الذكرى الرابعة والستون لوفاة الأب الروحي للمملكة المغربية المغفور له محمد الخامس
أمير المؤمنين صاحب الجلالة الملك محمد السادس، نصره الله، مرفوقا بصاحب السمو الملكي ولي العهد الأمير مولاي الحسن، وصاحب السمو الملكي الأمير مولاي رشيد، وصاحب السمو الأمير مولاي أحمد وصاحب السمو الأمير مولاي اسماعيل، أمس السبت، في زيارة ضريح محمد الخامس للترحم على الروح الطاهرة لجلالة المغفور له الملك محمد الخامس
حلت بالأمس ،السبت 01 أبريل 2023، الذي صادف اليوم العاشر من رمضان الأبرك، الذكرى الرابعة والستين لوفاة الأب الروحي للشعب المغربي،المغفور له محمد الخامس ،قدس الله روحه .
وبهذه المناسبة ،قام أمير المؤمنين صاحب الجلالة الملك محمد السادس، نصره الله، مرفوقا بصاحب السمو الملكي ولي العهد الأمير مولاي الحسن، وصاحب السمو الملكي الأمير مولاي رشيد، وصاحب السمو الأمير مولاي أحمد وصاحب السمو الأمير مولاي اسماعيل، اليوم السبت، بزيارة ضريح محمد الخامس حيث ترحم جلالته على الروح الطاهرة لجلالة المغفور له الملك محمد الخامس، وذلك بمناسبة حلول العاشر من رمضان الأبرك، ذكرى وفاة أب الأمة طيب الله ثراه.
كما قام أعضاء الحكومة برئاسة ، عزيز أخنوش، بالترحم على الروح الطاهرة لبطل التحرير جلالة المغفور له الملك محمد الخامس، وعلى روح باني الدولة المغربية جلالة المغفور له الملك الحسن الثاني.
وعبر،كذلك من خلالها، المغاربة عبر مؤسساتها الدستورية ،تشبتهم بالعرش العلوي المجيد،واعترافهم بتضحيات الأسرة العلوية بقيادة المشمول برحمة الله وعفوه،المرحوم محمد الخامس ومعه ولي عهده آنذاك،المغفور له الحسن الثاني،وجميع أفراد العائلة الملكية،من أجل تحرير الوطن من قبضة الاستعمار الفرنسي البائد بتعاون مع رجال الحركة الوطنية الشرفاء وكافة أفراد الشعب المغربي الأبي.
وفي هذا الصدد ،قامت عدة وفود من ممثلي الأمة بالبرلمان بقبتيه،بزيارة لضريح محمد الخامس بالرباط،وكل الأحزاب بمختلف أطيافها ،للترحم على روح المرحوم محمد الخامس ووارث عرشه من بعده،المغفور له الحسن الثاني.
وحلت وفود من سياسيين وعسكريين وضباط أمنيين في ذكرى وفاة السلطان المجاهد محمد الخامس طيب الله ثراه بالضريح لتأدية الواجب.
وفي هذا الصدد أدلى الأمناء العامون للأحزاب بتصريحاتهم بهذه المناسبة،حيث قال السيد بنكيران رئيس حكومة سابقا وأمين عام حزب العدالة والتنمية” إنه يوم للتعبير عن الوفاء للدولة وللوطن وللتاريخ وللملوك العلويين الأماجد”.
وقال نزار بركة، وزير التجهيز والماء الأمين العام لحزب الاستقلال، ضمن تصريح للصحافة: “نترحم على الراحل محمد الخامس، أبي الأمة الذي أعطى الكثير وضحى بالغالي والنفيس من أجل هذا الوطن ومن أجل استقلال البلاد، ولعب دورا أساسيا ورياديا من أجل قيادة الحركة الوطنية بكل تنسيق مع الحركة آنذاك، ولعب أدوارا مهمة في بناء المغرب المستقل”.
وصرح أحمد بلغازي، الأمين العام لحزب الشورى والاستقلال: “نترحم على روح أبي الأمة جلالة المغفور له محمد الخامس رحمه الله، وندعو له بالرحمة والمغفرة على ما أسداه لوطنه من تضحيات جسام (…) كما نترحم على جلالة المغفور له الحسن الثاني طيب الله تراه، وندعو الله أن يحفظ جلالة الملك محمد السادس بما حفظ به الذكر الحكيم”.
وبدوره، صرح عبد الحميد جماهيري، عضو المكتب السياسي لحزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، قائلا إنها “مناسبة روحية للترحم على أبي الأمة، ومناسبة محمدية للذكر والقيم الروحية التي تأسس عليها المغرب، وأيضا مناسبة للتذكير بقيم نكران الذات والبناء الوطني والسيادة الوطنية”.
