
انطلقت فعاليات المؤتمر الـ38 للاتحاد البرلماني العربي في العاصمة الجزائرية يومي 3 و4 مايو 2025، بالمركز الدولي للمؤتمرات “عبد اللطيف رحال”، تحت شعار “دور الاتحاد البرلماني العربي في ظل المتغيرات الإقليمية والدولية”.
شارك في المؤتمر نحو 250 مشاركاً من رؤساء البرلمانات والمجالس والوفود البرلمانية العربية، إلى جانب ممثلين عن منظمات إقليمية ودولية بصفة مراقبين، حيث تم مناقشة قضايا استراتيجية حيوية، أبرزها القضية الفلسطينية والوضع الإنساني في قطاع غزة، إلى جانب تعزيز التعاون البرلماني العربي لمواجهة التحديات السياسية والاقتصادية والاجتماعية الراهنة.
وفي هذا السياق، وجه الوفد المغربي، ممثلاً في النائب الأول لرئيس مجلس النواب محمد صباري، رسالة قوية وحازمة من قلب العاصمة الجزائرية، أكدت على ضرورة تجاوز الانقسامات والخلافات العربية وتعزيز التضامن والتعاون بين الدول العربية على أساس احترام سيادة الدول ووحدتها الترابية. جاء هذا الموقف المغربي في إطار دعوة واضحة إلى بلورة رؤية عربية مشتركة وواقعية، تنأى عن خطابات الوعظ والانقسام، وتؤسس لمرحلة جديدة من العمل العربي المشترك تقوم على الاحترام المتبادل والتفاهم البنّاء.
لم تقتصر الرسالة المغربية على الدعوة للتضامن، بل شددت بشكل خاص على موقف المغرب الثابت في الدفاع عن وحدته الترابية، مجددة دعمها لمبادرة الحكم الذاتي كحل سياسي واقعي للنزاع في الصحراء المغربية. هذا التأكيد يأتي في ظل التوترات الإقليمية التي شهدتها العلاقات بين المغرب والجزائر، حيث تعكس هذه الرسالة دلالات دبلوماسية قوية، تعبر عن عزلة الدبلوماسية الجزائرية وفقدانها للمصداقية بسبب مواقفها السابقة التي أثرت على التضامن العربي.
من جانبه، أكد رئيس المجلس الشعبي الوطني الجزائري ورئيس الاتحاد البرلماني العربي، إبراهيم بوغالي، خلال افتتاح المؤتمر، على أهمية تفعيل الدبلوماسية البرلمانية ورفض الجرائم المرتكبة ضد الشعب الفلسطيني، مما يعكس التزام الاتحاد بالقضايا العربية المصيرية. واختتم المؤتمر بإقرار البيان الختامي والتوصيات التي تعزز دور الاتحاد في خدمة القضايا العربية وتعزيز التضامن المشترك.
تأتي رسالة المغرب خلال هذا المؤتمر في وقت حرج تشهد فيه المنطقة العربية تحديات متزايدة تتطلب وحدة الصف والتعاون الحقيقي بين الدول.
إن موقف المغرب الذي يربط بين احترام السيادة الوطنية وتعزيز التضامن العربي، يضع إطاراً واضحاً للحوار السياسي البناء، بعيداً عن الانقسامات التي لطالما أعاقت العمل العربي المشترك.
كما أن التأكيد على مبادرة الحكم الذاتي في الصحراء المغربية يعكس رغبة المغرب في حل النزاعات عبر الحوار والوسائل السياسية، وهو ما يمكن أن يشكل نموذجاً يحتذى به في معالجة النزاعات الإقليمية الأخرى.
وختاماً، يمثل مؤتمر الاتحاد البرلماني العربي الـ38 منصة حيوية لتعزيز التعاون العربي، وقد نجح المغرب في توجيه رسالة قوية من قلب الجزائر، تدعو إلى تجاوز الخلافات وبناء مستقبل عربي أكثر وحدة وتضامناً، مستنداً إلى احترام السيادة الوطنية والحوار السياسي الواقعي.