المبادرة الوطنية للتنمية البشرية مشروع تنموي و إجتماعي

إعداد :عبد الواحد بلقصري
باحث قي علم الاجتماع السياسي بجامعة ابن طفيل بالقنيطرة
تقديم عام :
تعد المبادرة الوطنية التي أعلن فيها صاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله بتاريخ 18 ماي 2005 مشروعا اجتماعيا تنمويا وورشا ملكيا خاصا خلاقا ومبدعا و مفتوحا باستمرار وفلسفة رائدة تهدف الى معالجة اشكاليات الفقر والإقصاء الاجتماعي والهشاشة ضمن استراتيجية شمولية ترتكز على البعد التراثي والمقاربة التشاركية مع مختلف الفاعلين المعنيين بالحقل التنموي ، وقد جاءت المبادرة لتغيير أنماط العمل الاجتماعي في البلاد من خلال فتح أفق جديد يرتكز على تطوير القدرات البشرية ، فبناءا على التجارب السابقة و معرفة أفضل بظواهر الاقصاء والفقر ، فإن هذه المبادرة تعكس إرادة سياسية على أعلى المستويات في الدولة لترسيخ سياسة سريعة وفعالة في مكافحة الهشاشة والفوارق الاجتماعية، وقد جاءت لتقدم أيضا تغييرا نوعيا في الاسلوب ، لأنها ترتكز على مبادئ أساسية من قبل تحديد جيد للأهداف والمناطق والمستفيد ين أو ادماج سوسيواجتماعي للتدخلات والبرامج عبر مبادرة تستفيد من تمويل خاص ذو طابع مؤسسي.
وجاءت المبادرة الوطنية للتنمية البشرية كخطة تنموية استراتيجية فريدة لتجعل من تنمية العنصر البشري الهدف الاسمى من خلال أهداف استراتيجية نجملها فيما يلي:
– الحد من الفقر و الهشاشة؛-
– تحقيق العدالة الاجتماعية عبر الرفع من مؤشر الدخل؛
: يتمثل التوجه العام للمبادرة الوطنية للتنمية البشرية استراتيجية كما ذكرنا سابقا في ما يلي
– تقسيم ترابي متماسك؛
– تنمية البنيات التحتية؛
– التمكين الاقتصادي للمرأة؛
– خلق التقائية بين الفاعلين المحليين لبناء سياسات عمومية محلية معقلنة؛
وبالإضافة الى هاته العناصر الاساسية هناك محاور فرعية تستند عليها هاته المقومات ولعل أهمها نجد.
أ- التصدي للعجز الاجتماعي الذي تعرفه مختلف الجماعات الترابية المهشمة والجماعات الحضرية الفقيرة، عن طريق استفادتها من المرفق ( الخدمات والتجهيزات الاجتماعية).
ب- تشجيع الانشطة المدرة للدخل والمنتجة لفرص الشغل عبر الإدماج الاقتصادي للشباب
ت- بناء الرأسمال البشري عبر الاهتمام بالطفولة المبكرة وصحة الام والطفل وتقوية دعائم الصحة المدرسية
هـ – تجويد العملية التربوية عبر تدعيم المنظومة التربوية بمختلف برامج الدعم الاجتماعي والتربوي
وجائت فلسفة المبادرة انطلاقا من قيم مركزية وهي:
– الكرامة
– الثقة
– المشاركة
– الاستمرارية
الحكامة –
وعلى مقاربة غير متمركزة تعتمد على المبادئ التالية:
– القرب
التشاور –
التعاقد –
-الشفافية
وأهدافا تعتمد على مايلي:
– دعم الانشطة المذرة للدخل
تحسين شروط الولوج إلى الخدمات الأساسية –
إدماج المراة والشباب في التنمية –
كماأن برامج المبادرة الوطنية للتنمية البشرية في مرحلتها الاولى والثانية خلقت دينامية مهمة ساهمت من خلال إجراءاتها ومشاريعها النموذجية في خلق اقتصاد محلي بالإضافة الى مجال تدخلها في المجال الاجتماعي عبر التأسيس لمجموعة من المراكز الاجتماعية مثل مراكز الرعاية الاجتماعية ، ومدارس جما عاتية وبنيات تحتية ، لكن بالرغم من ذلك كانت هناك مجموعة من النواقص نجد ها من جهة أولى أن العديد من المصالح الخارجية اعتبرت أن المبادرة سياسة عمومية تحل محل القطاعات وليست رافعة وهو على العكس من ذلك المبادرة هي مشروع اجتماعي يروم تحقيق الالتقائية ويعتبر رافعة لتحقيق التنمية المحلية والرفع من مؤشرات التنمية بالمغرب وتحسين مرتبة المغرب في هذا المجال ومن جهة ثانية بالرغم من العدد الاجمالي الكبير للمشاريع التي أنجزت إلا أن ضعف المواكبة والتقييم أثرت على سير وتدبير هاته المشاريع، ومن جهة ثالثة اعتبر ضعف التكوين والتواصل لدى الفاعلين المحليين وكذا تسييس العديد من المشاريع حيث نجد باعتبار أن رئيس اللجنة المحلية في أجهزة الحكامة على المستوى المحلي كان هو رئيس الجماعة ، حيث أن شرعية الانجاز كانت ذات نظرة سياسية وليست نظرة تنموية مما أثر على السير العادي للمبادرة للعديد من المشاريع .
