لكن “محمد بن سلمان” سيشارك أيضًا وقبل كل شيء في قمة حول تمويل العالم النامي ويقوم بجرعة جيدة من الضغط حتى تفوز بلاده بتنظيم معرض إكسبو 2030. ، كما اعتبر تجنيد كريستيانو رونالدو أو كريم بنزيمة ، من بين آخرين خطوة مثيرة للإعجاب نفذتها المملكة في العالم في كرة القدم.
إكسبو 2030″
ويشارك ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، الاثنين المقبل، في حفل استقبال المملكة الرسمي لترشح الرياض لاستضافة “إكسبو 2030″، وفق بيان الديوان الملكي السعودي.
وتقدمت الرياض بطلب الاستضافة تحت شعار “حقبة التغيير: المضي بكوكبنا نحو استشراف المستقبل” خلال الفترة من 1 أكتوبر 2030 إلى 1 أبريل 2031، وتتنافس في هذا الملف مع إيطاليا وكوريا الجنوبية وأوكرانيا.
ويشكّل الموضوع الرئيسي المقترح للمعرض “معاً نستشرف المستقبل” ركيزة أساسية تُضفي طابعاً استثنائياً يحث المشاركين على تقديم أفكار مبتكرة وملهمة، وترجمتها على أرض الواقع من خلال الأجنحة الإبداعية، والبرامج الثقافية والاقتصادية، والعلمية التي سيحتضنها المعرض، بحسب “واس”.
كما يشتمل الموضوع الرئيس المقترح للمعرض السعودي على 3 موضوعات فرعية، وهي: “الازدهار للجميع”، و”العمل المناخي”، و”غد أفضل”، وفقاً لـ”واس”.
ومن المقرر في نهاية نوفمبر المقبل وخلال اجتماع الجمعية العامة الـ171 للمكتب الدولي للمعارض، أن يتم التصويت من قبل الدول الأعضاء البالغ عددها 170 دولة على المترشحين واختيار الدولة الفائزة بتنظيم “إكسبو 2030”.
منذ وصوله إلى السلطة ، “حاول محمد بن سلمان فرض القوة المالية للسعودية ، ولديه أداة قوية لذلك: صندوق الثروة السيادي السعودي ، الذي وهب 600 مليار دولار ، وهو مكسب غير متوقع يسمح له بالاستثمار في العديد من القطاعات في جميع أنحاء العالم ، كما لم يحدث من قبل.
الرياضة والسيارات الكهربائية والرقمية …
صندوق الاستثمار العام هو الرافعة المالية لخطة وضعتها المملكة العربية السعودية وأطلق عليها اسم “رؤية 2030” ، كما أشارت صحيفة واشنطن بوست في يناير الماضي. لقد أتاح بالفعل الاستثمار في الخدمات الرقمية ، والرياضة (الاستيلاء على نادي نيوكاسل لكرة القدم ، ومحاولات الجولف أو الفورمولا 1) ، والسيارات الكهربائية (Lucid Motors Inc.) ، ومصنعي ألعاب الفيديو (Activision Blizzard و Electronic Arts) والتمويل مدن مستقبلية جديدة في الصحراء معززة … بالطاقات المتجددة!
كما يتم استهداف السياحة باستثمارات ضخمة في المنتجعات الفاخرة ودور السينما والمجمعات الترفيهية. والعوائد المتوقعة على الاستثمار هائلة: فقد حددت المملكة لنفسها هدف تجميع أكثر من تريليوني دولار من الأصول بحلول عام 2030.
التحضير لعصر ما بعد النفط وتضخيم نفوذها
كل هذه الاستثمارات تؤتي ثمارها والهدف النهائي للصندوق هو تنويع اقتصاد المملكة ، الذي يعتمد اليوم بشكل كبير على النفط ، وإبراز النفوذ السعودي في جميع أنحاء العالم. كما يتضمن الوصول إلى براءات الاختراع والتقنيات الجديدة المطورة في أوروبا والولايات المتحدة وآسيا ، من أجل إثراء الصناعات المحلية. يقال إن فريقًا سعوديًا انتقل إلى نيويورك لإدارة محفظة متنامية من الأسهم الأمريكية.
