التعميم التدريجي لتدريس اللغة الأمازيغية بالمدارس الابتدائية بالمغرب
"هذه الخطوة تأتي تطبيقا لأحكام دستور المملكة، لا سيما الفصل الخامس منه الذي جعل من اللغة الأمازيغية لغة رسمية للدولة (إضافة إلى العربية)، وانسجاما مع مقتضيات النصوص التشريعية في شأن تفعيل الطابع الرسمي للأمازيغية".
و.م.ع
أعلن وزير التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة، شكيب بنموسى، اليوم الخميس، أن تدريس اللغة الأمازيغية سيشمل 4 ملايين تلميذ بـ 12 ألف مؤسسة تعليمية، وذلك في أفق سنة 2030.
وأوضح السيد بنموسى، في معرض رده على أسئلة الصحفيين خلال ندوة صحفية عقب مجلس الحكومة، أنه يتم حاليا تدريس اللغة الأمازيغية لـ 330 ألف تلميذ، بـ1660 مؤسسة للتعليم الابتدائي.
وأبرز الوزير أن توسيع شبكة المؤسسات التعليمية التي تدرس فيها الأمازيغية يستوجب الرفع من عدد المعلمين المختصين والمعلمين مزدوجي اللغة ابتداء من الدخول المدرسي المقبل، مضيفا أن وتيرة الرفع من عددهم عرفت تحسنا، إذ تم الانتقال من 200 إلى 400 معلم مختص في كل سنة، وتوظيف من 1500 إلى 2000 معلم مزدوج اللغة سنوي.
وجاء في المذكرة الجديدة التي عممتها الوزارة على مختلف مصالحها المركزية والجهوية أن التعميم التدريجي لتدريس اللغة الأمازيغية يتوخى تحقيق نسبة تغطية تصل إلى 50 في المائة خلال الموسم الدراسي 2025-2026، قبل بلوغ التعميم الشامل خلال عام 2030.
ووعدت الوزارة بتوفير كل الوسائل البيداغوجية الضرورية لتحقيق هذا الهدف، مبرزة أنها ستحدث لجان إقليمية للسهر على تنفيذ المذكرة كما وعدت بإطلاق دورات تكوينية لتعزيز قدرات أساتذة اللغة الأمازيغية في منهجية تدريس هذه المادة.
ونصت المذكرة على تزويد أساتذة اللغة الأمازيغية بمختلف الوسائل البيداغوجية لتسهيل عملهم، كما دعتهم إلى الانفتاح على مختلف المنصات الرقمية لتجويد عملية التدريس.
“هذه الخطوة تأتي تطبيقا لأحكام دستور المملكة، لا سيما الفصل الخامس منه الذي جعل من اللغة الأمازيغية لغة رسمية للدولة (إضافة إلى العربية)، وانسجاما مع مقتضيات النصوص التشريعية في شأن تفعيل الطابع الرسمي للأمازيغية”.
ولم تحدد المذكرة عدد المدارس التي سيشملها القرار، إلا أنه أبرز أن الوزارة تهدف إلى الوصول إلى نصف المدارس بعد 3 سنوات.
وبحسب ذات المذكرة، فإن الوزارة “اعتمدت إجراءات لتحقيق هذه الأهداف، مثل تكوين الأساتذة، إضافة إلى إرساء آليات التأطير والمصاحبة من طرف المفتشين المكلفين بتأطير تدريس اللغة الأمازيغية بشكل منتظم، مع تعزيز إدماج تكنولوجيا المعلومات والاتصالات واستعمال الموارد والمنصات الرقمية في تدريسها وتطعيمها بمضامين رقمية مناسبة”.
واعتمد المغرب اللغة الأمازيغية في عدد محدود من المدارس منذ العام 2003.
وينص دستور المغرب لعام 2011، في فصله الخامس لأول مرة، على أن “اللغة العربية تظل اللغة الرسمية للدولة، وتعمل الدولة على حمايتها وتطويرها وتنمية استعمالها، وتعد الأمازيغية أيضا لغة رسمية للدولة، باعتبارها رصيدا مشتركا لجميع المغاربة بدون استثناء”.
و”الأمازيغ” هم شعوب محلية تسكن المنطقة الممتدة من واحة سيوة غربي مصر شرقا إلى المحيط الأطلسي غربا، ومن البحر المتوسط شمالا إلى الصحراء الكبرى جنوبا.