المرحة الثالثة من المبادرة الوطنية للتنمية البشرية /الاستهداف ورسملة المكتسبات
شكلت المرجلة الثالثة من المبادرة الوطنية للتنمية البشرية الذي أعطى صاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله انطلاقتها يوم 19 شتنبر 2018أشار،حيث أن هذه المرحلة ترتكز على مقاربة إرادوية متجددة تهدف إلى تحصين وتعزيز المكتسبات مع إعادة توجيه البرامج سعيا للنهوض بالرأسمال البشري والعناية بالأجيال الصاعدة ودعم الفئات الهشة بالإضافة إلى اعتماد جيل جديد من المبادرات المذرة للدخل والمجددة لفرص الشغل
كما ذكرنا سابقا لقد حقق ورش المبادرة الوطنية للتنمية البشرية العديد من الانجازات كان لها وقع إيجابي على ظروف عيش الساكنة المستهدفة، وتأتي المرجلة الثالثة من المبادرة الوطنية للتنمية البشرية الذي أعطى صاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله انطلاقتها يوم 19 شتنبر 2018، حيث أشار الى أن هذه المرحلة ترتكز على مقاربةإرادوية متجددة تهدف إلى تحصين وتعزيز المكتسبات مع اعادة توجيه البرامج سعيا للنهوض بالرأسمال البشري والعناية بالأجيال الصاعدة ودعم الفئات الهشة بالإضافة إلى اعتماد جيل جديد من المبادرات المذرة للدخل والمجددة لفرص الشغل.
ولتفعيل هاته المرجلة تم وضع أربعة برامج وهي على الشكل التالي :
2-1-البرنامج الاول: برنامج تدارك الخصاص على مستوى البنيات التحتية الاساسية بالمجالات الترابية الأقل تجهيزا.
ويهدف هذا البرنامج الى مواصلة تنفيذ النسق المتعلق بالمبادرة في اطار برنامج تقليص الفوارق الاجتماعية والترابية والمجالية بالعالم القروي مع العمل على تدعيم الولوج للبنيات التحتية والخدمات الأساسية بالمراكز القروية الأقل تجهيزا.
3-1البرنامج الثاني مواكبة الاشخاص في وضعية هشاشة :
يهدف هذا البرنامج إلى محاربة الهشاشة وتحسين ظروف التكفل لفائدة أحد عشر فئة بدون موارد وذلك عبردعم الادماج السوسيو اقتصادي وحماية الطفولة والشباب.
4-1- البرنامج الثالث تحسين الدخل والاندماج الاقتصادي للشباب:
يسعى هذا البرنامج الى تعزيز فرص الشغل لفائدة الشباب وذلك عبر إنعاش الحس المقاولاتي الحس المقاولاتي إضافة الى اعتماد جيل جديد من المشاريع التي تساهم في تثمين الامكانيات والمؤهلات المحلية وذلك عبر مقاربة سلاسل الانتاج.
