فن وثقافة

“إشراك الشباب في عمليات اتخاذ القرارات: دورهم وتحدياتهم على الصعيد الوطني”

حكيم سعودي

إن مشاركة الشباب في عمليات اتخاذ القرارات على الصعيد الوطني تمثل جزءًا أساسيًا من العملية الديمقراطية وتعزز المساواة والشمولية في المجتمعات. على مر السنوات، اتخذت العديد من الحكومات إجراءات لضمان مشاركة الشباب بشكل فعّال في صياغة السياسات واتخاذ القرارات المتعلقة بمستقبلهم ومجتمعاتهم.

تم إنشاء العديد من المجالس والهيئات الوطنية للشباب في العديد من البلدان، والتي تعمل كهيئات تمثيلية للشباب وتقدم مشورة وتوصيات بشأن القضايا المتعلقة بالشباب إلى الجهات الحكومية. كما توفر برامج الشباب الوطنية منابر للشباب للتعبير عن آرائهم والمشاركة في صياغة السياسات والبرامج.

من جانبها، تسعى الحكومات إلى تعزيز مشاركة الشباب في العملية السياسية الرسمية، سواء كأعضاء في البرلمانات أو الحكومات المحلية، أو كأعضاء في اللجان والهيئات الرسمية. ورغم أن هناك بعض التحديات في ذلك، مثل قلة عدد الشباب الذين يتولون مناصب رسمية في الحكومات، إلا أن هناك جهودا مستمرة لتعزيز مشاركتهم وتمثيلهم بشكل أفضل.

بالإضافة إلى ذلك، توفر العديد من البلدان فرصًا للشباب للمشاركة في عمليات اتخاذ القرارات المتعلقة بقضايا محددة تهمهم، مثل التعليم، وريادة الأعمال، والصحة، والبيئة، وغيرها. ويعكس ذلك التزام الحكومات والمجتمعات بتعزيز دور الشباب كشركاء حقيقيين في التنمية والتغيير الاجتماعي.

من الواضح أن إرشاد الشباب في عمليات اتخاذ القرارات على الصعيد الوطني يعزز المساواة ويسهم في بناء مجتمعات أكثر شمولية وديمقراطية. ومع استمرار تطور الجهود وتعزيز التعاون بين الحكومات والشباب، يمكن تحقيق تقدم أكبر نحو تحقيق أهداف التنمية المستدامة وخلق مستقبل أفضل للجميع.

بالإضافة إلى الأدوار التقليدية في الحكومة والبرلمانات، يشارك الشباب أيضًا في عمليات اتخاذ القرارات من خلال العمل في القطاعات غير الرسمية مثل المنظمات الشبابية والجمعيات المدنية. تلعب هذه المنظمات دورًا مهمًا في تمثيل مصالح الشباب وتعزيز مشاركتهم في صياغة السياسات والبرامج التي تؤثر على حياتهم.

علاوة على ذلك، يعتمد نجاح مشاركة الشباب في عمليات اتخاذ القرارات على توفير الفرص المناسبة لتطوير مهاراتهم القيادية والتنظيمية، وتعزيز قدراتهم في التفكير النقدي وحل المشكلات. لذلك، يجب على الحكومات والمجتمعات توفير الدعم والتدريب اللازمين للشباب لتمكينهم من تحمل المسؤولية والمشاركة بفعالية في عمليات اتخاذ القرارات.

يمكن القول بأن إشراك الشباب في عمليات اتخاذ القرارات على الصعيد الوطني يعزز الديمقراطية والشمولية، ويسهم في تحقيق التنمية المستدامة وبناء مجتمعات أكثر عدالة واستدامة. لذلك، يجب على الحكومات والمجتمعات الاستثمار في تمكين الشباب وتوفير الفرص والموارد اللازمة لتمكينهم من الإسهام بشكل فعّال في بناء مستقبلهم ومستقبل مجتمعاتهم.

