
أطلقت الصين فصلاً جديداً في تاريخ النقل الذكي بإعلانها بدء تشغيل خدمات التاكسي الطائر، حيث منحت الحكومة تراخيص تجارية لشركات متخصصة لتشغيل هذه المركبات الجوية الحديثة، مما يمهد الطريق لعصر جديد من التنقل الحضري على ارتفاعات منخفضة.
تتمحور رؤية الصين حول تطوير “اقتصاد الطيران على ارتفاعات منخفضة” بدعم حكومي واضح، حيث تخطط شركة XPeng الرائدة في تصنيع السيارات الكهربائية لإطلاق الإنتاج الضخم للتاكسي الطائر بحلول عام 2026، مع بدء المبيعات المسبقة في نهاية 2025. تتميز هذه المركبة بتصميم فريد يسمح لها بالتحول من سيارة تقليدية إلى طائرة صغيرة تحمل شخصين، حيث يمكن للمالك قيادة السيارة إلى موقع مناسب ثم إطلاق الطائرة للتحليق، متيحة بذلك تنقلاً سريعاً وفعالاً في المدن المزدحمة.
الطاكسي الطائر EH216-S، الذي دخل السوق التجاري مؤخراً بسعر يتراوح بين 1 إلى 2 مليون يوان صيني (138-276 ألف دولار)، هو أول طائرة بدون طيار تحصل على شهادة صلاحية الطيران في الصين، ويتميز بقدرته على الإقلاع والهبوط عمودياً، وحمله راكبين بسرعة تصل إلى 130 كيلومترًا في الساعة ومدى يصل إلى 30 كيلومترًا، مع نظام ذكي لإدارة الرحلات الجوية المنظمة.
تتقدم الصين بخطى ثابتة على الصعيد التنظيمي مقارنة ببعض الدول الأخرى، حيث أصدرت موافقات للتاكسي الطائر ذاتي القيادة، مما سمح لشركة “إيهانغ” بنقل ركاب في رحلات تجريبية داخل وخارج البلاد، في حين تواجه الولايات المتحدة تحديات تنظيمية تعيق سرعة اعتماد هذه التكنولوجيا رغم تقدم الشركات الناشئة فيها.
هذا التقدم الصيني في مجال التاكسي الطائر لا يقتصر على الجانب التقني فقط، بل يشمل أيضاً دعم البنية التحتية وأنظمة مراقبة السلامة الجوية، مما يعزز من ثقة العملاء ويهيئ السوق لتبني واسع النطاق لهذه الوسيلة الجديدة للنقل، التي من المتوقع أن تحدث ثورة في التنقل الحضري وتخفف من الازدحام المروري وتفتح آفاقاً اقتصادية جديدة.
وباختصار، تشق الصين طريقها لتصبح رائدة عالمياً في خدمات التاكسي الطائر، مستفيدة من الدعم الحكومي، والتكنولوجيا المتقدمة، والتنظيم الفعال، لتقدم نموذجاً متكاملاً للنقل الجوي الحضري المستقبلي الذي سيغير وجه المدن ويعيد تعريف مفهوم التنقل الذكي.