1- 5 البرنامج الرابع الدفع بالتنمية البشرية للاجيال الصاعدة:
يسعى هذا البرنامج الى الاستثمار في الرأسمال البشري وذلك بالتركيز على المحاور التالية:
المحور الاول: تنمية الطفولة المبكرة عبر تقوية نظام صحة الام والأطفال والمساهمة في محاربة سوء التغذية لدى الاطفال ودعم تعميم التعليم الاولي.
المحور الثاني: مواكبة الطفولة والشباب وذلك عبر تقوية الدعم المدرسي والنهوض بالصحة المدرسية .
وتدعيم الانشطة الفنية والثقافية والرياضية وتحسين المحيط المدرسي وظروف التمدرس عبر فضاءات الايواء والمطاعم المدرسية والنقل المدرسي.
وقد أكدت المذكرة التوجيهية للمبادرة على أن نجاح المبادرة سيتم بشراكة مع جمعيات متخصصة ولها تجارب احترافية في هاته المجالات التي حددناها سابقا . واعتبر العديد من الخبراء في مجال التنمية البشرية على أن المرحلة الثالثة اشارت بوضوح من خلال محاورها إلى عمق المشاكل التنموية التي يعاني منها التنمية البشرية بالمغرب وساهمت في تحسين مؤشرات التنمية البشرية بالمغرب .نستنتج مما سبق أن المبادرة الوطنية للتنمية البشرية من خلال برامجها وأجهزة حكامتها استطاعت خلق نوعا من التلقائية ، حيث نجد أن أجهزة الحكامة على المستوى المجلس يشارك فيها جميع الفاعلين المحليين من مصالح خارجية ومجتمع مدني ومنتخبين وفاعلين اقتصاديين، على الاقل إنها نموذج حي في الالتقائية التي كانت غائبة في جميع البرامج الحكومية الماضية ،بالاضافة إلى ذلك أن المشاريع والاجراءات التي جاءت بها برامج المبادرة خلقت نوعا من إعادة رد الاعتبار للاقتصاد المحلي وللشبكات الجمعوية ، حيث ان العديد من مشاريع هاته البرامج بالرغم من نواقصها ، فإنها خلقت لنا ثقافة للمبادرة والتنمية ، حيث أن كلما كانت لدينا ثقافة للمبادرة مبنية على أسس قوية كلما كان إسهام المواطن في التمية المحلية فاعلا .
التقائية وتنسيق فريد :
أن المبادرة الوطنية للتنمية البشرية من خلال برامجها وأجهزة حكامتها استطاعت خلق نوعا من التلقائية ، حيث نجد أن أجهزة الحكامة على المستوى المجلس يشارك فيها جميع الفاعلين المحليين من مصالح خارجية ومجتمع مدني ومنتخبين وفاعلين اقتصاديين، على الاقل إنها نموذج حي في الالتقائية التي كانت غائبة في جميع البرامج الحكومية الماضية ،بالاضافة إلى ذلك أن المشاريع والاجراءات التي جاءت بها برامج المبادرة خلقت نوعا من إعادة رد الاعتبار للاقتصاد المحلي وللشبكات الجمعوية ، حيث ان العديد من مشاريع هاته البرامج بالرغم من نواقصها ، فإنها خلقت لنا ثقافة للمبادرة والتنمية ، حيث أن كلما كانت لدينا ثقافة للمبادرة مبنية على أسس قوية كلما كان إسهام المواطن في التمية المحلية فاعلا .*1*
3-استهداف وتشخيص ترابي رصين
اذا كانت التنمية البشرية هي توسيع خيارات الإنسان الاقتصادية والاجتماعية وذلك عن طريق تجمع بين مؤشر التعلم المتمثل في القراءة والكتابة ومؤشر العمر المتوقع عند الميلاد ومؤشر الدخل ، وقد تم تعريف التنمية البشرية عام 1990 ما يلي:”
هي توسيع الخيارات المتاحة أمام الناس ليعيشوا حياة مديدة ملؤها الصحة ويكتسبوا المعرفة ويعيشوا حياة كريمة.
