أخبار

المغرب ومؤشر التعليم العالمي

إعداد :عبد الواحد بلقصري

باحث في علم الاجتماع السياسي بجامعة ابن طفيل بالقنيطرة
تقديم عام :
تعتبر التقارير الدولية وتصنيفاتها وإحصائياتنا أحد المعايير الأساسية التي تعتمدها المنظمات الدولية وصندوق النقد الدولي والبنك العالمي وبرنامج الأمم المتحدة للإنماء الاقتصادي والاجتماعي والمنظمات الأممية التي تعنى بالقضايا الاقتصـــــادية والإجتماعية والسياســـــــية في ترتيبها للدول حسب مؤشراتها المختلفة ،وإذا كانت هاته التقارير يعتبرها البعض كونها تدق ناقوس الخطر وبالتالي يجب أن تأخذ بعين الاعتبار توصياتها في بناء السياسات العمومية ،والبعض يعتبرها كونها غير بريئة وتدخل فيما يسمى بالاشتراطيات السياسية لدول المركز (الدول المتقدمة )على دول الهامش والمحيط (الدول العالمثالثية ).
والبعض الاخر يذهب بعيدا ويؤكد أن مؤشراتها هي مؤشرات أكاديمية باعتبار أن هاته التقارير يشرف عليها كبار المفكرين والخبراء في مجالات بحثية مختلفة ،وكمثال على ذلك نجد تقارير التنمية الإنسانية والتنمية البشرية التي تصدر سنوياحول مواضيع مختلفة ،وتعتبر بمثابة خارطة طريق للسياسات العمومية للعديد من الدول بالنظر إلى دقة إحصائياتها وعلمية مؤشراتها ، ومن بين التقارير التي أصبحت تقاريرها موجهة للعديد من الدول نجد تقاريرمنتدى دافوس العالمية والتي تصدر تقارير حول مواضيع مختلفة .
تقرير مؤشر التصنيف العالمي:
ويعتتبر تقرير دافوس حول مؤشر جودة التعليم نموذجا لذلك،ويعتبر هذا التصنيف العالمي كأداة لتنسيق البيانالت المتعلقة بالتعليم ومصطلح الجودة يشمل صفات النتائج التعليمية ومدى تحقيقها لبــــعض الصفات ،وتشمل كافة القرارات الفكرية والذهنية للتعليم والمتعلم للوصول إلى النتائج المرجوة،والهدف من التركيز على الجودة هو تحسن مسار العملية التربوية ورفع درجة تميز النتائج وقياس مدى جودة المنظومة التربوية يتجلى في الاتي :*1*
مستوى المناهج والمقررات الدراسية
مدى التعاون بين جميع المتعاملين في المجال التعليمي
جودة البنية التحتية والأسس التعليمية
كفاءة القواعد التربوية والإدارية
مدى استفادة الطرف المتعلم مما يتم تقديمه إليه من خدمات تعليمية
البحث الدائم عن الأفضل وعدم الاكتفاء مما تم التوصل إليه من تحسن *2*
و يعتبر مؤشر دافوس العالمي حول التعليم من المؤشرات التي تأخذ بعين الاعتبار هاته المستويات ،بالاضافة الى ذلك نجد مؤشر التعليم العالمي لـ Insider Monkeمؤشر عالمي للتعليم يسمح بتصنيف 218 منظومة تربوية،ويعتمد على ثلاثة مؤشرات وهي :
– عدد الجامعات المصنفة ضمن أفضل 1000 جامعة في تصنيف كيو إس.
– متوسط ترتيب الجامعات المصنفة ضمن أفضل 1000 جامعة.
– نصيب الفرد من الإنفاق العمومي على التعليم.
ويقوم التصنيف المذكور أولا بترتيب البلدان حسب عدد الجامعات المصنفة لديها ضمن أفضل 1000 جامعة، وعند التساوي يتم الالتجاء إلى المؤشر الثاني المتعلق بمتوسط ترتيب أفضل جامعاتها، وعند التساوي مرة أخرى يتم احتساب نصيب الفرد من الإنفاق العمومي على التعليم. مما يعني أن التصنيف لا يتم وفق مؤشر مركب يجمع المؤشرات الثلاثة وإنما وفقا لتراتبية انتقائية تضع أفضلية بين هذه المؤشرات.
المغرب في تقرير مؤشر التعليم العالمي لسنة 2024