ونشر حساب ولي عهد السعودية الأمير محمد بن سلمان على تويتر تغريدة مرفقة بصورة جاء فيها :
#فرنسا هي أكثر وجهة غربية حظيَت بزيارات متواصلة من سموّ #ولي_العهد الأمير #محمد_بن_سلمان منذ 2015 وحتى اليوم، مصالح مشتركة وصداقة متينة 🇫🇷🇸🇦
#ولي_العهد_في_فرنسا
تشهد العلاقات الثنائية بين المملكة وفرنسا تطورا في العديد من المجالات السياسية والاقتصادية والثقافية وحتى الدفاعية، وتتوافق وجهات نظر البلدين حيال عدة قضايا مشتركة.
وتعتبر باريس الرياض “حليفاً” رئيساً في الحفاظ على الأمن والسلم الإقليمي واستقرار المنطقة، وبالتالي فهي تعمل على التشاور مع القيادة في المملكة في شأن القضايا والأزمات وسبل معالجتها على غرار التعاون في مجال مكافحة الإرهاب حيث منحت الرياض مائة مليون دولار في إطار “تحالف الساحل” لمحاربة الإرهاب.
كما يجمع البلدان بروتوكولُ اتفاق بين شركات فرنسية وأخرى سعودية بقيمة إجمالية تزيد على 18 مليار دولار، تشمل المجال الاقتصادي الصناعي والثقافي والصحي.
يذكر أن ه في يوليو-تموز الماضي، قام ولي العهد السعودي بزيارة لباريس التقى خلالها ماكرون، في خضم ارتفاع أسعار الطاقة على خلفية الحرب في أوكرانيا. وشدد الرجلان خلال لقائهما آنذاك على “ضرورة إيجاد تسوية للنزاع في أوكرانيا وتكثيف التعاون لتخفيف آثاره في أوروبا والشرق الأوسط والعالم”. ومنذ غزو روسيا لأوكرانيا في 24 فبراير-شباط 2022 وما تسبب به من ارتفاع في أسعار الطاقة، يسعى الغرب لإقناع المملكة، المصدِّر الأول للنفط عالميا بزيادة إنتاجها على أمل تخفيف الضغط عن الأسواق.
وقدمت السعودية حزمة مساعدات إنسانية إضافية لأوكرانيا بمبلغ 400 مليون دولار، تتضمّن “تقديم مساعدات إنسانية من المملكة لأوكرانيا بقيمة 100 مليون دولار”.
ويعتبر ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، الوجه الجديد للسعودية على خلفية الإصلاحات التي يقوم بها لتلميع صورة بلاده منذ اغتيال الصحفي السعودي المعارض جمال خاشقجي في قنصلية الرياض في اسطنبول بتركيا في أكتوبر-تشرين الأول 2018، خاصة وأن تقرير لوكالة الاستخبارات المركزية الأميركية خلُص إلى أنّ ولي العهد “أجاز” عملية قتل خاشقجي وهو الأمر الذي نفته الرياض، وأشارت إلى ضلوع ما سمّته عناصر مارقين في الجريمة المروّعة.
ما مستقبل العلاقات السعودية-الأمريكية؟
سبق وأن أكد وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن أن علاقة واشنطن مع الرياض لا تزال “قيد المراجعة”. وجاء ذلك عقب اغتيال خاشقجي وتوجيه اتهامات لولي العهد السعودي بالضلوع في مقتله.
ولكن يبدو أن مقتل خاشقجي لم يكن السبب الوحيد الذي تسبب في فتور علاقات واشنطن بالرياض حيث تراجعت مبيعات الأسلحة من الولايات المتحدة نحو السعودية بسبب تدخل الأخيرة عسكريا في اليمن.
كما تراجعت واردات واشنطن النفطية من النفط الخام السعودي. وأصبحت الصين أكبر شريك تجاري للسعودية، التي لم تتردد في رفع وتيرة مبادلاتها التجارية مع الهند
ومن جانب آخر:
لا بديل عن روسيا
تسعى السعودية لتطوير علاقاتها مع روسيا من خلال تنمية العلاقات الثنائية، التي تهم البلدين والتحديات التي تمس العالم. وكان وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف قد أعرب مؤخرا عن الارتياح الكبير لمستوى علاقات بلاده مع المملكة، مؤكدا أن تطوير العلاقات مع الرياض من الأولويات لدى روسيا.
وأكد أهمية التنسيق الدائم المتبادل على مستوى الوزارات والهيئات الحكومية المعنية في البلدين، في مجال قطاع التجارة والاقتصاد والاستثمارات، مع التشديد على التواصل الدائم والاتفاق على الخطوات اللازمة لتطوير هذا التعاون. ورحبت موسكو باهتمام السعودية للمشاركة بشكل نشط في تسوية القضايا الإقليمية والدولية.
