أخباررياضةسياسة

انتقال عبدو سلام جدو إلى هبوعيل حيفا يثير غضب الجماهير ويكشف تناقضات الرياضة والسياسة في الجزائر

صفقة سرية وتحويلات مالية عبر البنوك الجزائرية تفتح باب الجدل حول تطبيع غير معلن في الوسط الرياضي الجزائري

أثار انتقال اللاعب المالي عبدو سلام جدو من نادي نجم مقرة الجزائري إلى فريق هبوعيل حيفا الإسرائيلي جدلاً واسعاً في الأوساط الرياضية والجماهيرية على المستويين الجزائري والعربي حيث جاءت الصفقة في ظروف حملت الكثير من المفاجآت والتساؤلات نظراً لسرية إجراءات التعاقد وسط موقف رسمي جزائري رافض لأي علاقة مع إسرائيل الأمر الذي وضع القضية في قلب نقاشات حادة على وسائل التواصل الاجتماعي وبين متابعي اللعبة القادمين من خلفيات سياسية واجتماعية مختلفة.

وقع جدو عقداً يمتد لموسم واحد مع إمكانية التمديد وهو ما لم يكن وحده ما أثار الجدل بل إن الكشف عن تحويل المبالغ المالية عبر البنوك الجزائرية أثار موجة استياء قوية في الأوساط الشعبية وأسقط الستار عن تناقض بين الشعارات السياسية التي ترفض التطبيع وبين الممارسات العملية التي سمحت بتنفيذ هذا الانتقال مما فتح باب النقد الشديد والاتهامات الموجهة إلى بعض الأطراف داخل الوسط الرياضي المحلي بغياب الشفافية والرقابة المناسبة على مثل هذه الصفقات.
وفي الواقع فإن هذه الصفقة ليست مجرد انتقال لاعب بين فريقين بل تحمل في طياتها أبعاداً سياسية واجتماعية وثقافية تجسد الأزمة المستمرة التي تعصف بالرياضة في المنطقة حيث تصطدم الطموحات السياسية بالممارسات العملية في ظل ضغوط مالية واقتصادية على الأندية واللاعبين الذين تبحث مسيرتهم عن فرص تعيد لهم مكانتهم ومستقبلهم المهني مما يجعلهم أحياناً في مفترق طرق صعب.

الجماهير الجزائرية بدورها لم تخفِ غضبها من هذا التطور حيث اعتبرته خيانة لصورة نادي نجم مقرة وللمواقف الوطنية الرافضة للتطبيع مع إسرائيل ووجهت انتقادات لاذعة لإدارة النادي التي سمحت بفقدان أحد أبرز لاعبيها ضمن الظروف المثيرة للجدل كما طالبت بفتح تحقيق لكشف حقيقة الملابسات التي صاحبت هذه الصفقة والاطلاع على تفاصيلها وهو ما يعكس الشعور العميق بالإحباط والخيبة الذي داهم مشاعر المشجعين الذين يرون في الرياضة امتداداً لروح الانتماء والهوية الوطنية.
تتمدد ردود الفعل عبر منصات التواصل الاجتماعي التي شهدت انتقادات حادة ومطالبات بمحاسبة المسؤولين الذين سمحوا بهذا الانتهاك للخطوط الحمراء السياسية رغم أن الرياضة بطبيعتها تفترض الحياد لكنها في السياقات المعقدة تصبح ميداناً للصراعات الرمزية والسياسية تجسيداً للوحدة الوطنية ورفضاً لأي محاولة لتهميش القيم المشتركة.
يبقى انتقال عبدو سلام جدو علامة بارزة في نقد الواقع الرياضي الجزائري الذي يعاني من تضارب بين الأهداف السياسية والضغوط الاقتصادية إلى جانب الحاجة الملحة لتعزيز الشفافية والإدارة الرشيدة لحماية الرياضة من الوقوع في مستنقعات التجاذبات السياسية التي قد تضر بسمعة الأندية واللاعبين وتضع الرياضة في مواقف محرجة أمام الجمهور المحلي والعربي.

إن هذه القضية ليست فقط ملف انتقال لاعب لكنها استعراض حي للتحديات التي تواجه الرياضة في المنطقة وسط ظروف معقدة ومضطربة تحتم على المعنيين مراجعة الأوضاع ووضع قواعد واضحة تحفظ الحقوق وتراعي المواقف الوطنية بما يضمن استمرارية الرياضة كمجال للتنافس الشريف والارتقاء بالروح الجماعية بعيداً عن التجاذبات السياسية التي تهدد وحدتها ومكانتها.

وكالات

اظهر المزيد

حميد فوزي

رئيس التحرير
زر الذهاب إلى الأعلى
error: المحتوى محمي !!