صنف المغرب في الرتبة 154متأخرا على جميع المستويات،حيث أنه في التصنيف *6*المعتمد يتوفرعلى “صفر” جامعة ضمن الأفضل في العالم ،إضافة إلى أنه QS المعتمد خارج التصنيف بالنسبة لمتوسط ترتيب المؤسسات الجامعية، وبخصوص نسبة الإنفاق على التعليم من الناتج المحلي الإجمالي فهي 5,77 في المائة بما يعادل 230 دولارا لكل متعلم، أما المؤشر النهائي فهو 0,000002309
وبذلك حل المغرب بعيدا عن الصفوف الأولى على المستوى الإفريقي، حيث تصدرت جنوب إفريقيا القائمة بحلولها في الرتبة الـ25 عالميا، بمعدل 0,070584482، متبوعة بمصر في المرتبة الثانية إفريقيا والـ50 عالميا بمعدل 0,028323011، ثم إثيوبيا بمعدل 0,007087163 في المركز الـ82 على الصعيد العالمي،أما عربيا، فحصلت المملكة العربية السعودية على مرتبة متقدمة، بحلولها في المركز الـ16 عالميا، بفضل توفرها على 14 جامعة ضمن الـ1000 الأفضل عالميا، وإنفاقها 2542 دولارا على كل متعلم، ما مكنها من الحصول على معدل 0,098720043، تليها الإمارات العربية المتحدة التي حلت في المركز الـ20 عالميا، بمعدل 0,077651362
وتسيّدت الدول الكبرى هذا المؤشر، حيث حلت الولايات المتحدة الأمريكية، صاحبة 142 جامعة ضمن الأفضل في العالم، في الرتبة الأولى، بمعدل تجاوز 0,99، ثم المملكة المتحدة بـ81 جامعة وبمعدل 0,57، تليهما الصين في المرتبة الثالثة بمعدل 0,40، وألمانيا رابعة بـ0,317، كما احتلت أستراليا وإيطاليا واليابان وكوريا الجنوبية والهند وكندا باقي الرتب العشر الأولى، تليهم تواليا إسبانيا وروسيا وفرنسا وماليزيا وتايوان.*7*
نخلص في الأخير إلى الخلاصات التالية :
الخلاصة الأولى :أن تقرير مؤشرالتعليم العالمي يسائل سياساتنا التعليمية وعقلنتها وترشيدها فيما يخص التعليم العالي وبالتالي من الارجح أن نعيد النظر في مناهجنا ومنظومتنا التربوية حيث أنه يجب إعادة الاعتبار الاعتبار للجامعة المغربية وجعلها فضاءا مستقلا للتفكر النقدي الحر والعمل على بناء شروط علمية للمنظومة التربوية الجامعية من أجل تحسين ترتيبها في التصنيفات الدولية الجادة..
الخلاصة الثانية :أن هناك العديد من النماذج الناجحة على مستوى العالم ،ومن دول كانت تعاني من الفقر في التعليم .وحققـــــت إنـــــــجازات بفعل إرادتهما الحقيقية ، وبالتالي من الأرجح أن نستنبط العبرمن هاته النماذج ونكيفها مع خصوصيتنا وهويتنا الجماعية بغاية تطوير منظمتنا التربوية الجامعية .
الخلاصة الثالثة :أنه ان الاوان للدولة أن تكثف جهودها من أجل الرفع من ميزانية البحث العلمي بالإضافة إلى الانفتاح على القطاع الخاص لتمويل المشاريع البحثية الجادة لكي تكون قاطرة للتنمية،وتستطيع أن تدخل المغرب الى التصنيف العالمي .
لائحة المراجع والهوامش :
انظر عبد الرحيم بن سلامة مقالة “تقارير دولية تصنف المغرب في مراتب متخلفة “جريدة الاسبوع الصحفي 16 مايو 2021.
انظر تقرير لجريدة TLBNEWS حول مؤشر دافوس العالمي لسنة 2021
مرجع سابق
انظرجريدة مرايانا قراءة في تقرير مؤشر البنك الدولي حول الرأسمال البشري لسنة 2019
مرجع سابق
للمزيد من المعلومات انظر مقال للدكتور عبد الناصر ناجي تصنيف المغرب فيما يسمى مؤشر التعليم العالمي.. حتى لا ننساق وراء القردة ،جريدة اليوم 2 20 ماي 2024
للمزيد من المعلومات انظر الاستاذ توفيق بوفرتيح مؤشر التعليم العالمي .. تصنيف أمريكي يضع المغرب في مراتب متأخرةجريدة هيسبريس 17 ماي 2024

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى
error: المحتوى محمي !!