“الأحزاب السياسية: بين مسؤولية القفة الرمضانية وضرورة الابتعاد عنها”

حكيم سعودي
تُعد فترة شهر رمضان المبارك فترة مميزة في حياة المواطنين المغاربة، حيث تتغير ديناميات الحياة اليومية لتتناسب مع هذا الشهر الفضيل وتعاليمه السامية. ومن بين هذه التغييرات، تبرز ظاهرة القفة الرمضانية، التي تعد جزءاً من تقاليد وعادات المجتمع المغربي، والتي تهدف إلى تقديم المساعدة والدعم للأسر المحتاجة وتعزيز روح التضامن والتكافل الاجتماعي.
ومع ذلك، فإن هذه الظاهرة أصبحت محط اهتمام الأحزاب السياسية، التي تسعى إلى استغلالها في زيادة شعبيتها وكسب تأييد الناخبين. وهنا يتجلى الخطأ، حيث يجب على الأحزاب السياسية أن تتجنب استغلال القفة الرمضانية لأغراض انتخابية، وأن تترك المسألة للسلطات المعنية وذوي الاختصاص في تنظيم هذه العمليات وضمان توزيع الدعم بشكل عادل وفعّال.
فالمواطنين ليسوا مجرد أدوات انتخابية يمكن استغلالها في فترة معينة من السنة، بل هم أعضاء نشطاء في المجتمع يستحقون الاحترام والمعاملة العادلة طوال العام. إنهم يتمتعون بالوعي والتفكير السليم، ويدركون أهمية مشاركتهم في الحياة السياسية والاجتماعية، ولا يقبلون بأن يُعامَلوا كأدوات في أي وقت من الأوقات.
ومن الجدير بالذكر أن ما قام به المغاربة من تضامن وتضحية وإيثار خلال زلزال الحوز يعكس تمسكهم بقيم التكافل والتضامن، ويبرهن على قدرتهم على التعبير عن وحدتهم وتلاحمهم في الظروف الصعبة. وهو ما يجعلنا نؤمن بأن المغاربة شعب واعٍ ومسؤول، وأنهم يستحقون أن يُعامَلوا بالاحترام والتقدير طوال الوقت، وليس فقط في فترات محددة.
لذا، يجب على الأحزاب السياسية أن تترك القفة الرمضانية للسلطات المختصة، وأن تركز جهودها على تقديم البرامج والمشاريع التنموية التي تخدم المواطنين على مدار العام، بغض النظر عن الظروف والمناسبات. إنها الطريقة الوحيدة لبناء علاقة متينة وثقة دائمة بين الأحزاب السياسية والشعب المغربي، ولتعزيز الديمقراطية وتحقيق التنمية الشاملة في بلدنا العزيز.