المحمديـة تغلق المسبـح في الصيف
قرار عشوائي بإغلاقه في بداية موسم الاصطياف والمواطنون مستاؤون
وعزت إيمان صابر، رئيسة المجلس المنتمية إلى حزب العدالة والتنمية، سبب الإغلاق في إعلان تم نشره على الصفحة الرسمية للجماعة بموقع “فيسبوك”، إلى قرار اللجنة المختلطة التي عاينت المسبح بتاريخ 17 يوليوز الجاري، من أجل الوقوف على مدى إمكانية فتحه للعموم من عدمه خلال السنة الجارية.
ولاحظت اللجنة، حسبها، أن المسبح لا يستجيب للشروط الفنية والصحية ومتطلبات الأمن والسلامة، وبناء على خلاصاتها، أوصت رئيسة الجماعة بعدم فتحه أمام العموم إلى حين إعادة تأهيله وفق معايير تستجيب لمواصفات المسابح العامة.
ورغم أن المحمدية مدينة شاطئية، وتوجد بها مجموعة من أماكن الاصطياف، غير أنها لم تكن تتوفر على مسبح للعموم منذ ما يزيد عن عقدين من الزمن، خارج المسبح البلدي، الذي تم إنشاؤه في موقع إستراتيجي، إذ يقع بشارع الحسن الثاني بجوار حديقة 18 نونبر بوسط المدينة، وعلى بعد أمتار من محطة القطار بالمحمدية، ويوجد أمامه موقف حافلات رقم 800 الرابطة بين المحمدية والبرنوصي مرورا بمركز عين حرودة، وكذلك موقف حافلات 900 الرابطة بين المحمدية والبيضاء، كما أن المحطة الطرقية، التي تضم سيارات الأجرة الكبيرة ذات الاتجاهات المتعددة وحافلات النقل بين المدن، لا تبعد عن المسبح سوى بأمتار معدودة.
ويتوفر المسبح على مواصفات مسبح أولمبي، إذ يبلغ طوله 52 مترا، فيما يصل عمقه الى مترين و20 سنتيمترا. تم إنشاء هذا المسبح لمناسبة استقبال المغرب لألعاب البحر الأبيض المتوسط، وخصصت الجهة المنظمة هذا الحوض لإجراء التداريب الخاصة بالسباحة لأنه لا يبعد عن مركز البيضاء سوى بدقائق معدودة.
وساد غليان كبير في أوساط الفاعلين الجمعويين ونشطاء مواقع التواصل الاجتماعي، إثر إعلان رئيسة المجلس الجماعي قرارها إغلاق المسبح، إذ شن العديد منهم هجوما لاذعا على المجلس الجماعي داخل الصفحة الرسمية للمجلس.
وكتب أحدهم “المحمدية خاصها شي جنرال أما المنتخبين فقد أثبتوا عدم كفاءتهم بكل جدارة وإستحقاق لتسيير مدينة كانت تعتبر من احسن مدن المملكة”. ورد آخر “الطنز هذا وعدم المبالاة، المعاينة الاولى لازم تكون قبل ستة شهور، والمعاينة الثانية قبل ثلاثة أشهر، والمعاينة الأخيرة قبل شهر من الإفتتاح، ماشي نهار بنهار ويقولوا درنا معاينة … هذا هوالضحك على الشعب … المحمدية خاصها ناس لي يخدموها بقلبهم وعقلهم قبل من جيبهم”. في حين قال أخر “هاذ الرئيسة من لي جات كتسمع منها غير إغلاق الملعب .. إغلاق المسبح .. توقيف اشغال قنطرة المصباحيات .. توقيف أشغال القاعة المغطاة، خاصها بهاذ الاوامر تدخل لكتاب غينيس للأرقام القياسية”.
واستقت “علاش بريس” عددا من التصريحات لفعاليات داخل المحمدية، إذ قال محمد كراط، فاعل رياضي بالمدينة، إن المجلس الجماعي تأخر كثيرا في إجراء المعاينة التي كان مبرمجا القيام بها ماي الماضي، وليس في عز فصل الصيف، ما يكشف عن ضعف التسيير المحلي للمدينة.
وأكد كراط أن المسبح الذي افتتح في عهد الرئيس مولاي العربي، امضى فيه طفولته وريعان شبابه، حيث كان يعرف عناية ومراقبة مستمرة، مقابل 5 دراهم. وتساءل المتحدث ذاته، كيف يعقل أن يتم فتح المسبح الذي أقفل منذ 20 سنة، في 20 يوليوز 2018، من قبل الرئيس حسن عنترة، رئيس المجلس الجماعي السابق الذي عزل بعد انقلاب أعضاء حزبه عليه، قبل أن يقرر المجلس الجماعي الحالي إغلاقه بتاريخ 20 يوليوز الحالي أي سنة بالتمام والكمال.
وختم كراط، أنه إذا كان المجلس غير قادرعلى تدبير المسبح، فما عليه سوى تفويته في اطار صفقة عمومية، وفق دفتر تحملات واضح وشفاف يضمن حقوق سكان المدينة.
بدوره قال فاعل جمعوي كيف يعقل أن يتم فتح المسبح السنة الماضية، من قبل الرئيس السابق، لمدة لاتزيد عن ثلاثة أشهر ليغلق بعدها على طول السنة. وتساءل المتحدث نفسه: لماذا لم يتم الكشف عن مشاكل المسبح خلال فترة افتتاحه السنة الماضية، و”حتى لو صدقنا رواية المجلس الجماعي، لماذا لم يتم تدارك الأمر من قبل المجلس عبر اصلاح العيوب التي يعرفها المسبح”.