حيث أن أطروحة التنمية البشرية تعتبر الناس هم ثروتها المجتمعية وتركز على خيارات الناس لكن هاته الخيارات ليست شائعة ومتعددة. منها ما هو اقتصادي كمؤشر الدخل ونصيب الفرد من الناتج القومي الإجمالي ، ومنها ما هو اجتماعي متعلق بالصحة ومجالاتها لمتعددة والتعلم ومؤشراته المختلفة ;ومنها اكتساب المعرفة وتقانات البحث والتطوير والمعلومات،و بعد التطور الذي شهدته التنمية في العالم ظهرت الحاجة إلى بناء مؤشرات تنموية عديدة تمكن من توفير مقياس مباشر لنتائج الجهود الإنمائية المبذولة لمكافحة الفقر والمحققة لإشباع مختلف عناصر الحاجات الأساسية (المادية والاجتماعية و المعنوية) ثم جاءت الحاجة لبناء مؤشر مركب( واحد) يتضمن داخله كافة المؤشرات المتصلة بمدى إتساع تلك الحاجات. وذلك بهدف المقارنة والتقييم ومن ثم التطوير كل هذا ساهم في ظهور دليل التنمية البشرية يتضمن المؤشرات التي ذكرناها سابقا حيث يعتمد هذا الدليل عل مؤشرات متباينة عدة ،مستوى مؤشرات التنمية البشرية هل هي مرتفعة جدا أم مرتفعة أم متوسطة أم منخفضة.
و تعد المرحلة الثالثة من المبادرة الوطنية للتنمية البشريةمشروعا اجتماعيا تنمويا وورشا ملكيا خاصا خلاقا ومبدعا، و مفتوحا باستمرار وفلسفة رائدة تهدف الى معالجة اشكاليات الفقر والإقصاء الاجتماعي والهشاشة، ضمن استراتيجية شمولية ترتكز على البعد التراثي والمقاربة التشاركية مع مختلف الفاعلين المعنيين بالحقل التنموي ، وقد جاءت هذه المبادرة لتغيير أنماط العمل الاجتماعي في البلاد من خلال فتح أفق جديد، يرتكز على تطوير القدرات البشرية ، فبناء على التجارب السابقة و معرفة أفضل بظواهر الاقصاء والفقر ، فإن هذه المبادرة تعكس إرادة سياسية على أعلى المستويات في الدولة، لترسيخ سياسة سريعة وفعالة في مكافحة الهشاشة والفوارق الاجتماعية، وقد جاءت لتقدم أيضا تغييرا نوعيا في الاسلوب ، لأنها ترتكز على مبادئ أساسية من قبل تحديد جيد للأهداف والمناطق والمستفيد ين، أو ادماج إجتماعي للتدخلات والبرامج، مبادرة تستفيد من تمويل خاص ذو طابع مؤسسي. *2*
4- دعم الرأسمال البشري للأجيال الصاعدة
يتألف الرأسمال البشري من المعارف والمهارات والقدرات الصحية التي يستثمر فيها الناس وتتراكم لدى الأشخاص على مدار حياتهم بما يمكنهم من استغلال إمكانياتهم كأفراد منتجين في المجتمع ،ويساعد الاستثمار في البشر من خلال توفير التغذية والرعاية الصحية والتعليم الجيد والوظائف والمهارات على تنمية الرأسمال البشري وهو أمر أساسي لإنهاء الفقر المدقع وبناء مجتمعات أكثر شمولا ،وقد أكد تقرير التنمية البشرية لسنة 2019 تحت عنوان الطبيعة المتغيرة للعمل على أنه مالم يتم تقوية الرأسمال البشري فلن يتسنى للبلدان مواصلة نموها الاقتصادي المستدام والشامل ولن تكون لديها قوة عاملة مؤهلة لشغل الوظائف التي تتطلب مستوى رفيعا في المهارة والكفاءة في المستقبل ولن تناقش بقوة في الاقتصاد العالمي ،وقد أكد التقرير على ان التنمية البشرية حققت مكاسب غير مسبوقة على مدى السنوات الخمسة والعشرون السابقة الماضية لكن ما تزال هناك تحديات خطيرة لاسيما بالنسبة للبلدان النامية من أهمها أن العديد من الأطفال يعانون من نقص