قتل نحو مئة مدني في السودان حيث يتواصل سماع إطلاق النار ودوي انفجارات في الخرطوم صباح الاثنين في اليوم الثالث من القتال الدائر بين الجيش بقيادة عبد الفتاح البرهان وقوات الدعم السريع المسلحة بزعامة محمد حمدان دقلو.
وكان التوتر كامنا منذ أسابيع بين البرهان ومحمد حمدان دقلو المعروف بـ”حميدتي” اللذين أطاحا معا المدنيين عن السلطة خلال انقلاب في تشرين الأول/أكتوبر 2021، قبل أن يستحيل هذا التصعيد في الخلافات السياسية، مواجهات السبت.
وتواصلت منذ ذلك الحين المعارك بالأسلحة الثقيلة فيما تدخل سلاح الجو بانتظام حتى داخل الخرطوم لقصف مقار لقوات الدعم السريع.
دعوة إلى “وقف فوري” للقتال
وكما أشرنا في خبر سابق،دعا الأمين العام للأمم المتّحدة أنطونيو غوتيريش الإثنين إلى “وقف فوري للأعمال العدائية، وإعادة إرساء الهدوء، والانخراط في حوار لحلّ الأزمة” في السودان حيث تدور منذ السبت معارك ضارية بين الجيش وقوات الدعم السريع. وقال غوتيريش: “أدين بشدّة اندلاع المعارك الدائرة في السودان”، محذّراً من أنّ “أيّ تصعيد إضافي” للنزاع بين الجيش والقوات شبه العسكرية “قد يكون مدمّراً للبلاد والمنطقة”.
ودعا الأمين العام “كلّ من لديهم نفوذ على الوضع لاستخدامه في سبيل إحلال السلام”، وأضاف قوله إنّ “الوضع الإنساني في السودان كان هشّاً أصلاً وبات الآن كارثياً”. وفي أعقاب مقتل ثلاثة من موظفي برنامج الأغذية العالمي في هذه المعارك، كرّر الأمين العام مناشدته طرفي القتال “ضمان سلامة” موظفي الأمم المتحدة وجميع أفراد طواقم الإغاثة.
البرهان يحل قوات الدعم السريع ويعتبرها “قوة متمردة على الدولة”
قالت وزارة الخارجية السودانية إن قائد الجيش عبد الفتاح البرهان أمر بحل قوات الدعم السريع ووصفها بأنها مجموعة متمردة.
وصباح اليوم الإثنين ،نشرت قوات الدعم السريع مقطع فيديو زعمت فيه سيطرتها على مطار مروي. ومنذ ساعات الصباح الأولى حدثت مواجهات واشتباكات مسلحة بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع في الخرطوم. وحاول الطرفان السيطرة على المطار.
معركة السيطرة على مطار مروي
اشتدت الضربات الجوية والقصف على أجزاء من الخرطوم ومدينة أم درمان المجاورة. وسمع دوي إطلاق نار متواصل بالقرب من المقر العسكري مع تصاعد دخان الدخان من المنطقة.
وبحسب وسائل إعلام سودانية فأن عمليات الكر والفر بين الطرفين متواصلة من أجل السيطرة على مطار مروي.
واشنطن ولندن تدعوان إلى “وقف فوري” للعنف في السودان
دعا وزيرا الخارجية الأميركية والبريطاني بعد اجتماع على هامش قمة مجموعة السبع في اليابان الاثنين إلى “وقف فوري” للعنف في السودان حيث خلفت اشتباكات بين الجيش وقوات الدعم السريع 97 قتيلا.
وقال وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن بعد اجتماع مع نظيره البريطاني جيمس كليفرلي إن هناك اتفاقا على الحاجة إلى “وقف فوري لإطلاق النار والعودة إلى المحادثات”.
مقتل عاملين في برنامج الأغذية العالمي
وطالب الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش الأحد بـ”محاسبة المسؤولين” عن مقتل العاملين في برنامج الأغذية العالمي. وقال المتحدث باسمه ستيفان دوجاريك في بيان إن الأمين العام “يدين بشدة” مقتل مدنيين من بينهم الموظفون الأمميون الثلاثة، وأعرب عن أسفه “لتضرر مباني الأمم المتحدة ومنظمات إنسانية أخرى بمقذوفات وتعرضها للنهب في عدة أماكن في دارفور”.
وذكر برنامج الاغذية العالمي من جهته تضرر إحدى الطائرات المستخدمة في عملياته السبت في مطار الخرطوم الدولي
الجامعة العربية
عقدت جامعة الدول العربية اجتماعا طارئا في القاهرة بناء على طلب مصر والسعودية.
ووصف رئيس الوزراء السوداني الأسبق عبد الله حمدوك في مؤتمر صحافي في أبوظبي، الوضع الإنساني بأنه “كارثي”، ودعا طرفي القتال إلى هدنة والمجتمع الدولي وخاصة الدول العربية إلى “مد يد العون” للسودان.
فرنسا بدورها تدعو لوضع حد للقتال
وجاء في بيان صدر عن وزارة الخارجية الفرنسية الأحد أن باريس “تجدّد دعوتها لبذل كل ما هو ممكن لوضع حد للقتال ومنع أي تصعيد”، داعية إلى “حماية العاملين في المجال الإنساني”.