تكثيف التعاون مع الصين
انطلاقا من مصلحتها الوطنية تسعى الرياض إلى تكثيف التعاون مع الصين من خلال بناء شراكة استراتيجية بالمفهوم العالمي الاقتصادي التجاري. وترغب المملكة في الرفع من مستوى العمل للخروج بنتائج تليق بالشراكة بينها وبين بكين في جميع المجالات الاستثمارية الحيوية وكذا تعزيز العلاقات الثنائية.
وتعتبر الصين الشريك التجاري الأكبر للدول العربية حيث بلغ إجمالي حجم التبادل التجاري بين الجانبين 430 مليار دولار في عام 2022، بمعدل نمو بلغ 31 في المائة مقارنةً بعام 2021. وتمثل الرياض ما نسبته 25 في المائة من إجمالي التبادل التجاري بين الصين والدول العربية وقد بلغ حجم التبادل التجاري بينهما أكثر من 105 مليارات دولار العام الماضي، وهو ما يؤكد أن السعودية هي أكبر شريك تجاري للصين.
وشهدت نهاية العام الماضي إطلاق أول قمة عربية صينية وقمة خليجية صينية، أثمرتا عن توقيع العديد من الاتفاقيات ومذكرات التفاهم بقيمة تجاوزت 50 مليار دولار، شملت قطاعات حيوية عدة
التصالح مع قطر وإنهاء الأزمة الخليجية
أنهت قمة العلا قبل عامين الأزمة التي اندلعت عام 2017 وتسببت في انهيار العلاقات بين الرياض وأبو ظبي والمنامة والقاهرة من جهة والدوحة من جهة أخرى حيث أدت إلى غلق الحدود الجوية والبرية والبحرية بين هذه الدول وتوقيف جميع التبادلات التجارية والسياسية.
وقد شدّد البيان الختامي للقمة على “عدم المساس بسيادة أي دولة أو استهداف أمنها وتطوير العلاقات الراسخة، واحترام مبادئ حسن الجوار”. وتمّ التنويه بـ “دور الرياض في تطوير العمل الخليجي المشترك”.
المصالحة مع إيران
من الواضح أن المملكة العربية السعودية تسعى للعب دور إيجابي فيما يتعلق بـ “التهدئة” مع إيران، وهو ما يعتبر تحولا كبيرا في العلاقات بين الرياض وطهران. وعبر إعادة العلاقات مع “الجارة” إيران، تأمل المملكة في أن تساهم الدبلوماسية في الحد من تعرضها للهجمات المباشرة لطهران ، فضلا عن الأضرار الجانبية الناجمة عن العلاقات الأمريكية الإيرانية المتدهورة.
الملف السوداني
تخوض الرياض وساطة بين طرفي النزاع المسلح في السودان حيث تشرف إلى جانب الولايات المتحدة على المحادثات بين الفصائل العسكرية المتصارعة. وتسعى السعودية إلى الرمي بكامل ثقلها على أمل التوصل لوقف فعّال لإطلاق النار، لاسيما بعد خرق هدن سابقة. وهي ساهمت بشكل كبير في إجلاء الرعايا الأجانب من السودان.
عودة سوريا إلى الحضن العربي
بعد الدور الجزائري في عودة سوريا إلى الجامعة العربية، جاء التأثير السعودي في قرار عودة دمشق للجامعة العربية، مستفيدة من الزخم الذي تحقق لدبلوماسيتها إثر المصالحة مع إيران.
استقرار الوضع في اليمن
أشرفت المملكة العربية السعودية على عديد الترتيبات بين أطراف يمنية ومجلس التعاون الخليجي والأمم المتحدة والصين والولايات المتحدة لبحث تطورات الوضع في اليمن وإطلاق عملية سياسية شاملة لإنهاء الحرب في البلد الذي يشهد حربا مدمرة منذ سنوات.
كما أشرفت المملكة على مشاورات غير مباشرة رعتها الأمم المتحدة وسلطنة عمان خلال الأشهر الماضية بين الأطراف الحكومية من جهة والحوثيين من جهة أخرى حيث تمّ تناول “إطار” خطة السلام المقبلة، وتجديد الهدنة ووضع إطار عام لمفاوضات الحل النهائي وعملية تبادل الأسرى.