واستحضر الأمين العام لحزب الأصالة والمعاصرة، السيد عبد اللطيف وهبي ،المسار البطولي لصاحب الجلالة المغفور له الملك محمد الخامس، الذي قدم خلاله جلالته تضحيات جسام من أجل حرية وكرامة شعبه، مؤازرا في ذلك بوريث سره جلالة المغفور له الحسن الثاني، طيب الله ثراه.
قال امحند العنصر، رئيس حزب الحركة الشعبية في تصريحه الزميلة الزنقة 20 “الذكرى هي ذكرى وطن وتاريخ المغرب، وذكرى أمجاد التحرير بقيادة الملك محمد الخامس رحمه الله” وأضاف “أن مكانة الراحل الملك محمد الخامس في تاريخ بلادنا كبيرة جدا وخصوصا في مرحلة التحرير والتضحية التي قام بها من أجل المغرب لن تنساها الأجيال التي عاصرته والأجيال الصاعدة” وحين نتحدث عن الملك محمد الخامس فإن هناك امتداد للأسرة العلوية الشريفة ولمولكها العظام أبرزهم المغفور له الملك الحسن الثثاني وجلالة الملك محمد السادس نصره الله وأيده ومسيرة هذه الأسرة تتمثل في تقوية وسيادة المغرب”.
ذكرى وفاة أب الأمة جلالة المغفور له محمد الخامس، مناسبة يستحضر من خلالها المغاربة قاطبة التضحيات الجسام التي بذلها الملك الراحل من أجل بلاده وشعبه، ونضاله وكفاحه المستميت من أجل الحرية والاستقلال، وكذا اللحمة القوية التي تربط بين الشعب المغربي الأبي والعرش العلوي المجيد.
يخلد الشعب المغربي، كل العاشر رمضان، ذكرى وفاة أب الأمة جلالة المغفور له محمد الخامس، مناسبة يستحضر فيها المغاربة مسيرة قائد فذ رسم بصموده أسمى وأنبل صور المقاومة ضد المستعمر من أجل استقلال الوطن ووحدته، وكرامه الشعب وحريته، وكان طيب الله ثراه بذلك نموذجا ملهما في الوطن العربي والإسلامي، ومحط تقدير حركات التحرر في العالم.
وكان بطل التحرير جلالة المغفور له محمد الخامس قد أسلم الروح إلى بارئها في العاشر من رمضان من سنة 1380 هجرية (الموافق ل26 فبراير 1961)، وذلك بعد سنوات قليلة من تخليص الوطن من ربقة الاستعمار ونيل استقلال المملكة. وشكلت وفاته رزءا فادحا للأمة، ولحركات المقاومة والتحرير، التي كانت ترى فيه، طيب الله ثراه، أحد أبرز أقطاب حركة التحرر الوطني ورمزا لكفاح الشعب من أجل الظفر بالاستقلال والكرامة والتقدم.
ويشكل تخليد هذه الذكرى عربونا عن الوفاء والتشبث الثابث بذكرى ملك عز مثيله، والذي فضل التضحية بالغالي والنفيس وتحمل مرارة المنفى على الخنوع والاستسلام في وجه المستعمر، فهو الذي اعترض باسم المبادئ المؤسسة للأمة اعتراضا قطعيا على التنازل عن السيادة الوطنية أو الدخول في أي نوع من المساومة مع سلطات الحماية.
وطوال مسيرة كفاحه ضد الاستعمار، كان جلالة المغفور له محمد الخامس يؤدي واجبه بتشاور دائم مع الحركة الوطنية، معبرا بذلك عن حرص ثابت على تدعيم ورص صفوف مختلف مكونات المقاومة، وذلك من منطلق الوعي بأن التحرير واستعادة السيادة رهين بالعمل الجماعي والمنسق، القائم على أساس التشبث بالإيمان وتحسيس وتعبئة الشعب المغربي.
وقد حاول الكيان الاستعماري، الذي جثم بثقله على المغرب لأزيد من أربعة عقود، تسخير كافة الوسائل وتوظيف جميع الأساليب المتاحة للمساس بالوحدة الوطنية والنيل من الرباط المتين الذي جمع بين جلالة المغفور له محمد الخامس وشعبه الوفي، مستهدفا من خلال ذلك طمس معالم آصرة قوية جسدتها رابطة البيعة وتشبث الشعب المغربي القوي بالعرش العلوي المجيد.
وخدمة لهذا الغرض الدنيء، لم تتوان سلطات الحماية عن محاصرة القصر الملكي بواسطة قواتها يوم 20 غشت من سنة 1953، مطالبة جلالة المغفور له محمد الخامس بالتنازل عن العرش، فما كان منه طيب الله ثراه إلا أن آثر النفي على الرضوخ لإرادة المستعمر، مصرحا بكل ما أوتي من إيمان وثقة في الله أنه لن يضيع الأمانة التي وضعها شعبه الوفي على عاتقه، والمتمثلة في كونه سلطان الأمة الشرعي ورمز وحدتها وسيادتها الوطنية، وفاء منه لرابطة راسخة جسدتها البيعة الشرعية.
