أخباررياضة

الصحفي طلحة جبريل يبرز فوز السودان على الجزائر في كأس أمم إفريقيا للمحليين كرمز للصمود والإرادة

كيف أسهم الحضور الجماهيري وقرارات الحكام في تألق "صقور الجديان" وتحقيق المعجزة

حقق المنتخب السوداني فوزاً مفاجئاً ومستحقاً على نظيره الجزائري في ربع نهائي كأس أمم إفريقيا للمحليين 2025، لينتقل إلى نصف النهائي ويكتب فصلاً جديداً من فصول النضال الرياضي والشعبي في السودان. هذا الانتصار لم يكن مجرد نتيجة رياضية أو منافسة عابرة، بل حمل في طياته رمزية عميقة تعكس قدرة المنتخب والشعب على الصمود والتحدي رغم كل المحن والضغوط التي يمر بها السودان. في تدوينته، أشار الصحفي ذ. طلحة جبريل إلى أن هذا الفوز يمثل أكثر من مجرد نقطة في جدول النتائج، بل هو رسالة أمل وصمود تجسدها الروح القتالية التي يتمتع بها “صقور الجديان”، تلك الروح المستمدة من انتفاضات الشارع السوداني الذي واجه بصدره العاري رصاص القمع في ثوراته.
المنتخب السوداني لم يكتفِ بخوض المباراة؛ بل جسد بإرادته وعزيمته معاني المقاومة التي يعيشها الشعب في حياته اليومية، فهو نموذج حيّ على قوة الإرادة التي يمكنها أن تصنع المعجزات. وهذا الانتصار لم يكن فقط على خصم رياضي وإنما اعتراف صريح بأن السودان رغم كل المصاعب قادر على تحقيق الإنجازات ورفع راية بلاده عالياً في المحافل القارية. فبالرغم من المآسي السياسية والاجتماعية والاقتصادية، يبرهن المنتخب السوداني أن الرياضة منصة لتوحيد الشعب وبث روح الفخر والاعتزاز الوطني، فهي تعبير عن نبض الشعب السوداني وأمله في مستقبل أفضل.
هذا الفوز جاء ضمن منافسات النسخة الثامنة من بطولة كأس أمم إفريقيا للمحليين 2025، التي تُقام بشكل مشترك بين كينيا وأوغندا وتنزانيا، تحت شعار “باموجا” الذي يعني الوحدة بلغة السواحلية، معبراً بذلك عن روح التلاحم الإفريقي والتكامل بين الدول المشاركة. تُكرس هذه البطولة مكانتها كمنصة لانطلاق المواهب المحلية، وفرصة لتأكيد أن النجاح لا يحتاج دائماً إلى نجوم عالميين، بل يمكن أن ينبع من قلوب المقاتلين على أرض الملعب، تماماً كما يجسد المنتخب السوداني بإصراره.
الاتحاد الإفريقي لكرة القدم (كاف) لم يفته أن يشارك في هذه اللحظة التاريخية عبر تغريدات تهنئة رسمية وصور حية من أجواء الاحتفال داخل وخارج الملعب، حيث أظهر “صقور الجديان” فرحتهم بالنصر وسط لحظات من العناق والدموع، فيما علت هتافات الجماهير السودانية في المدرجات التي غمرتها الأعلام وألوان الوطن. تعكس تلك التغريدات الصور المبهجة روح المنافسة الشريفة التي تميزت بها البطولة، وتأكّد أن الرياضة تظل جسراً للبناء والرسائل الإيجابية. كاف أكد من خلال تفاعله مع الحدث أن الرياضة ليست فقط تحدياً فنياً بل هي أداة لتوحيد الشعوب والتأكيد على قيم العزيمة والأمل.

فهنيئاً لأخواننا وأخواتنا السودانيين هذا الفوز المستحق الذي يبعث برسالة قوية تنطلق من أرض السودان إلى كل العالم بأن الإرادة الوطنية قادرة على تغيير المسار وتحدي الصعوبات بكل عزيمة وصبر. “صقور الجديان” لم يجسدوا فقط الإثارة والكفاح داخل الملعب، بل أعادوا الأمل والحماس لشعب يسعى دوماً إلى الانتصار على محنته، مؤكّدين أن الرياضة هي لسان حال الأمة وروحها النابضة التي لا تنطفئ. هذا الانتصار ليس فقط على أرضية الملعب، بل هو انتصار للهوية السودانية، للروح الجماعية، وللقيم التي تجعل من الرياضة رسالة سلام ومحبة ووحدة وضحى من أجلها كثيرون.

وفي النهاية، يبقى هذا الفوز منارة مضيئة في سماء الرياضة السودانية، ورمزاً حياً لصمود شعب لا يقبل إلا بالانتصار، حتى وإن كانت الظروف تحيط به بكل قسوة. فكما قال الصحفي ذ. طلحة جبريل، الشعب السوداني بصدوره العارية في ثوراته وحتى في الملاعب، سيستمر في تحقيق المعجزات التي تبني مستقبله وتعيد له مكانته المشرفة بين الأمم.

اظهر المزيد

حميد فوزي

رئيس التحرير
زر الذهاب إلى الأعلى
error: المحتوى محمي !!