أخبارإقتصادجهاتمجتمع

إنقاذ شجرة الأركان في الصويرة: مواجهة تحديات ندرة المياه بحلول مبتكرة

تعاون فاعل بين الجمعيات والفلاحين ووزارة الفلاحة لمحاربة شح الموارد المائية عبر تحلية مياه البحر وضمان استدامة التراث البيئي والاقتصادي للمنطقة

علاش بريس

تواجه منطقة الصويرة، وخاصة منطقة أححان، تحديات بيئية زاخرة تتطلب تضافر الجهود لإنقاذ شجرة الأركان التي تمثل ركيزة أساسية للتنوع البيولوجي والتراث الطبيعي المحلي. هذه الشجرة الفريدة التي تنمو في ظروف مناخية قاسية تشكل رمزًا للثبات والصمود، وتحمل في طياتها أهمية اقتصادية واجتماعية كبيرة للسكان الذين يعتمدون على منتجاتها كمصدر دخل مستدام. لذلك أصبح من الضروري العمل بتنسيق مستمر بين الجمعيات المحلية، والفلاحين، ووزارة الفلاحة، حيث يمكن للحلول المشتركة أن تخلق مسارات جديدة للحفاظ على هذا المورد الطبيعي الثمين.
ففي ظل محدودية الموارد المائية التي تتميز بها المنطقة، حيث تعاني من قلة الفرشة المائية وقلة الأودية، تتعقد مسألة حماية شجرة الأركان أكثر فأكثر. وهنا تبرز أهمية الاستثمار في بناء محطات لتحلية مياه البحر كخطوة استراتيجية من شأنها توفير بديل مائي مستدام يمكن الاعتماد عليه في ري الأراضي الزراعية ومساندة النظم البيئية المحيطة.
إن هذه المبادرات لا تعمل فقط على تعزيز قدرة البيئة الزراعية على الصمود، لكنها تفتح أيضًا آفاقًا جديدة للتنمية المستدامة تسهم في تحسين جودة حياة المجتمعات المحلية والحد من آثر شح المياه على الزراعة، الأمر الذي يتطلب رؤية متكاملة وتضافر جهود الجميع لتحقيقها.

وفي النهاية، إن إنقاذ شجرة الأركان في هذه المناطق لا يقتصر على الجانب البيئي فحسب، بل هو اختبار حقيقي لقدرة التعاون المشترك بين الفلاحين والجمعيات ووزارة الفلاحة على تقديم حلول مبتكرة وملموسة توازن بين حماية الموارد الطبيعية واحتياجات التنمية البشرية.
يتطلب هذا الأمر استراتيجيات واضحة واستغلالًا عقلانيًا للموارد المائية مع تعزيز الوعي المجتمعي بأهمية هذه الشجرة كرمز للموروث البيئي والثقافي الوطني.
وبهذه الصورة يمكن ضمان استدامة شجرة الأركان ومصادر الحياة التي ترتبط بها، في ظل تحديات بيئية متزايدة ومتطلبات تنموية متجددة.

اظهر المزيد

حميد فوزي

رئيس التحرير
زر الذهاب إلى الأعلى
error: المحتوى محمي !!