الشباب: بناء المستقبل بالمشاركة والتمكين

، يتعين علينا أن نلقي الضوء على دور الشباب في تحقيق أهداف التنمية المستدامة ودعمهم في المشاركة الفعّالة في عمليات اتخاذ القرار. فالأطفال والشباب يشكلون ثلثي فقراء العالم، ومع ذلك، غالبًا ما يتم استبعادهم من عمليات اتخاذ القرارات المتعلقة بالحد من الفقر والقضاء عليه.

يمكن لتعميم الخدمات المالية أن يساعد الشباب في زيادة مدخراتهم والحد من تأثير الصدمات الاقتصادية عليهم، كما يمكن للاستثمار في صحة الشباب ورفاهيتهم أن يدعم حصيلة التنمية المستدامة في جميع أنحاء العالم، بما في ذلك برامج التطعيم والصحة العقلية.

ومع تأثير جائحة كوفيد-19 على تعليم الأطفال والشباب، فإن ضمان إمكانية الحصول على التعليم الجيد والشامل للجميع يعتبر ضرورة لنجاحهم في الانضمام إلى القوى العاملة والحصول على فرص عمل لائقة. كما يجب إشراك الشباب بشكل مسؤول في السياسات والممارسات الزراعية المستدامة لتحقيق الهدف 2 من أهداف التنمية المستدامة.

إلى جانب ذلك، فإن دعم المبادرات التعاونية الشبابية، مثل شبكة الشباب من أجل المياه، يمكن أن يوفر منصات للشباب للمساهمة بآرائهم في جلب الحلول المبتكرة لتحديات المياه والصرف الصحي على المستوى المحلي والوطني.

ولتعزيز مشاركة الشباب في الحياة الاقتصادية، يتعين علينا تحسين سياسات وبرامج تنمية المهارات وبناء القدرات لتحقيق نمو اقتصادي أكثر شمولاً وتوفير فرص عمل للشباب. ويجب أيضًا تعزيز الشراكات لتحقيق الأهداف بمراعاة احتياجات ومصالح الشباب، والاستفادة من خبراتهم ومعارفهم لإيجاد حلول مستدامة تسهم في بناء مستقبل أكثر رخاء وأماناً للجميع.

بالتأكيد، سأواصل النقاط الأخيرة في المقال:

تحمل الشباب مسؤولية كبيرة في الحفاظ على البيئة والتنوع البيولوجي، ويمكنهم تقديم حلول مبتكرة لحفظ النظم الإيكولوجية ومكافحة التصحر وإزالة الغابات. ومن خلال مشاركتهم في السياسات والبرامج على المستوى المحلي والوطني، يمكن تحقيق نتائج فعالة في هذا الصدد.

يتعرض ملايين الشباب في جميع أنحاء العالم للعنف في أماكنهم المعيشية، وهذا يشمل العنف في المدارس والأسر والمجتمعات وعلى الإنترنت. لذا، يجب على الشركاء الدوليين والمحليين العمل مع الشباب لبناء القدرات والإدماج المؤسسي لضمان مجتمعات أكثر سلاماً وعدلاً.

يجب أن تكون الشراكات المؤسسة لتحقيق الأهداف مراعية لحاجات الشباب وشاملة لهم، وينبغي استغلال خبراتهم ومعارفهم لصياغة حلول مستدامة. فالأطفال والشباب هم القوة الدافعة لتحقيق التغيير وبناء مستقبل أفضل للجميع، وعلى الجميع أن يسعى لضمان تمكينهم ومشاركتهم الفعّالة في جميع جوانب الحياة الاجتماعية والاقتصادية والسياسية.

يمثل الشباب قوة حيوية في تحقيق التنمية المستدامة والتغيير الاجتماعي. على الرغم من تحملهم لأعباء الفقر والتهميش، إلا أن مشاركتهم الفعّالة في صياغة السياسات والبرامج وتنفيذها يمكن أن يسهم بشكل كبير في تحقيق أهداف التنمية المستدامة على المستوى العالمي والمحلي. ومن خلال تمكين الشباب ومشاركتهم في مختلف المجالات، يمكن بناء مستقبل أكثر رخاءً وعدالةً واستدامة.

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى
error: المحتوى محمي !!