أخباردولي

المغرب 2030: استشراف مستقبل الاستخبارات بين الكفاءة الأمنية واحترام الحقوق

تقرير فرنسي يتوقع تحول منظومة الاستخبارات المغربية إلى نموذج عالمي متوازن يواكب التحديات التقنية والأمنية الحديثة

يقدم تقرير معهد R.O.C.K. INSTITUTE الفرنسي عن الاستخبارات المغربية لعام 2030 قراءة معمقة لتطور هذه الأجهزة في ظل تحديات متصاعدة ومعقدة في عصر التهديدات الهجينة.
التقرير الذي صدر في 14 أغسطس 2025، أعدّه رئيس المعهد كمال أقريديس بالتنسيق مع اللجنة العلمية، يستعرض مسار الاستخبارات المغربية منذ جذورها التقليدية التي انبنت على شبكة مخبرين محليين، إلى مؤسسات محترفة وعالية الكفاءة مثل المديرية العامة لمراقبة التراب الوطني، والمديرية العامة للدراسات والمستندات، والمكتب المركزي للأبحاث القضائية.
ويرى التقرير أن الاستخبارات المغربية تجاوزت مهامها التقليدية لمكافحة الجريمة والإرهاب، وأصبحت أداة سيادية لحماية الدولة وتوجيه قراراتها السياسية والعسكرية والاقتصادية، مع وجود احترام صارم للأطر القانونية وحقوق الإنسان.
لمس هذا الضبط القانوني أثره في تحديث التشريعات، ومن أبرز المحطات القانونية في المسار، قانون مكافحة الإرهاب سنة 2003، والدستور المغربي 2011 الذي عزز حماية الحياة الخاصة وحق الحصول على المعلومات مع استثناءات تتعلق بالأمن.
وعلى المستوى المؤسسي، يشيد التقرير بقيادة عبد اللطيف حموشي التي جمع بين المديرية العامة للأمن الوطني والمديرية العامة لمراقبة التراب الوطني، مما حقق تناغما وفعالية عالية، وكذلك بجهود محمد ياسين المنصوري في تعزيز دور الاستخبارات المغربية دولياً عبر دمج الدبلوماسية والعمل الاستخباراتي.
ويحذر التقرير من تزايد التهديدات الهجينة التي تشمل الإرهاب، والحروب السيبرانية، وحملات التضليل الإعلامي، والتجسس الاقتصادي، واستغلال الذكاء الاصطناعي، ما يتطلب تطوير قدرات للتصدي لتلك التحديات.
وقد تمكن المغرب بين 2002 و2022، من تفكيك أكثر من 2000 خلية إرهابية، وعزز تأمين البنى التحتية السيبرانية.
وسط هذه التحولات، يوصي التقرير بوضع قانون-إطار شامل ينظم مهام وأدوار أجهزة الاستخبارات ويعزز الشفافية من خلال تقارير سنوية عامة. كما يدعو إلى تحديث آليات مواجهة التحديات التقنية مثل التخزين السحابي، والتشفير المتقدم، والتقنيات الأمنية المرتبطة بالذكاء الاصطناعي.

وختامًا، يبرز التقرير المغرب كنموذج رائد في التوازن بين الفعالية الأمنية والاحترام القانوني، ويؤكد أنه يستعد لمواجهة تحديات 2030 بإطار تنظيمي مرن، ثقافة ابتكارية، وقدرة على توظيف الاستخبارات كأداة قوة شاملة لضمان السيادة والمكانة الاستراتيجية للمملكة في بيئة دولية معقدة ومتقلبة.

اظهر المزيد

حميد فوزي

رئيس التحرير
زر الذهاب إلى الأعلى
error: المحتوى محمي !!