علاش بريس
في إطار العناية الملكية السامية التي يوليها جلالة الملك محمد السادس نصره الله وأيده لقضايا الطفولة والشباب احتضنت مدينة الناظور فعاليات الدورة الربيعية للبرنامج الوطني للتخييم الذي أطلقته وزارة الشباب والثقافة والتواصل – قطاع الشباب بشراكة مع الجامعة الوطنية للتخييم تحت شعار: “المخيمات التربوية فضاء للتميّز وبناء الأجيال” وذلك خلال الفترة الممتدة من 3 إلى 11 ماي 2025 بمختلف مراكز التخييم عبر جهات المملكة وعلى رأسها المركز الوطني للتخييم بقرية أركمان التابع للمديرية الإقليمية لقطاع الشباب بالناظور.تشكل هذه الدورة امتداداً للبرنامج الوطني للتخييم، باعتباره من أهم روافد السياسات العمومية الرامية إلى تمكين الأطفال واليافعين والشباب من فضاءات تربوية وترفيهية آمنة تساعدهم على تطوير مهارات الحياة وتعزز فيهم قيم المواطنة والانتماء وتفتح أمامهم آفاق الإبداع والانخراط الإيجابي في محيطهم المجتمعي.ويعتمد البرنامج على رؤية متكاملة تتأسس على المزاوجة بين التربية والتكوين والترفيه والتنشئة السليمة من خلال أنشطة متنوعة تستهدف فئتي الأطفال من 7 إلى أقل من 15 سنة واليافعين من 15 إلى أقل من 18 سنة وتستفيد منها جمعيات وطنية ومحلية متعددة المشارب والانتماءات في إطار تنوع ثقافي يعكس الغنى المجتمعي المغربي.
توزعت أنشطة الدورة الربيعية على مخيمات موضوعاتية امتدت لستة أيام عرفت إدماج برامج خاصة بمخيمات القرب لفائدة أطفال المناطق القروية والنائية مع إيلاء اهتمام خاص للفتاة القروية وأبناء الجالية المغربية المقيمة بالخارج في ترجمة فعلية لمبدأ تكافؤ الفرص ومقاربة النوع الاجتماعي.كما تميزت الدورة بتنظيم تداريب تكوينية من الدرجة الأولى لفائدة الشباب البالغين 18 سنة فما فوق الراغبين في الحصول على شهادة الأهلية البيداغوجية وهو ما يعكس حرص الوزارة والجامعة الوطنية للتخييم على تكوين جيل جديد من الأطر التربوية المؤهلة لقيادة وتأطير المخيمات وفق معايير مهنية وتربوية عالية.
وفي تصريح خاص أكد السيد محمد بيزيه المدير الإقليمي لقطاع الشباب بالناظور أن هذه الدورة تمثل محطة استراتيجية لترسيخ قيم المواطنة والمسؤولية من خلال أنشطة تجمع بين المتعة والفائدة في بيئة آمنة ومحفزة على الإبداع. وأضاف أن المديرية عبأت جميع الإمكانيات البشرية واللوجستيكية بتنسيق تام مع الشركاء المحليين والوطنيين من أجل إنجاح هذا العرس التربوي الوطني.من جهته أعرب السيد عبد الرحيم الهاني مدير المركز الوطني للتخييم بقرية أركمان عن اعتزازه الكبير باحتضان المركز لهذه الدورة مبرزاً أهمية المخيم كمحطة لتأهيل الناشئة وصقل مواهبهم وتقوية روح الانتماء والعمل الجماعي مشيراً إلى أن الفريق التربوي والإداري يشتغل وفق مقاربة تراعي الخصوصيات الثقافية والاجتماعية للمشاركين بما يجعل من كل تجربة تخييمية خطوة نحو بناء شخصية متوازنة وفاعلة.
تواصل وزارة الشباب والثقافة والتواصل، من خلال البرنامج الوطني للتخييم تنزيل الرؤية الاستراتيجية للدولة في مجال الطفولة والشباب عبر مقاربة مندمجة تسعى إلى الارتقاء بجودة العرض التربوي وتعزيز قيم الانفتاح والمواطنة وتوفير بيئة تتيح للأطفال والشباب فرصاً متساوية لاكتشاف الذات وبناء المستقبل بثقة وكفاءة. ويبقى التخييم كما عبر عنه المتدخلون مدرسة للحياة ومجالاً خصباً لترسيخ القيم وبناء جيل جديد يعي مسؤولياته ويملك الأدوات التي تؤهله للمساهمة الفعالة في نهضة الوطن.