وبالتالي، فإن اليمن أصبح أمام أمل تحقيق انفراجة بين أطراف الحرب، خاصة وأن المحادثات اختلفت هذه المرة عن الجولات السابقة.
وكانت وفود سعودية قد زارت صنعاء، وهذا بحدّ ذاته تأكيد واضح على أن المفاوضين يسعون لإعادة الهدنة والانسحاب الكامل للقوات الأجنبية من اليمن.
تنامي التعاون السعودي-التركي
شهدت العلاقات بين السعودية وتركيا نموا كبيرا بعيد زيادة حجم التبادل التجاري والاستثمارات بين البلدين. وقد تمّ تتويج مختلف الاجتماعات بين مسؤولي البلدين بعقد منتدى الأعمال والاستثمار التركي السعودي بمدينة إسطنبول في ديسمبر-كانون كانون الأول 2022، بمشاركة كبار المسؤولين ورجال الأعمال والمستثمرين الأتراك والسعوديين.
وتم طرح إمكانيات الاستثمار في كلا البلدين، في الوقت الذي ارتفع فيه حجم التبادل التجاري بينهما من 3.7 مليار دولار العام 2021 إلى 4.3 مليار دولار هذه السنة. ويهدف الطرفان إلى رفع حجم التبادل التجاري بينهما إلى 30 مليار دولار خلال عام 2030.
محمد بن سلمان بعيون اسرائيلية
نشر موقع “واللا” الإسرائيلي الجمعة مقالا استعرض من خلاله خطوات اتخذها ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان،ووصف الكاتب الأمير محمد بن سلمان بالرجل المذهل في التلاعب بخصومه في الشرق الأوسط، مشيرا إلى قرار تخفيض إنتاج النفط واستئناف العلاقات مع إيران والرغبة في تطبيع العلاقات مع إسرائيل.
وأكد الموقع العبري أن ولي العهد السعودي ومن خلال الخطوات التي اتخذها خلال الفترة الماضية تبرهن أنه يلعب كملك على رقعة الشطرنج الإقليمية.
ويضيف الموقع: “ستخفض السعودية الشهر المقبل إنتاجها النفطي مليون برميل يوميا.. وعلى الرغم من أن المملكة ناقشت خفض الإنتاج مع زملائها في منظمة أوبك في فيينا، فقد قررت الرياض خفض الإنتاج من جانب واحد دون مطالبة الشركات الأخرى بخفض إنتاجها”، وكان رد الفعل في الأسواق هو ارتفاع أسعار النفط.
وفي أبريل 2023، أعلنت دول “أوبك+” أنها ستخفض إنتاجها النفطي بمقدار 1.16 مليون برميل يوميا.
وبحسب الموقع العبري تسبب هذا الإعلان في ارتفاع الأسعار لكنها عادت وتراجعت مجددا الآن، معتبرا أن الإعلان السعودي هو محاولة ثانية لرفع أسعار النفط في العالم من خلال خفض آخر هذا العام الأمر الذي أثار استياء الولايات المتحدة.
ويتابع موقع “والا” قائلا: “تبذل أقوى قوة في العالم، الولايات المتحدة، جهودا لاستعادة نفوذها في الشرق الأوسط، بعد أن أنفقت تريليونات الدولارات في الحروب وتكبدت خسائر في صفوف الجنود الأمريكيين.. واشنطن تحاول استعادة قوتها في الشرق الأوسط ودول المنطقة من خلال ترتيبات سياسية إقليمية جديدة، والاستفادة المثلى من بقية نفوذها”.
وأردف بالقول: “الولايات المتحدة متناقضة بالفعل تجاه المملكة العربية السعودية (تم الابتعاد عن ولي العهد السعودي محمد بن سلمان من قبل الغرب بعد أن زعم تورطه في مقتل الصحفي جمال خاشقجي)، لكن محمد بن سلمان يلعب كملك على رقعة الشطرنج الإقليمية، على الرغم من أنه لايزال أميرا”.
ويوضح كاتب المقال أن الصين وإيران وتركيا يندفعون نحو الفراغ الذي خلقته الولايات المتحدة في الشرق الأوسط بتهور ودون تفكير كبير، بينما تنتظر إسرائيل، القوة العسكرية الإقليمية، بأعين واسعة الرئيس جو بايدن لدعوة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو لزيارة واشنطن، أيضا من أجل فتح طريق إسرائيلي لتوسيع اتفاقيات إبراهيم لصالح إقامة علاقات دبلوماسية مع المملكة العربية السعودية”.
وكالات