عاشت مختلف المصالح الأمنية والاستخباراتية ببوزنيقة، مند السبت الماضي، حالة استنفار أمني قصوى، بعدما سجلت امرأة شكاية أمام مصالح أمن الديمومة بالمدينة، صرحت فيها باختطاف طفليها، البالغين من العمر على التوالي أربع سنوات، ورضيع عمره 8 أشهر، داخل سيارته، التي سطا عليها مجهول.
ودخلت أجهزة أمنية مختلفة على الخط برئاسة رئيس مفوضية بوزنيقة من بينها فرقة مكافحة العصابات التابعة لولاية امن سطات، حيث تكللت باسترجاع الطفلين واعتقال مشتبهين فيهما في حين لازال البحث جاري على رئيس العصابة الذي تم تحديد هويته.
وفي تفاصيل القضية، أوردت مصادر عليمة لعلاش بريس، ان سيدة قامت مساء السبت الماضي بإيقاف سيارتها من نوع فورد فييستا سوداء اللون، امام مركز تجاري يتواجد على مستوى حي السلام بمدينة بوزنيقة. واثناء ترجلها من السيارة من اجل شراء بعض الحاجيات من السوق التجاري+، تركت محرك السيارة مشتغل من دون قفل أبواب السيارة التي كان على متنها طفليها بالكراسي الخلفية. وانه فور دخول صاحبة السيارة الى السوق، قام مجرم بركوب السيارة وقيادتها الى وجهة مجهولة
وأضافت المصادر ذاتها، ان صاحبة السيارة دخلت في حالة هيستيرية فور خروجها من السوق وعدم العثور على السيارة، ما دفع احد المواطنين الى العمل على نقلها على وجه السرعة صوب مقر مفوضية امن بوزنيقة، حيث وجدت رئيس المفوضية يهم بمغادرتها، لتدخل في نوبة صراخ قبل ان يعمل على تهدئتها ومعرفة ماذا وقع لها.
وزادت المصادر ذاتها، ان رئيس المفوضية فور علمه بالواقعة عمل على تذييع برقية بحث لكل الوحدات العاملة بالمدينة، من اجل البحث بكل شوارع وازقة المدينة عن السيارة والأطفال بداخلها، كما قام باصطحاب السيدة على متن سيارته من اجل البحث، قبل ان يتواصلوا ببرقية تفيد العثور على الأطفال متخلى عنهم بحديقة بيكمار بحي عثمان عند مدخل المدينة الجنوبي، في حين لم يتم العثور على السيارة.
وقالت ذات المصادر، ان مسطرة البحث والتحقيق انطلقت بالاستماع الى السيدة التي اكدت في محضر رسمي، وقائع الحادث كما اكدت وجود هاتفها المحمول ومبلغ مالي قيمته 2000 درهم، بالإضافة الى كل أوراق السيارة. كما حصل المحققون على هوية شركة التامين التي تم الاتصال بها، والتي اكدت لهم ان السيارة تسببت في حادث سير بمنطقة حد السوالم.
وعلى ضوء هذه المعلومات انتقلت فرقة مكونة من الضابطة القضائية بمفوضية امن بوزنيقة بمعية فرقة مكافحة العصابات التابعة لولاية امن سطات، حيث جرى فحص السيارة ورفع البصمات واخذ مجموعة من الصور، حيث جاءت نتيجة البصمات إيجابية تعود لشخص يدعى (م.ن) من مواليد 1993 بمنطقة بنمسيك بالدار البيضاء.
ليتم انتقال الفرقة منطقة الفداء وبالضبط بحي بوجدور حيث تم إيقاف المشتبه فيه واقتياده الى مدينة بوزنيقة من اجل التحقيق معه في المنسوب اليه، حيث اعترف انه كان على متن السيارة رفقة صديقه المسمى (م.م) من مواليد 1993 ويقطن بحي بوركون، و(ا.ع) من مواليد 1993 يقطن بحي بوجدور هو الاخر. كما اقر ان المتهم الأول اقر لهم بسرقة السيارة، ورافقوه الى محل للبيع الهواتف، وقاموا ببيع هاتف الضحية لاحد القاصرين قبل ان يعمدوا بشراء نقود الهاتف والمبلغ المتحصل عليه من السيارة كمية من الخمور واستهلاكها بأحد شواطئ البيضاء.
وعلى ضوء هاته المعطيات تم الانتقال الى منزل المتهم الثالث (ا.ع) الذي جرى إيقافه واكد كل ما جاء على لسان المتهم الأول كما أكد واقعة حادثة السير بمنطقة حد السوالم بعد الاصطدام بمدارة، ليلذا بالفرار رفقة زعيم العصابة.
كما قامت مصالح الامن بالانتقال الى منزل المتهم الرئيسي بحي بوركون، غير انه لم يتم العثور عليه ليتم اصدار مذكرة بحث وطنيه في حقه، في الوقت الذي تم استرجاع السيارة والهاتف المحمول من القاصر. كما مكنت الأبحاث من معرفة ان المتهم الرئيسي كان في ضيافة شقيقيه بحي البساتين ببوزنيقة وانه كان يقضي الوقت في الترصد للضحايا محتملين.
هذا وعلمت الصباح ان جرى تقديم المشتبه فيهم صباح أمس الخميس امام انظار الوكيل العام للملك بمحكمة الاستئناف بالدار البيضاء من اجل تهم: تكوين عصابة إجرامية والسرقة الموصوفة، والاختطاف، وتعريض حياة اشخاص للخطر.
