المنصورية… تنظيم ندوةً فكرية تحت عنوان “تمكين ذوي الاحتياجات الخاصة نحو مجتمع دامج ومزدهر”

علاش بريس
في إطار الجهود المبذولة لتعزيز العدالة الاجتماعية وضمان حقوق جميع أفراد المجتمع، نظّمت جمعية طيف النطق والتخاطب وجمعية رعاية الصحة والتنمية الاجتماعية، بشراكة مع المجلس الجماعي للمنصورية، ندوةً تحت عنوان “تمكين ذوي الاحتياجات الخاصة نحو مجتمع دامج ومزدهر”. جاءت هذه المبادرة إيمانًا بأن قوة المجتمع لا تكمن فقط في تقدمه الاقتصادي أو العلمي، بل في مدى قدرته على احتواء جميع أفراده، دون تمييز أو استثناء.
كان لهذه الندوة أثر بالغ في تسليط الضوء على واقع ذوي الاحتياجات الخاصة، الذين يواجهون تحديات يومية تعيق اندماجهم في مختلف مجالات الحياة. فبين العقبات المادية التي تتمثل في نقص البنية التحتية المناسبة، والصعوبات الاجتماعية التي تتجسد في الصور النمطية والأحكام المسبقة، يجد هؤلاء الأفراد أنفسهم أمام حواجز تعوق وصولهم إلى التعليم الجيد، وفرص العمل العادلة، والمشاركة الفاعلة في الحياة المجتمعية.
ورغم هذه التحديات، فإن الأمل لا يزال قائمًا في إمكانية بناء مجتمع أكثر شمولية، يرتكز على مبادئ المساواة والتضامن. وقد شدد المشاركون في الندوة على ضرورة اتخاذ إجراءات فعلية، بدءًا من توفير تسهيلات في البنية التحتية تتيح للأشخاص ذوي الإعاقة حرية التنقل والاستقلالية، وصولًا إلى تبني سياسات تعليمية أكثر تكيفًا مع احتياجاتهم، وإتاحة فرص عمل تضمن لهم حياة كريمة.
لم يكن الهدف من هذه الندوة مجرد رصد المشاكل وتشخيص الواقع، بل كان الغرض الأسمى منها هو البحث عن حلول عملية تضمن تحقيق الدمج الكامل لهذه الفئة، انطلاقًا من سنّ قوانين عادلة تحمي حقوقهم، ومرورًا بتعزيز الوعي المجتمعي حول قدراتهم وإمكاناتهم، وانتهاءً بتوفير بيئة تحفّزهم على الإبداع والعطاء.
لقد أكد المشاركون أن تحقيق هذه الأهداف لن يكون مسؤولية جهة واحدة فقط، بل هو التزام جماعي يتطلب تعاون الأفراد والمؤسسات، سواء كانت حكومية أو مدنية. فالمجتمع العادل هو ذلك الذي يتيح لكل فرد، بغض النظر عن قدراته الجسدية أو الذهنية، فرصة متساوية للمساهمة في بنائه وتطويره. إن ذوي الاحتياجات الخاصة ليسوا عبئًا، بل هم طاقة كامنة تحتاج فقط إلى الدعم والتمكين كي تزدهر وتحقق ذاتها.