أخبار

تعلمنا و نريد ان يتعلم الكل

تقرير مصطفى العسال :
قادتني الظروف مؤخرا لزيارة احدى المدارس الابتدائية المتواجدة بدوار لبصاصلة جماعة الزيايدة و المسماة بفرعية بئر و لد ابراهيم . و عند وضع اولى الخطوات بداخلها رجعت بي الذاكرة الى سنة 1976 و بدات الذكريات الجميلة التي كانت فصول هذه المدرسة شاهدة عليها تتوالى امامي كشريط.
تذكرت كيف كان يصطحبني والدي و أخي قسرا و كيف كنت اهرب كل مرة من الفصل و الذهاب لممارسة هواياتي الطفولية و خاصة صيد العصافير بالفخاخ و الكاري .
و استمر هروبي من الفصل و ارجاعي باالقوة زهاء ثلاثة اشهر و في الاخير رضخت لمشيئة والدي و اخي الكبير و معلمي الاستاذ السالمي الذي كان له الفضل في تعليمي اول حرف .
دخلت احد الفصول الدراسية بعد اذن المعلم؛ و كم كان المكان ينبض بالحياة؛ اطفال كثر يتفرسون وجهي و يبتسمون .و بعد تحيتهم سالت المعلم سؤالا عفويا عن كيفية تعامله مع هذا الاكتضاض ؛فتبسم ساخرا و قال ليتني اتعامل مع الاكتضاض وحده لقد فرض علينا الاكتضاض و الاشراك لقد اصبحنا ملزمين بتدريس مستويين في نفس الوقت و المكان .ناهيك عن التنقل اليومي من بنسليمان عبر طريق مهترئة .
و لم استطع بعدها التفوه بكلمة و غادرت المكان و كلي اسئلة و حسرة على التلاميذ و معلمهم و على التعليم ككل .
كيف لهذا الوطن ان يتقدم في هذه الظروف الكارثية ؟كيف لابناء الفقراء و القرويين ان يأخذون نصيبهم من المعرفة و العلم ؟
اسئلة من بين اسئلة اخرى لا اذكرها لاني على يقين تام ان الاجوبة عليها ستظل معلقة الى اجل غير يسير .

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى
error: المحتوى محمي !!