
شهدت مدينة مونبولييه جنوب فرنسا، يوم الإثنين 13 مايو 2025، تدشين القنصلية العامة الجديدة للمملكة المغربية، في خطوة نوعية لتعزيز الخدمات القنصلية وتوطيد العلاقات بين المغرب وجاليته الكبيرة المقيمة في هذه المنطقة. تغطي القنصلية الجديدة ستة أقاليم جنوبية في فرنسا، ويبلغ عدد المغاربة المقيمين بها نحو 200 ألف نسمة، ما يجعل هذا المشروع ذا أهمية كبيرة على الصعيدين الإداري والثقافي.
يمتد المقر الجديد على مساحة 850 مترًا مربعًا موزعة على ثلاثة طوابق، وهو مجهز تجهيزًا كاملاً لاستقبال ذوي الاحتياجات الخاصة، ويضم عشرين مكتبًا وقاعات للاجتماعات، إلى جانب مرافق للأرشيف والاستقبال ومواقف للسيارات. هذا التصميم العصري والعملي يعكس حرص المغرب على توفير فضاء ملائم يخدم مصالح مواطنيه بكفاءة ويسر.
يتميز المبنى بتصميم معماري فريد يعكس أصالة التراث المغربي، حيث تزين واجهاته نقوش باللغة الأمازيغية بفخر واعتزاز، ما يجسد التنوع الثقافي والهوية الوطنية للمملكة. هذه اللمسات الفنية تعزز الشعور بالانتماء لدى الجالية المغربية بالخارج، وتؤكد على أهمية الحفاظ على اللغة والثقافة الأمازيغية كجزء لا يتجزأ من الهوية المغربية.
خلال حفل التدشين، أكدت السفيرة سميرة سيطايل والقنصل العام سمية البحاميدي أن القنصلية الجديدة ليست مجرد مرفق إداري، بل منصة لتعزيز الروابط الثقافية والإنسانية والاقتصادية بين المغرب وفرنسا. يأتي هذا المشروع تماشياً مع التوجيهات الملكية الرامية إلى تقريب الإدارة من مغاربة العالم وتحسين جودة الخدمات المقدمة لهم.
وقد أشاد ممثلون عن الجالية المغربية والسلطات الفرنسية بجودة هذا الفضاء القنصلي الجديد، معتبرين أنه يعكس العناية الخاصة التي يوليها المغرب لمواطنيه بالخارج، ويشكل جسراً للتواصل بين الضفتين، معززاً الشراكة الاستراتيجية بين البلدين في مختلف المجالات.
إن تدشين القنصلية المغربية الجديدة في مونبولييه يعكس دينامية متجددة في العلاقات المغربية-الفرنسية، ويؤكد التزام المغرب بتوفير خدمات قنصلية عصرية تحترم الهوية الثقافية وتلبي حاجيات الجالية في ظل المتغيرات الاجتماعية والإدارية.
وكالات