الرباط :طلبة المعهد الملكي لتكوين الأطر باليوسفية في مواجهة الإهمال والتهميش

حكيم سعودي
في مشهد يعكس حجم المعاناة التي يعيشها طلبة المعهد الملكي لتكوين الأطر بمركز اليوسفية نظّم الطلبة وقفة احتجاجية تعبيرًا عن سخطهم على الظروف الصعبة التي يواجهونها يوميًا، مشاكل متراكمة تهدد استقرارهم النفسي والجسدي وتضع مسيرتهم الأكاديمية على المحك ورغم الاحتجاجات المتكررة لا تزال إدارة المعهد تلتزم الصمت مما يفاقم حالة الغضب والتذمر بين الطلبة.
فصول الدراسة على أنغام “الشعبي” والكلام النابي:
في مشهد يثير الدهشة والاستياء يضطر طلبة المعهد لمتابعة دروسهم على أنغام الموسيقى الصاخبة والكلام النابي الصادر عن عمال البناء الذين يشتغلون داخل المؤسسة خلال أوقات الدراسة وهذا الوضع حول قاعات الدرس إلى بيئة غير مريحة حيث يجد الطلبة صعوبة في التركيز وسط الضجيج المستمر ما ينعكس سلبًا على جودة تكوينهم الأكاديمي.
و يعاني طلبة المعهد من أخطر الانتهاكات خاصة الطالبات جراء تعرضهن المستمر للتحرش داخل المركز.ان هذه الظاهرة التي تفاقمت في ظل غياب إجراءات أمنية صارمة لحماية الطلبة تثير قلقًا كبيرًا بين الطالبات وأولياء أمورهن خاصة أن المركز يُفترض أن يكون فضاءً تربويًا آمنًا ورغم تكرار الشكاوى لم تتخذ الإدارة أي إجراءات حقيقية لوضع حد لهذه التصرفات المشينة ما جعل الطالبات يشعرن بعدم الأمان داخل مقر دراستهن.
ليست الأوضاع الدراسية وحدها ما يشغل بال الطلبة بل إنهم يعيشون أيضًا تحت تهديد مباشر بسبب وضعية البنية التحتية للمركز. فقد أصبحت بعض أجزائه مهددة بالانهيار نتيجة أشغال البناء العشوائية ما يشكل خطرًا حقيقيًا على حياة الطلبة والعاملين بالمركز وبدلاً من تأمين بيئة تعليمية مناسبة يجد الطلبة أنفسهم محاطين بالركام والغبار معرضين للإصابة في أي لحظة بسبب غياب معايير السلامة.منذ ثلاث سنوات يطالب طلبة المعهد بالحصول على بطاقة الطالب وهي وثيقة أساسية تسهل عليهم الاستفادة من العديد من الخدمات سواء داخل المؤسسة أو خارجها إلا أن مطالبهم قوبلت بالتجاهل ولم يتم إصدار البطاقة إلى حدود اليوم،ة ما زاد من إحساس الطلبة بالتهميش.
وفي مشهد آخر من التخبط الإداري لم يحصل الطلبة بعد على نقط الأسدس الأول رغم مرور أكثر من شهر على انتهائه والأدهى من ذلك أن الطلبة الذين اجتازوا الامتحانات الاستدراكية قاموا بذلك دون معرفة نقاطهم الأصلية ما يجعلهم يواجهون مستقبلاً غامضًا دون أي معطيات واضحة حول مستواهم الدراسي.ردًا على هذا الواقع المأساوي قرر الطلبة خوض إضراب مفتوح إلى حين تحقيق مطالبهم المشروعة. الوقفة الاحتجاجية التي نظمت بالأمس كانت بمثابة إنذار شديد اللهجة لإدارة المعهد التي أصبحت مطالبة باتخاذ إجراءات عاجلة لتحسين وضعية الطلبة وتوفير الظروف الملائمة لهم لمتابعة دراستهم في بيئة آمنة ومناسبة.
فهل ستستجيب الإدارة أخيرًا لصوت الطلبة؟ أم أن معاناتهم ستظل مستمرة في ظل سياسة الآذان الصماء؟ الأيام القادمة كفيلة بالكشف عن مصير هذا الحراك الطلابي، لكن الأكيد أن الطلبة لن يتراجعوا عن مطالبهم العادلة.