أخبار

في الحاجة الى قيم مدنية

عبد الواحد بلقصري

باحث في علم الاجتماع السياسي بجامعة ابن طفيل بالقنيطرة.

أضحى الحديث اليوم بشكل كبير عن المجتمع المدني بمنظور قيمي متعدد الدلالات، حيث إذا كانت أصوله التاريخية لازمته بعلاقته بالدولة والصراع الطبقي و الطبقة.

 

و المثقف العضوي. فإنه اليوم أصبح لهذاالمفهوم رهانات و إشكاليات أخرى في ظل عالم متغيراته معقدة.حيث أصبح لإشكالية ( التنمية الإنسانية . التنمية البشرية التنمية المستدامة….) و الديمقراطية بتجديدات دلالاتها (الديمقراطية المعاصرة ، الديمقراطية الإجتماعية).

والدولة بمفاهيمها المتجددة(الدولة الحامية. الدولة الاجتماعية….) 

والقوانين الدستورية بانواعها (دستور حقوق الانسان. دستور الديمقراطية التشاركية. دستور الدولة المدنية. دستور حداثي ديمقراطي. دستور مدني ديمقراطي…) 

وإشكاليات أخرى مرتبطة بالوضع الذي تعيشه بعض البلدان كإشكالية النزاعات في العالم العربي و اشكالية الاسلام السياسي واشكالية التحولات الاجتماعية في زمن العولمة النيوليبرالية واشكالية الديمقراطية الاجتماعية في عالمنا المتغير واشكالية المتغيرات الجيواستراتيجية للعلاقات الدولية في عالم يسير نحو محو الاحادية القطبية واشكاليات النزاعات المعقدة للشرق الاوسط الكبير. 

  حيث أصبح المجتمع المدني يتبنى هاته الإشكالية بالنظر إلى تعفن المشاهد السياسية الموجودةفي العديد من البلدان العالَمثالثية 

 في مقابل ذلك نجد أنه حتى الأنظمة الديمقراطية أصبح للمجتمع المدني قضايا متعددة منها ما هومرتبط بإشكاليات الحركات الإجتماعية المناهضة للعولمة النيوليبرالية ، و منها ما هو متعلق بالتنمية و مؤشراتها و منها ماله ارتباط بإشكالية الأمن الإقليمي لهاته الدول و أقصد هنا دول الإتحاد الأوربي ودول شرق اسيا.. حيث نجد أن المنظمات الدولية لهاته البلدان أصبحت تهتم بمنظومة القيم المشتركة في الفضاء الأورومتوسطي ودول المينا والخليج العربي وافريقيا الشمالية .

 

أمام هذا الزحم الكبير من الإشكاليات و القضايا و الرهانات المرتبطة بالمجتمع المدني العالمي ، تجد قيم كثيرة تظهر و أخرى تزول، و بين هذا و ذاك يختلف التعاطي مع هذه القيم من دولة إلى أخرى .

 

الوضع في البلدان المتقدمة ليس كما هو عليه الوضع في الدول المتخلفة حيث نجد أن قيمة القيم المدنية تنتابها الميوعة في البلدان المتخلفة ، أما الدول المتقدمة فإننا نجد منظومات مركزية تؤسس و تجدد بشكل دائم هاته القيم عبر الفكر و التربية و الممارسة ، و تبقى حاجة الدول المتخلفة إلى قيم مؤسسة لدول ديمقراطية حداثية مبنية على ثقافة الاختلاف والتعايش من داخل هاته الثقافة وثقافة الحق والواجب والمواطنة الفاعلة بالاضافة الى قيم التضامن والتسامح والذاكرة المشتركة كلها قيم مدنية لها أولويتها الكبرى و الآنية في زمن معولم لا يرحم .

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى
error: المحتوى محمي !!