الأسطورته الكروية المغربية… أحمد فرس في ذمة الله

علاش بريس
فقدت الكرة المغربية، مساء اليوم الأربعاء، أحد أعمدتها الخالدة برحيل الدولي السابق أحمد فرس، عن عمر ناهز 79 سنة، بعد صراع طويل ومرير مع المرض، انتهى بتوقف قلب اللاعب الذي طالما خفق حباً للوطن داخل المستطيل الأخضر.
وانتقل الراحل إلى جوار ربه، بعدما لازم الفراش في الأشهر الأخيرة إثر تدهور حالته الصحية، رغم مواصلة العلاجات المكثفة وتتبع الطاقم الطبي لحالته الدقيقة، حسب ما أكّدته مصادر مقربة من أسرته.
ويُعد أحمد فرس أحد أكبر رموز الكرة المغربية، بل أيقونة رياضية صنعت مجد جيل كامل من لاعبي “أسود الأطلس”، بعدما دوّن اسمه بأحرف من ذهب حين تُوج بجائزة أفضل لاعب إفريقي سنة 1975، في إنجاز غير مسبوق، جعله أول مغربي يُتوَّج بهذه الجائزة القارية الرفيعة.
كما قاد الراحل المنتخب الوطني إلى التتويج التاريخي بكأس أمم إفريقيا سنة 1976، في محطة خالدة من محطات الرياضة المغربية، بعدما جسّد روح القائد الذي يلعب من أجل الراية، وليس فقط القميص.
وشارك فرس أيضًا في كأس العالم 1970 بالمكسيك، وساهم في التعريف بالكرة المغربية على الساحة الدولية، بينما سُجّل باسمه أول هدف أولمبي للمغرب في تاريخ الألعاب، خلال دورة ميونيخ 1972.
وبدأ “مول الكرة”، كما كان يُلقّب من طرف محبيه، مسيرته الكروية من مدينة المحمدية، وتحديدًا من فريق شباب المحمدية، الذي لم يفارقه حتى اعتزاله، وظل يحمل ألوانه بإخلاص وولاء حتى آخر رمق في مشواره الرياضي.
ويخلف رحيل أحمد فرس حزناً واسعاً بين الأوساط الرياضية والجماهير المغربية، التي ترى فيه قدوة لا تتكرر، ونموذجاً للاعب الذي جمع بين الموهبة والانضباط، وبين المجد الفردي والوفاء الجماعي.
رحم الله الفقيد وأسكنه فسيح جنانه، وإنا لله وإنا إليه راجعون.