التغذية وهناك أزمة في التعليم تعوق تقدم العديد من البلدان ،وتظهر البيانات أن سنوات التعلم التي تحصل عليها الأطفال في بعض البلدان كثيرة عن بلدان أخرى رغم استمرارهم في الدراسة لنفس المدة الزمنية ،دون أن ننسى أن جائحة كورونا أثرت بشكل كبير ،حيث أن توقف أكثر من مليار طفل عن الذهاب إلى المدرسة بسبب الجائحة وحدوث اضطرابات كبيرة في الخدمات الصحية الاساسية مثل التنطعيمات الروتينية والرعاية الصحية للأطفال ،كل هذا ساهم بشكل كبير في نقص المهارات والفرص ، وقد أطلق البنك الدولي مشروع رأس المال البشري وذلك لتوفير المجال السياسي لقادة الدول لتحديد أولويات الاستثمارات التي من شأنها إحداث تغييرات في مجالات الصحة والتعليم والحماية الاجتماعية وقد ارتكز المشروع على محاربة الفجوات في رأس المال بين البلدان ،ومن جوانب الابتكار المهمة التي يتسم بها هذا المشروع أنه يقيس مدى إسهام الصحة والتعليم في إنتاجية الأفراد والبلدان بناءا على دراسات مناسبة دقيقة على مستوى الاقتصاد الجزئي .*3*
و تعد المرجلة الثالثة من المبادرة الوطنية للتنمية البشرية الذي أعطى صاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله انطلاقتها يوم 19 شتنبر 2018، حيث أشار الى أن هذه المرحلة ترتكز على مقاربةإرادوية متجددة تهدف إلى تحيصين وتعزيز المكتسبات مع إعادة توجيه البرامج سعيا للنهوض بالرأسمال البشري والعناية بالأجيال الصاعدة ودعم الفئات الهشة بالإضافة إلى اعتماد جيل جديد من المبادرات المذرة للدخل والمجددة لفرص الشغل.ومن بين البرامج المهمة والمبتكرة التي جائت به هاته المرحلة نجد البرنامج رقم 4 الذي يعنى بالدفع بالرأسمال البشري للأجيال الصاعدة ويسعى هذا البرنامج إلى الاستثمار في الرأسمال البشري وذلك بالتركيز على المحاور التالية:
المحور الاول: تنمــــــــــــــية الطفولة المبكرة عبر تقوية نظام صحة الام والأطفال والمساهمة في محاربة سوء التغذية لدى الاطفال ودعم تعميم التعليم الاولي.
وقد تم انجاز العديد من المشاريع التي تعنى بصحة الام والطفل عبر التدخلات الاتية :
بناء وتجهيز دار الامومة والولادة
بناء وتجهيز مراكز ومستوصفات صحية
اقتناء وحدات طبية متنقلة
اقتناء سيارات النقل الصحي
القيام بالعديد من الانشطة التوعوية والتحسيسية التي تعنى بصحة وتغذية الأم والطفل
كل هاته المشاريع كان لها دور كبير في تحسين معدل وفيات الامهات ومعدل وفيات الرضع ،ومن شان ذلك ان يحسن من المؤشرات الصحية ،دون ان نسى النهوض بالتعليم الاولي الذي يعد احدى المداخل الاساسية لتحسين منظمة التربية والتكوين ،حيث يعتبر النهوض بالتعليم الأولي من أولويات إصلاح المنظومة التعليمية والتربوية بالمملكة، اعتبارا للإمكانيات التي يوفرها للأطفال في اكتساب كفاءات ذاتية وقدرات معرفية تمكنهم من النجاح في مسارهم الدراسي، وتجنبهم آفة الهدر المدرسي.
كما أن التعليم الأولي يساهم في تحقيق تكافؤ الفرص بين الأطفال، خصوصا في الوسط القروي، حيث يشكل عدم استفادة هؤلاء من التعليم الأولي في سن مبكر، عاملا سلبيا يعوق مسارهم الدراسي ويحرمهم من إمكانات تنافسية هامة مقارنة مع الأطفال الذين سبق لهم أن استفادوا من التعليم الأولي.
