أخبارحقوق الإنسانسياسةمجتمع

الزحف البشري نحو غزة: مسيرة دولية مشياً على الأقدام لكسر الحصار وإيصال صوت الحرية

آلاف النشطاء من مختلف أنحاء العالم يتحدون القيود الأمنية وينطلقون في تحرك تضامني تاريخي لإنهاء الحصار الإسرائيلي والوقوف إلى جانب سكان غزة المحاصرين

في مشهد تضامني عالمي استثنائي، تستعد مسيرة مشياً على الأقدام تضم آلاف النشطاء من أكثر من 30 دولة للتوجه نحو قطاع غزة، في خطوة رمزية وجريئة لكسر الحصار الإسرائيلي المفروض على القطاع منذ أكثر من 17 عاماً. هذه المبادرة التي أطلقتها عدة منظمات وشخصيات دولية تنتمي لتحالف “أسطول الحرية” وغيره من حملات التضامن، تأتي في ظل تدهور الأوضاع الإنسانية في غزة، حيث يعاني سكانها من حصار خانق أودى بحياة آلاف المدنيين وأجبر ملايين على العيش في ظروف قاسية للغاية.
يمثل تحالف “أسطول الحرية” الذي تأسس بعد الهجوم الإسرائيلي على سفينة “مافي مرمرة” عام 2010، صوتاً دولياً موحداً يسعى لإنهاء الحصار عبر مبادرات سلمية تعتمد على المقاومة اللاعنفية ورفع الوعي العالمي حول معاناة الفلسطينيين في غزة. ويضم التحالف عشرات المنظمات من مختلف القارات، من كندا إلى تركيا، ومن جنوب أفريقيا إلى إيطاليا، حيث تنسق هذه الجهات جهودها لإيصال المساعدات الإنسانية وكسر الحصار البحري والبرّي المفروض على القطاع.
المسيرة العالمية المشيّة نحو غزة ليست مجرد تحرك احتجاجي، بل هي رسالة تضامن قوية مع ملايين الفلسطينيين المحاصرين، تحمل في طياتها مطالب بوقف المجازر، رفع الحصار، وضمان حق الفلسطينيين في حرية التنقل والكرامة الإنسانية. تأتي هذه الخطوة في وقت تشهد فيه غزة أزمة غذائية وإنسانية حادة، تفاقمت بفعل القيود الإسرائيلية على الواردات والصادرات، وعمليات القصف المتكررة التي أدت إلى دمار واسع في البنية التحتية.
في ذات السياق، تعرضت سفينة تابعة لتحالف “أسطول الحرية” لهجوم بطائرة مسيرة قبالة سواحل مالطا أثناء محاولتها التوجه إلى غزة محملة بالمساعدات الإنسانية، ما أدى إلى غرقها جزئياً، في حادثة تعكس التحديات الأمنية التي تواجهها هذه المبادرات الدولية الساعية لكسر الحصار.
هذه المسيرة، التي من المتوقع أن تنطلق من مدينة رفح المصرية، تمثل تحركاً غير مسبوق في تاريخ التضامن مع غزة، حيث يتجمع آلاف النشطاء من مختلف القارات للمطالبة بإنهاء الحصار ورفع المعاناة الإنسانية.
وتؤكد المنظمات المشاركة أن هذه المبادرة ستسير وفق مبادئ اللاعنف والكرامة، مع احترام الحقوق الإنسانية لكل الأطراف، في رسالة واضحة إلى المجتمع الدولي بضرورة تحمل مسؤولياته تجاه القضية الفلسطينية.

وختاماً، تعكس هذه المسيرة العالمية نحو غزة إصرار المجتمع المدني الدولي على تحدي الحصار الإسرائيلي، وتؤكد أن نضال الفلسطينيين من أجل الحرية والكرامة لا يقف عند حدود القطاع، بل يحظى بدعم شعبي واسع عبر القارات، في سبيل تحقيق العدالة ورفع المعاناة الإنسانية المستمرة منذ عقود.

اظهر المزيد

حميد فوزي

رئيس التحرير
زر الذهاب إلى الأعلى
error: المحتوى محمي !!