لم يكن يظن أحد، إن تخرج جريمة قتل تونسي يحمل الجنسية الفرنسية بمنزل شاطئي بمنطقة الداهومي ببوزنيقة الاثنين الماضي، عن عملية سرقة تحولت إلى جريمة قتل واغتصاب. غير إن المعطيات التي توفرت خلال 72 ساعة الماضية، كشفت لمحققين بسرية درك بوزنيقة بعد قبضهم على المتهمين الرئيسيين في عملية القتل، عن وجود سفاح كان يصول ويجول بالمنطقة وتمكن من قتل بالإضافة للمواطن الفرنسي إلى قتل ثلاث أشخاص أخرين شاب وفتاتين. والأبشع انه قتل وخطط لتخلص من جثت الضحايا، عبر دفن جثتين داخل منزلين شاطئين. في حين نكل بالجثة الثالثة التي قام بتقطيعها قطعا ورمى بها في البحر. علاش بريس تعيد في هذا التحقيق كرونولوجيا الجرائم بكل تفاصيلها.
خيام العزاء ..
فور علمهم بخبر وفاة ذويهم، عرفت منازل الضحايا، نصب خيام العزاء، وكان أكثرها حزنا تلك التي بنيت بحي البلوك والتي تخص الضحية عبد الواحد والتي كانت حزينة جدا، إذ كانت عشرات النساء يحاولن مواساة أم الضحية، التي كانت تبكي بحرقة، على فقدان ابنها، والأوضاع المزرية التي خلفها قتله، إذ كانت تجلس داخل خيمة وتتناوب النساء على ولوجها من أجل تقديم العزاء، في حيت تجمهر الشباب لتعزية أشقائه.
منطقة الداهومي ..
تقع عند مدخل مدينة بوزنيقة الجنوبي، من جهة مدينتي المنصورية والمحمدية. كنية المنطقة باسم الداهومي نسبة إلى اسم الجنرال داهومي الذي سبق وان تاه وسط البحر خلال الحرب العالمية الثانية، قبل أن تحاصر غواصته الحربية وسط الصخور التي تسببت في غرقها. تضم هذه المنطقة أزيد من 500 منزل شاطئي عشوائي بني فوق الملك البحري للدولة، من الأسمنت والأخشاب. جل المنازل لا تتوفر على الماء والكهرباء. كما أن البنية التحتية للمنطقة جد متدهورة وموحلة. ولا يلجها سوى أصحاب السيارات، لبعدها عن الطريق الرئيسية من جهة وعن المدينة بأكثر من 5 كيلومترات من جهة أخرى. كما أن المنطقة لا تعرف انتعاشا سوى في فصل الصيف حيت يتم استغلال المنازل من طرف أصحابها الذين اغلبهم يقطن خارج المدينة.