أخباررياضة

الاتحاد الإفريقي وأشرف حكيمي: تجاهل يثير جدلاً حول قيم التقدير في كرة القدم الإفريقية

غياب رسالة تهنئة رسمية يسلط الضوء على تحديات البروتوكول المؤسساتي وأهمية الاحتفاء بالنجوم الأفارقة

في عالم كرة القدم، حيث تتلاقى النجاحات وتتسابق الأسماء نحو المجد، يظل التقدير والاحتفاء بالإنجازات من أبسط قواعد البروتوكول المؤسساتي. لكن، ما حدث مؤخرًا مع الدولي المغربي أشرف حكيمي، أثار موجة من الاستغراب والتذمر بين الجماهير المغربية وعدد من المتابعين للشأن الكروي الإفريقي، الذين وجدوا في موقف الاتحاد الإفريقي تجاهه إشارة سلبية تعكس خللاً في منظومة التقدير والاحتراف.
أشرف حكيمي، لاعب لا يحتاج إلى تقديم، فقد نقش اسمه بحروف من ذهب في سجلات كرة القدم العالمية، من خلال إنجازاته المتعددة مع أندية كبرى مثل ريال مدريد، بوروسيا دورتموند، إنتر ميلان، وباريس سان جيرمان، حيث جمع بين الألقاب المحلية والقارية، وبرز كأحد أبرز الأجنحة في العالم. على الصعيد القاري، كان لحكيمي دور محوري في تعزيز مكانة الكرة المغربية والإفريقية، ما يجعل تجاهله من قبل الاتحاد الإفريقي أمرًا يستحق الوقوف عنده.
هذا التجاهل، الذي تمثل في عدم توجيه رسالة تهنئة رسمية أو حتى اعتراف رمزي بمساهماته، يطرح أكثر من سؤال حول مدى التزام الاتحاد بالقيم التي يفترض أن تحكم علاقاته مع اللاعبين الذين يمثلون القارة في المحافل الدولية. فالبروتوكول الرياضي لا يقتصر على تنظيم المباريات والبطولات، بل يمتد ليشمل احترام الإنجازات والاحتفاء بها، كجزء من بناء ثقافة رياضية صحية تعزز من روح المنافسة وتدعم اللاعبين نفسياً ومعنويًا.

من زاوية تحليلية، يمكن فهم هذا الموقف ضمن سياق التحديات التي تواجه الاتحادات الرياضية الإفريقية، والتي قد تعاني أحيانًا من قصور في التنظيم أو أولويات متغيرة، لكن ذلك لا يبرر التقصير في حق لاعب بحجم حكيمي. فالرسائل الرسمية والاحتفاء العلني ليست مجرد طقوس، بل أدوات لبناء جسور الثقة والتقدير بين المؤسسات والنجوم، وهو ما ينعكس إيجابًا على صورة كرة القدم الإفريقية عالميًا.
وفي النهاية، يبقى مطلب الجماهير والمتابعين واضحًا: أن يعيد الاتحاد الإفريقي النظر في مواقفه، وأن يلتزم بأبسط قواعد الاحترام والتقدير، ليس فقط لأشرف حكيمي، بل لكل لاعب يرفع راية القارة عالياً. لأن كرة القدم، قبل أن تكون لعبة، هي قصة نجاحات تستحق أن تُروى وتُحتفى بها، بكل ما تحمله من معانٍ إنسانية ورياضية.

اظهر المزيد

حميد فوزي

رئيس التحرير
زر الذهاب إلى الأعلى
error: المحتوى محمي !!