
تحتفل القارة الإفريقية في 25 مايو من كل عام بيوم إفريقيا، الذي يمثل مناسبة تاريخية لتخليد ذكرى تأسيس منظمة الوحدة الإفريقية عام 1963، والتي كانت نقطة انطلاق نحو تعزيز التضامن والوحدة بين الدول الإفريقية في مواجهة الاستعمار والتحديات التنموية. هذا اليوم ليس مجرد احتفال، بل محطة لتقييم الإنجازات والتحديات، وتجديد العزم على بناء مستقبل مزدهر للقارة عبر الاندماج والتعاون المشترك.
📍الاندماج والتنمية في إفريقيا: أولوية لا غنى عنها
تأتي الاحتفالات هذا العام تحت شعار “الاندماج والتنمية في إفريقيا: تسريع الربط والتعاون بين الدول الإفريقية”، وهو موضوع يعكس الحاجة الملحة لتعزيز الروابط الاقتصادية والسياسية والاجتماعية بين الدول الإفريقية. ويشكل هذا التوجه فرصة للتفكير الجماعي في الإنجازات التي تحققت، والتحديات التي تواجه القارة في مجالات الاقتصاد، البنية التحتية، التعليم، الصحة، وتمكين الشباب والمرأة.
وفي هذا السياق، يلعب الاتحاد الإفريقي دوراً محورياً في تنفيذ أجندة أفريقيا 2063، التي تمثل خارطة طريق لتحقيق قارة متكاملة ومزدهرة يقودها مواطنوها. ويؤكد يوم إفريقيا على تعزيز الهوية الأفريقية المشتركة، وتحفيز التعاون الإقليمي، وجذب الاستثمارات الدولية، ودعم الثقافة والابتكار.
📍المغرب: جزء لا يتجزأ من الفسيفساء الإفريقية
يُعد المغرب اليوم جزءاً فعالاً من الفسيفساء الإفريقية، بعد عودته الاستراتيجية إلى الاتحاد الإفريقي في يناير 2017، بعد غياب دام 32 عاماً. جاء هذا الانضمام في إطار رغبة المغرب في استعادة دوره داخل الأسرة الإفريقية وتعزيز علاقاته مع دول القارة، رغم التحديات السياسية المرتبطة بالنزاع حول الصحراء الغربية، والذي شكل نقطة خلاف مع بعض الدول الأعضاء مثل الجزائر وجنوب أفريقيا.
تجسد عودة المغرب أهمية التكامل الإفريقي والبحث عن حلول سياسية للنزاعات الإقليمية من داخل المنظومة الإفريقية، حيث يرى مؤيدو انضمام المغرب أن وجوده داخل الاتحاد أفضل من غيابه، لما له من وزن اقتصادي وسياسي في القارة. إلا أن هذه العودة تبرز تعقيدات الواقع السياسي والجغرافي للقارة، وتؤكد الحاجة إلى حوار شامل يضمن احترام سيادة الدول ووحدة أراضيها ضمن إطار التعاون الإفريقي.
رغم التقدم الملحوظ، تواجه إفريقيا تحديات كبيرة مثل تغير المناخ، الأمن الغذائي، تمكين الشباب والمرأة، والنزاعات الإقليمية، مما يستدعي تكاتف الجهود الإقليمية والدولية لتجاوزها. ويشكل يوم إفريقيا منصة مهمة لتسليط الضوء على هذه القضايا وتحفيز العمل الجماعي من أجل مستقبل أفضل.
يوم إفريقيا هو رمز للوحدة والتضامن الأفريقيين، ودعوة مستمرة لتعزيز التنمية المشتركة والاندماج القاري. والمغرب، كجزء لا يتجزأ من الفسيفساء الإفريقية، يسعى اليوم لتعزيز مكانته ودوره في الاتحاد الإفريقي، مع استمرار النقاش حول قضايا السيادة والوحدة الترابية التي تظل محور جدل بين الدول الأعضاء. في النهاية، يبقى الهدف الأسمى هو بناء قارة أكثر استقراراً وازدهاراً، تضمن لأبنائها مستقبلاً مشرقاً يقوم على التعاون والتكامل.