
في ظل التطور السريع لتقنيات الذكاء الاصطناعي، برزت مخاطر جديدة للنصب والاحتيال تستهدف الأفراد والمؤسسات على حد سواء.
فقد شهدنا مؤخرًا حالات نصب غير مسبوقة باستخدام الذكاء الاصطناعي، مثل ما تعرض له بنك مغربي حيث استُخدمت تقنيات الذكاء الاصطناعي لخداع العملاء وإيهامهم بضرورة إيداع مبالغ مالية لتفعيل حساباتهم.
الذكاء الاصطناعي يمتلك قدرة هائلة على توليد محتوى يشبه الإنسان، ما يسهل على المحتالين خلق رسائل مزيفة، وأخبار كاذبة، وحملات تضليل تستهدف الجمهور، مما يهدد مصداقية الإعلام ويزيد من صعوبة التمييز بين الحقيقة والاحتيال.
كما أن الاستخدام غير المنضبط لهذه التكنولوجيا يمكن أن يؤدي إلى نشر خوارزميات متحيزة وأخبار كاذبة، مما يضر بحرية التعبير ويقوض ثقة الجمهور في المصادر الإعلامية.
لذلك، يجب على المستخدمين توخي الحذر وعدم الانجرار وراء العروض أو الرسائل التي تطلب مبالغ مالية أو معلومات شخصية عبر وسائل التواصل أو المكالمات الهاتفية التي قد تستخدم تقنيات الذكاء الاصطناعي لخداعهم.
كما على المؤسسات الإعلامية والصحفيين أن يكونوا شفافين في استخدام الذكاء الاصطناعي، مع توضيح كيفية الاستعانة به في إعداد المحتوى للحفاظ على المصداقية والثقة.
وفي المقابل، يمكن للذكاء الاصطناعي أن يكون أداة فعالة لمكافحة الاحتيال إذا تم استخدامه بشكل مدروس وتحت إشراف بشري دقيق، حيث يمكنه الكشف عن الأنماط والسلوكيات المشبوهة بسرعة ودقة، لكن لا بد من ضمان تدريب الخوارزميات والتحقق من صحتها لتقليل الأخطاء والتأثيرات السلبية.
ختامًا، يبقى الذكاء الاصطناعي سلاحًا ذا حدين، ولهذا يجب التعامل معه بحذر كبير، مع تعزيز الوعي المجتمعي حول مخاطر النصب باستخدام هذه التكنولوجيا، وتطوير أطر تنظيمية تحمي الأفراد والمؤسسات من الوقوع ضحية للاحتيال الذكي.