و تتضمن الهيكلة التربوية الجديدة كلا من التعليم الأولي والابتـــــــــــــــــــدائي والإعدادي والثانوي والتعليم العالي، على أساس الجذوع المشتركة والتخـــــصص التدريجي والجسور على جميع المستويات؛وعندما يكون تعميم التعليم الإلزامي قد حقق تقدما بينا، ستحدد الروابط التالية، على مستويين البيداغوجي والإداري:
– دمج التعليم الأولي والتعليم الابتدائي لتشكيل سيرورة تربوية منسجمة تســـمى “الابتدائي”، مدتها ثمان سنوات وتتكون من سلكين: السلك الأساسي الذي سيشمل التعليم الأولي، والسلك الأول من الابتدائي، من جهة، والسلك المتوسط الذي سيتكون من السلك الثاني للابتدائي، من جهة ثانية ؛
و يرمي التعليم الأولي والابتدائي إلى تحقيق الأهداف العامة الآتية :
أ – ضمان أقصى حد من تكافؤ الفرص لجميع الأطفال المغاربة, منذ سن مبكرة، للنجاح في مسارهم الدراسي وبعد ذلك في الحياة المهنية, بما في ذلك إدماج المرحلة المتقدمة من التعليم الأولي ؛
– اكتساب المــــعارف والمــــهارات الـــــتي تمكن من إدراك اللـغة العـربية والتـــعبير مع الاستئناس في البداية – إن اقتضى الأمر ذلك – باللغات واللهجات المحلية؛
– التواصل الوظيفي بلغة أجنبية أولى ثم لغة أجنبية ثانية وفق محتوى الدعامة التاسعة الخاصة باللغات؛
– استيعاب المعارف الأساسية, والكفايات التي تنمي استقلالية المتعلم؛
– التمكن من المفاهيم ومناهج التفكير والتعبير والتواصل والفعل والتكيف, مما يجعل من الناشئة أشخاصا نافعين, قادرين على التطور والاستمرار في التعلم طيلة حياتهم بتلاؤم تام مع محيطهم المحلي والوطني والعالمي؛
– اكتساب مهارات تقنية و رياضية و فنية أساسية, مرتبطة مباشرة بالمحيط الاجتماعي والاقتصادي للمدرسة.
و يلتحق بالتعليم الأولي, الأطفال الذين يتراوح عمرهم بين أربع سنوات كاملة وست سنوات، وتهدف هذه الدراسة خلال عامين إلى تيسير التفتح البدني والعقلي والوجداني للطفل وتحقيق استقلاليته وتنشئته الاجتماعية وذلك من خلال:
– تنمية مهاراته الحسية الحركية والمكانية والزمانية والرمزية والتخيلية والتعبيرية؛
– تعلم القيم الدينية والخلقية والوطنية الأساسية؛
– التمرن على الأنشطة العملية والفنية (كالرسم والتلوين والتشكيل، ولعـــــب الأدوار والإنشاد والموسيقى).
– الأنشطة التحضيرية للقراءة والكتابة باللغة العربية خاصة من خلال إتقان التعبير الشفوي, مع الاستئناس باللغة الأم لتيسير الشروع في القراءة والكتابة باللغة العربية.
وقد أكد المجلس الأعلى للتعليم مجموعة من الاعتبارات كما هو مـــــــــــحدد في الاستراتيجية الوطنية لمنظمومة التربية والتكوين تجعل من التعليم الاولي رافعة لنجاح منظومة التربية والتكوين :
-أن التعليم الاولي عماد تحسين الثروة البشرية عبر زيادة متوسط عدد سنوات الدراسة وامد الحياة.*4*
– أن البلدان التي استطاعت تعميم التعليم الأولي تمكنت من بناء منظومة تعليمية ناجعة ونموذج تنموي تنافسي .
– أن البلـدان التـي لديهـا مسـتوى ضعيـف فـي التعليم الاولي ، تعانــي مــن فــوارق كبــرى فـي تعلـم تالمذتهـا المتراوحـة أعمارهـم بيـن 18 ســنة، بنســبة 20 .%ممــا يســهم فــي 15و اتسـاع الهـوة بيـن األغنيـاء والفقـراء كلمـا تـم التقــدم فــي المراحــل اللاحقة من تعليم اجيال الغد.