وأمام المواقف الوطنية السامية التي أبان عنها بطل التحرير، وسعيا منها إلى النيل من التلاحم القائم بين الشعب المغربي وملكه الشرعي، في الشمال كما في الجنوب وفي الشرق كما في الغرب، أقدمت سلطات الاحتلال على تنفيذ جريمتها النكراء بنفيه ورفيقه في الكفاح جلالة المغفور له الحسن الثاني والأسرة الملكية الشريفة، إلى جزيرة كورسيكا ومنها إلى مدغشقر.
وما أن عم الخبر ربوع المملكة وشاع في كل أرجائها حتى ثار الشعب المغربي في انتفاضة عارمة وتفجر غضبه في وجه الاحتلال الأجنبي، معلنا بداية العمل المسلح وانطلاق العمليات البطولية التواقة إلى ضرب غلاة الاستعمار ومختلف مصالحه وأهدافه.
وما كان لهذه الأعمال البطولية الباسلة إلا أن تتوج بعودة بطل التحرير جلالة المغفور له محمد الخامس من المنفى إلى أرض الوطن، معلنا انتهاء عهد الحجر والحماية وبزوغ فجر الحرية والاستقلال، ومجسدا بذلك الانتقال من معركة الجهاد الأصغر إلى معركة الجهاد الأكبر، وانتصار ثورة الملك والشعب المجيدة التي جسدت ملحمة عظيمة في مسيرة الكفاح الوطني الذي خاض غماره الشعب المغربي بقيادة العرش العلوي المجيد، من أجل حرية الوطن وتحقيق الاستقلال والوحدة الترابية.
وبذلك يكون الشعب المغربي قد برهن للعالم بأسره عن تعلقه الدائم بوطنه وملكه، مُبديا استعداده القوي واللامشروط لخوض أشد المعارك وتخطي أعتى الصعاب، ذودا عن مقدساته وصونا لكرامته النابعة من إبائه وأصالته، وهو ما أشار إليه جلالة المغفور له الحسن الثاني، في خطابه بمناسبة الذكرى الـ19 لثورة الملك والشعب سنة 1963، واصفا هذه العلاقة المتينة بالرابطة التي “نسج التاريخ خيوطها بعواطف المحبة المشتركة، والأهداف الموحدة التي قامت دائما على تقوى من الله ورضوانه”.
وهكذا، وبفضل تلك الجهود الدؤوبة كان من الممكن خوض المعركة السياسية، التي آتت أكلها بفضل المواقف البطولية لأب الأمة، الذي قرر مواجهة الأمر الواقع المفروض من طرف السلطات الاستعمارية، التي بلغت ذروة سطوتها من خلال التآمر ضد الشرعية التي يجسدها العرش، وذلك عندما قرر المحتل الغاشم إجبار عاهل البلاد وعائلته الكريمة على تكبد قساوة المنفى السحيق.
لكن أمل المستعمر ما لبث أن خاب بفعل المقاومة الباسلة التي أبان عنها جلالة المغفور له محمد الخامس، طيب الله ثراه، وشعبه الأبي خلال هذه المحنة. فبفضل تجند الشعب المغربي من أجل عودة الملك الشرعي ورمز السيادة الوطنية من المنفى السحيق، أحبطت المؤامرة وعاد الملك المجاهد إلى بلاده، حاملا بشرى انتهاء عهد الحجر والحماية.
وهكذا، نجح المغرب بفضل المعركة التي خاضها الملك المجاهد محمد الخامس جنبا إلى جنب مع الحركة الوطنية، في جلب الاهتمام الدولي بقضيته، بما مكنه من انتزاع ربقة الاستعمار، لينكب على تشييد الصرح الوطني وبناء الدولة المغربية الحديثة.
وبعد إسلام أب الأمة الروح إلى باريها، واصل رفيقه في الكفاح جلالة المغفور له الحسن الثاني، أكرم الله مثواه، ترسيخ هذه المكتسبات من خلال الالتزام بتنفيذ ورش ضخم لتنمية البلاد اقتصاديا واجتماعيا.
ووفق نفس الرؤية السديدة، انكب بكل عزم وتفاني، وارث سره، صاحب الجلالة الملك محمد السادس، نصره الله، على مواصلة تفعيل وتدعيم هذا المسار النير، عبر جعل المغرب ينخرط في مرحلة جديدة، هي مرحلة الحداثة والتنمية، وهي مرحلة تستلهم قوتها على الخصوص من تلك العروة الوثقى التي تربط بين صاحب الجلالة وشعبه، من أجل رفع كل التحديات وتخطي كافة الصعاب، كما يشهد على ذلك التآزر والتضامن الذي أبان عنهما الشعب المغربي بريادة جلالة الملك في كل المناسبات.
المصادر:وكالات