في لحظة تجسد تحوّلًا نوعيًا في مسيرة أحد أبرز نجوم كرة القدم العالمية، أعلن الدولي المغربي أشرف حكيمي، جناح باريس سان جيرمان الفرنسي، عن خطوة استثنائية تتجاوز حدود المستطيل الأخضر، حيث استحوذ على نادي سيوداد دي خيتافي الإسباني، النادي الذي شهد ولادته الكروية قبل أن ينتقل إلى أكاديمية ريال مدريد.
هذه الخطوة ليست مجرد صفقة استثمارية عادية، بل هي قصة عودة إلى الجذور، وامتداد لمسيرة احترافية بدأت في أحضان هذا النادي الإسباني. وكشف وكيل أعماله الأرجنتيني، أليخاندرو كامانيو، عن هذا الخبر في برنامج إذاعي على قناة كادينا كوبي، عقب تأهل باريس سان جيرمان إلى نهائي دوري أبطال أوروبا، مما يضيف بعدًا دراميًا لهذا الإعلان في أجواء التحدي والنجاح.
ما يميز هذه الخطوة هو أنها تعكس توجهًا متزايدًا بين نجوم كرة القدم المعاصرين نحو الاستثمار في صناعة الرياضة نفسها، بعيدًا عن مجرد الأداء داخل الملعب. ففي وقت سابق، خطى كيليان مبابي، صديق حكيمي وزميله السابق في باريس سان جيرمان، خطوة مماثلة بشراء حصة الأغلبية في نادي ستاد ماليرب دو كاين الفرنسي، مما يؤشر إلى تحول جذري في نظرة اللاعبين إلى مستقبلهم المهني.
حكيمي، الذي يُعرف بسرعته الفائقة ومهاراته التكتيكية، لا يكتفي بأن يكون لاعبًا مميزًا فحسب، بل يسعى لأن يكون فاعلًا مؤثرًا في صناعة كرة القدم، من خلال امتلاك نادي يعكس هويته الكروية ويمنحه فرصة لصنع الفارق خارج الملعب. هذه الرؤية الاستثمارية تعكس نضجًا فكريًا ووعيًا استراتيجيًا، حيث يرى في النادي منصة لبناء مشروع رياضي مستدام يرتبط ارتباطًا وثيقًا بقصة نجاحه الشخصية.
إن هذه الخطوة ليست فقط استثمارًا ماليًا، بل هي رسالة واضحة بأن اللاعبين الكبار باتوا يدركون أهمية التحكم في مصيرهم الرياضي والاقتصادي، وأنهم يسعون لتوسيع نفوذهم إلى ما هو أبعد من لحظات التألق على أرض الملعب. حكيمي بهذا القرار يضع نفسه في مصاف القلة القادرة على الجمع بين الموهبة الرياضية والحس التجاري، ليكون قدوة للأجيال القادمة التي تنظر إلى كرة القدم كمسار مهني متكامل.
في النهاية، يمكن القول إن استحواذ حكيمي على نادي سيوداد دي خيتافي هو أكثر من مجرد خبر استثماري؛ إنه فصل جديد في قصة لاعب صنع اسمه بعرق الجهد والموهبة، وها هو اليوم يكتب فصلاً جديدًا في تاريخ كرة القدم، حيث يصبح اللاعب رائدًا في صناعة مستقبله ومستقبل اللعبة التي عشقها منذ الصغر.
