نورى سرار
وضعا مشروعا وهميا بمعية مديرية الفلاحة بمليار و300 مليون
أحال وكيل الملك بالمحكمة الابتدائية بابن سليمان، أخيرا، على قاضي التحقيق، رئيس التعاونية الفلاحية “هضبة الرمان” رفقة شقيقه بتهمة النصب والاحتيال مع التزوير، في قضية مشروع غرس شتلات الرمان الذي سبق للتعاونية الفلاحية المعنية أن أبرمت بشأنه عقد شراكة مع المديرية الإقليمية للفلاحة بابن سليمان في عهد المدير السابق، بغلاف مالي قدره مليار و311 مليونا، في إطار مخطط المغرب الأخضر. وعلمت “علاش بريس” أن قاضي التحقيق، قام بمراسلة كل أطراف القضية من أجل المثول أمامه، حيث سيشرع في التحقيق مع المتهمين والاستماع إلى الضحايا والشهود بداية من 22 ماي الجاري. وكشفت مصادر مطلعة أن فتح ملف المغرب الأخضر بالإقليم سيضع عددا كبيرا من المسؤولين ورؤساء التعاونيات وراء القضبان، بسبب التلاعب في مجموعة من المشاريع، كمشروع أشجار الزيتون بمنطقة بئر النصر، ومشاريع بناء الإسطبلات وغيرها.وبالرجوع إلى ملف هضبة الرمان، حصلت “علاش بريس” على مجموعة من الشكايات والمراسلات التي تفيد أن عددا من الفلاحين سلموا حقولهم لغرس أشتال الرمان من قبل التعاونية الحاملة للمشروع، على أن يتمتع كل فلاح بامتيازات عديدة منها، حفر بئر في حقله من ميزانية المشروع ، مع تسييج حقله لحماية الأشتال ، ثم تزويد حقله بتقنية السقي بالتنقيط، مع حرص التعاونية على سقي شتلات الرمان إلى حين بلوغها سن الإنتاج، وإرجاع الحقل للفلاح جاهزا، وكذا استفادته بكمية من الفوسفاط بالمجان عند حلول كل موسم حرث. وأضافت الوثائق أن التعاونية الحاملة للمشروع قامت بتنظيم لقاء مع المنخرطين بالمنطقة في شتنبر 2014 ، حضره المدير الاقليمي للفلاحة بابن سليمان وأكد للفلاحين كل ما سبق أن وعدت التعاونية بإنجازه، بل إنه وعد الفلاحين بتشييد مستودع عملاق لأجل صيانة وتثمين منتوج الرمان، وأغراهم بتصدير منتوج الرمان إلى دول الخليج وبأثمان خيالية، طالبا منهم الإسراع بتوقيع الشراكة مع التعاونية من أجل الحصول على تسبيق مالي.
وجاء في بعض الشكايات، أن رئيس التعاونية قدم أثناء إبرام الشراكات مع الفلاحين، أوراقا بيضاء لهم وطلب منهم التوقيع عليها مع البصم عليها مستغلا أميتهم وفقرهم، تحت ذريعة أن ذلك من متطلبات المشروع، غير أنه بمجرد وقوع عملية غرس شتلات الرمان فوق حقول الفلاحين الضحايا، وحصولهم على تسبيق مالي من القيمة المالية من المشروع، وجدوا أنفسهم ضحية نصب من قبل التعاونية والمدير المذكور الذي تم تنقيله في السنة نفسها، واستبداله بمدير إقليمي جديد سارع إلى فضح الجريمة، بإظهار أن المشروع لا يتضمن أيا من الادعاءات التي سبق أن وعدا بها الفلاحين، وهو ما جعل شتلات الرمان تذبل، حتى ماتت نتيجة غياب المياه الجوفية بالمنطقة.