ٍ”كلاسيكو” الجيش والرجاء ينتهي بالدم
لم يكتب لمباراة الجيش الملكي والرجاء البيضاوي لكرة القدم أن تنتهي نهاية سليمة، بعدما أدّت أحداث شغب عنيف اندلعت بين أنصار الفريقين بعد نهاية المباراة إلى إفسادها.
وأسفرت أعمال الشغب عن خسائر مادية في مركب مولاي عبد الله، كما خلفت خسائر مادية كبيرة في السيارات التي تعرض زجاج عدد منها للتهشيم، وسط فوضى عارمة.
وكشف مصدر أمني عن إصابة 52 شرطيا وثلاثة عناصر من الوقاية المدنية والقوات المساعدة، فضلا عن إصابة 22 مشجعا بجروح طفيفة خلال أعمال الشغب التي أعقبت “كلاسيكو” الرجاء والجيش الملكي.
وأضاف المصدر ذاته أنه جرى توقيف 13 شخصا ووضعهم تحت الحراسة النظرية على خلفية البحث بسبب أعمال الشغب، مع ضبط 38 قاصرا وتسليمهم لذويهم.
وتم كذلك إلحاق خسائر مادية بحوالي 18 مركبة للأمن، تتنوع بين الدراجات والسيارات؛ فضلا عن سيارة إسعاف تابعة للوقاية المدنية.
وبدت إرهاصات احتمال وقوع أحداث شغب واضحة منذ اللحظات الأولى لانطلاق المباراة، حيث وقعت ملاسنات بين جمهوري فريقي الجيش والرجاء، رغم أن الأمن حرص على إبعادهما عن بعضهما.
وتبادل جمهورا الفريقين السباب بكلام نابٍ أثناء المباراة، مع إشارات بذيئة بالأصابع. وبعد انتهاء المباراة تواصل السيناريو نفسه، إذ كانت لغة الأصابع البذيئة والكلام النابي سلاح المواجهة بين الطرفين.
وسرعان ما تحولت المواجهة من حركات وألفاظ إلى مواجهة مباشرة، استعملت فيها الأيادي وجميع الوسائل المتاحة، من أدوات حديدية، وأحزمة سراويل وغيرها… ما أسفر عن إصابات في صفوف المشجعين.
أحد المراهقين الذين أصيبوا في أحداث الشغب التي كان محيط مركّب مولاي عبد الله مسرحا لها حمله ثلاثة من رفاقه وأخرجوه إلى بوابة المركب، وبدا فاقدا للوعي، فيما كان وجهه ملطخا بالدماء.
“ضربوه بالكرياج وكانوا غادي يقتلوه”، يقول أحد مرافقي اليافع المصاب، فيما كان شرطي يقوم بجعله مستلقيا على جانبه الأيمن؛ ليظلّ في مكانه أزيد من ساعة قبل حضور سيارة الإسعاف.
ولم يسلم حتى المصورون الصحافيون الذين غطوا المباراة، إذ تعرض الزميل عبد المجيد بزيوات لإصابة في الرأس، جراء رشقه بقطعة حديدية يرجّح أنها انتُزعت من المراحيض أصابته بجرح غائر في الرأس.
وشهدت المباراة استعمالا مكثفا للشهب الاصطناعية، خاصة بعد تسجيل فريق الجيش الملكي للهدف الأول والوحيد في المباراة، إذ أشعل جمهور الفريق عشرات الشهب الاصطناعية، غطى دخانها المدرجات، قبل أن تُرشق بها عناصر الأمن التي أمنت الملعب.
وعند اقتراب نهاية المباراة، قام جمهور الرجاء بإشعال الشهب الاصطناعية ذات الدخان الأخضر، ورشق بها بدوره عناصر الأمن.