– أن الاطفال المتراوحــة أعمارهــم بيــن أربــع سـنوات إلى حدود اسـتيفاء خمس سـنوات، هم الأكثر حاجــة لـــتنمية بنياتهــم الذهنية-العصبيــة، والتـــــــــعلــم بطــرق معرفيــة وتربويــة تركــز علــى المهــارات، وصقــل إدراكاتهــم الحســية-الحركية، وإبداعاتهــم، وتفتحهــم، وذكائهــم، وحســهم المجتمعــي، وشـــــخصيتهم، وأنمــاط ســلوكاتهم وقدراتهــم المعرفيــة والعاطفيــة والنفســية.
وقد حققت مجالات تدخل المبادرة الوطنية للتنمية البشرية في مجال التعليم الاولي في العالم نتائج متميزة بحكم ان العديد من الدواوير والقرى تم تشييد وحدا وتجهيزها وابرام شراكات مع جمعيات وطنية متخصصة في التعليم الاولي ،ومن شأن ذلك ان يكون له تأثير كبير على مستوى تحسين مؤشرات التنمية البشرية المرتبطة بمنظومة التربية والتكوين .
المحور الثاني: مواكبة الطفولة والشباب وذلك عبر تقوية الدعم المدرسي والنهوض بالصحة المدرسية .
وتدعيم الانشطة الفنية والثقافية والرياضية وتحسين المحــــــــيط المدرسي وظروف التمدرس عبر فضاءات الإيواء والمطاعم المدرسية والنقل المدرسي.
وقد استطاعت المبادرة الوطنية للتنمية البشرية بفضل تدخلاتها في هاته المجالات من تحسين المجالات التعليمية التالية :
بناء مراكزاقليمية للتفتح الفني
ابرام اتفاقيات مع جمعيات متخصصة في مجال الدعم المدرسي ،والتي ساهمت في تحسين المستوى التعليمي
القيام بحملات تحسيسية وتوعوية حول الصحة المدرسية والقيام بتوزيع نظارات طبية حول التلاميذ الذين من مشاكل السمع
تعزيز اسطول النقل المدرسي وتجويده بالتنسيق مع الجماعات الترابية
ابرام اتفاقيات الشراكة من اجل القيام بقوافل مدرسية لفائدة التلاميذ في المؤسسات التعليمية بالعالم القروي
القيام بامحاربة الافات الاجتماعية بالمؤسسات التعليمية كظاهرة العنف المدرسي
نخلص في الاخير الى الخلاصات التالية :
الخلاصة الأولى : يمكن اعتبار ان المبادرة الوطنية للتنمية البشرية بحكم الطابع الأفقي رودورها كرافعة للتنمية الاجتماعية والاقتصادية ،تعتبر فلسفة ونموذجا رائدا في تدبير الشأن المحلي كما أكد البنك الدولي في العديد من تقاريره .
الخلاصة الثانية :أن نجاح برامج المبادرة الوطنية للتنمية البشرية يقترن على التنسيق الترابي للسياسات العمومية على المستوى الترابي لأن من شأن هذا التنسيق أن يرفع من مؤشرات التنمية البشرية ويحسن من ترتيب المغرب في التقارير الدولية .
الخلاصة الثالثة : أن المبادرة الوطنية للتنمية البشرية لعبت دورا كبيرا في المساهمة في تعميم التعليم الأولي بجودة عالية وأداء بيداغوجي لشــــــــركاء متخصـــــصين في الموضوع ،وكان لإحداث وحدات التعليم الأولي أثر كبير على جودة العمـــــلية التربوية وعلى محاربة الهدر المدرسي و على الإدمـــــاج السلس للأطفال في منظومة التربية والتكوين .
الخلاصة الرابعة :ان المبادرة الوطنية للتنمية البشرية استطاعت تحسين العديد من المؤشرات المرتبطة بمنظومة التربية والتكوين والصحة وستساهم مستقبلا بفضل تراكم خبراتها واستهدافها والتقائيتها في تحسين رتبة المغرب في مؤشرات التنمية البشرية تحت القيادة الرشيدة لصاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله .
لائحة المراجع والهوامش :
انظر رسالة: لنسيل شهادة الماستر في الحقوق تحت عنوان ” الالتقائية في الحكامة المحلية المبادرة الوطنية للتنمية البشرية نموذجا”
2- انظر تقرير التنمية الانسانية للعام 2002/2003/2004
3- انظر سلسة عالم المعرفة العدد 303 ماي 2004 ص