حائط أعلى فوق بناية أخرى ستبقى جد مصانة وأكثر جاديبية في الرؤية الأفقية… أظن المسؤولية يتحملها المجلس البلدي بحيث لا يراقب ولا يعطي أهمية كبيرة لقيمة العمل الفني وبالخصوص هذا العمل الذي تم دعوة رسام جداريات أجنبي من البرتغال لكي ينفذ جداريته ويترك بصمته ويرحل .. لكن الحزين لم يكن هناك إهتمام ولا تحدير معنون مكتوب بجانبها يحذر بعدم مسها …وكذلك لا ننسى هناك ظاهرة غريبة لعدد كبير من رسامين هواة وفطريين يرسمون جداريات بكل عشوائية وبلا مراقبة ولا متابعة وهم معدورين . فعلاً يجب ترك لهم الفرصة لكي يعبرون عن رغبتهم وتطوير ممارستهم في أماكن خاصة.. ولكن يجب مراقبة الفضاءات التي سينجزون فيها رسوماتهم وتخصص لهم أمكنة خاصة لا تشوه المحيط البيئي والمعماري … وفعلا لو كانت لجنة من طرف مختصين في مجال المحيط والبيئة والفن سيكون العكس وسنوقف الفوضى والعبث .. وفي ظل غياب مراقبة صارمة ومسؤولة تحت إشراف مندوبية وزارة الثقافة وبحضور لجنة تقييم فنانين حقيقيين ومثقفين …ومن غير هذا … ستظل العديد من الرسومات تصاغ بعبثية وتشوه جمالية الشوارع والأزقة وتمسخ معالم المعمار الأصلي أكثر ما تزينه .. التزيين السطحي يشوه المعالم التراثية وجمالية الهندسه المعماريه العتيقة ، هي نفسها نحت معماري حي ومشهد جمالي قائم بذاته … اما تزيينه بمجانية وبمكياج غريب فوق المادة الأصلية وبدون وعي ولا إلمام بمجال فن المحيط هو بمثابة جريمة بشعة بحق جمالية المكان والزمان والمحيط وتاريخ المدينة . هو مجرد طمس لهويته المعمارية الأندلسية العريقة … فبياض الجدار هو نفسه طهارة روحية وجمالية الأقواس وتداخل الضياء والظلال والعتمات هو لوحة فنية تشكيلية حية تندمج مع بعضها البعض ونندمج معها جسديا وروحيا ..أم تلوين الجدران بعشوائية ووضع مكياج سطحي غريب فوقه هو أكثر قبح مقزز وليس بعمل فني بمفهومه الصحيح !؟ العمل الفني يجب أن يندمج مع الفضاء المعماري سواء كان جدارية أو نحت تقليدي أو حداثي ويقيم من طرف ذو التكوين الفني الحقيقي … وختاما هناك بعض الغيورين على المدينة يطالبون .. يريدون إعادة ترميم اللوحة ورسمها من جديد.. لكن يصعب على رسام محلي غير متمرس أن يعيد لوحة جدارية رسمت من طرف فنان برتغالي متخصص في فن الغرافيتي ورسومات الشارع … اظن سيكون عبث وتشويه لها اكثر من إعادتها… فلمست وبصمة رسام جداريات عالمي معروف بتجربة طويلة في المجال ليس هي ممارسة رسام هاوي بدون تخصص وتكوين فني بمفهومه الصحيح… محمد الرايس شفيرة تشكيلي مغربي مهاجر خريج المدرسة الوطنية العليا للفنون الجميلة دبديجون فرنسا …

Exit mobile version