أخبار

الݣارة… انتشار ظاهرة سرقة المتسوقين عن طريق النشل في سوق الخميس

 

حكيم السعودي

يشهد سوق الخميس بمدينة الگارة في الآونة الأخيرة ظاهرة مقلقة تهدد سلامة المتسوقين وتستهدف قوت يومهم حيث انتشرت عمليات سرقة المتسوقين عن طريق النشل بشكل ملحوظ مستهدفة الزبائن الذين يتسوقون في السوق الأسبوعي ولا يقتصر الأمر على الأفراد العاديين بل يستهدف النشالون بشكل رئيسي النساء وكبار السن الذين غالبًا ما يكونون أقل قدرة على الدفاع عن ممتلكاتهم.والعديد من الباعة في السوق يعترفون بوجود هذه الظاهرة بشكل يومي حيث قال أحدهم: “نرى اللصوص يتجولون بين المتسوقين، يختارون ضحاياهم بعناية و لا يخشون الظهور علنًا لأنهم يعرفون أن الفوضى في السوق تجعل من الصعب تتبعهم لكن الغريب هو أن العديد من الباعة يعرفون هويات هؤلاء اللصوص، بل يتعاملون معهم أحيانًا لأنهم جزء من هذا المشهد المأساوي.”

تعددت الأشكال التي يتخذها النشالون لتنفيذ عملياتهم، فمنهم من يستخدم أسلوب التشويش على الضحية عبر الاقتراب منها بحركات سريعة أو التظاهر بأنهم يبيعون منتجات وهمية، بينما يقوم آخرون بالتمويه خلف أكشاك أو دراجات نارية للاختفاء بعد تنفيذ جريمتهم. في بعض الحالات تتم السرقة عندما يكون المتسوقون مشغولين بالتفاوض على الأسعار أو حتى عند دفع المبالغ للبائعين مما يسهل على اللصوص سرقة المحفظات أو الهواتف المحمولة.وعلى الرغم من تزايد الشكاوى من قبل المتسوقين حول سرقات النشل في سوق الخميس فإن تدخل السلطات المعنية وبالأخص الدرك الملكي كان محدودًا في البداية ومع ذلك وبعد تدخلات مكثفة من بعض المواطنين الذين قاموا بتوثيق الحوادث ورفعوا التقارير بدأ الدرك الملكي في تكثيف تحرياته في المنطقة.

حسب مصادر مطلعة فإن تحريات الدرك قد بدأت تؤتي ثمارها حيث تمكّن بعض المحققين من تحديد هويات عدد من اللصوص وقال مصدر من الدرك “استنادًا إلى المعلومات التي جمعناها من الباعة والمواطنين تمكنا من تتبع العديد من المشتبه بهم الذين يترددون على السوق بشكل دوري. كما أن بعض المشتبه فيهم معروفون في المنطقة ويقومون بسرقة الزبائن في أوقات معينة لكن المشكلة تكمن في أنه في كثير من الأحيان لا يتم تقديم شكاوى رسمية ضدهم من قبل المتضررين.”وأضاف المصدر أن عمليات النشل تتم بطريقة مدروسة حيث يستغل النشالون الازدحام والحركة الدائمة في السوق لتنفيذ سرقاتهم كما أن التجمعات الكبيرة في مناطق معينة تتيح لهم الفرصة للإفلات من قبضة الأمن بسرعة.

من جانب آخر يعمل الدرك الملكي على اتخاذ تدابير إضافية لمكافحة هذه الظاهرة حيث تم نشر دوريات راكبة وسائرة في أوقات الذروة في السوق وتم تزويد العناصر الأمنية بأجهزة مراقبة خاصة تساعد في تتبع المشتبه بهم ومراقبة تحركاتهم وتُسعى السلطات لتشديد الرقابة في مناطق محددة من السوق وتوجيه تعليمات للبائعين والمتسوقين للتعاون مع الأجهزة الأمنية في تقديم أي معلومة قد تساعد في التعرف على اللصوص.وفي تصريحات لبعض الضحايا قالت إحدى المتسوقات “كنت أبحث عن بعض الملابس عندما فوجئت بشخص يقترب مني بسرعة ثم اختفى بين الزحام. عندما تحققت من حقيبتي اكتشفت أن محفظتي قد سُرقتوك و لم أتمكن من ملاحقته لكنني أعتقد أن هناك العديد من الأشخاص في السوق يعرفون من هم هؤلاء اللصوص.”

ومن أجل الحد من انتشار هذه الظاهرة يطالب المواطنون والمهتمون بالشأن الأمني بتكثيف الوعي حول ضرورة التعاون مع أجهزة الأمن وتقديم أي معلومات قد تساهم في القبض على اللصوص، وحث العديد من الباعة المتواجدين في السوق على توخي الحذر والإبلاغ عن أي شخص مشبوه يثير الشكوك مشيرين إلى أن هذه الظاهرة لا تؤثر فقط على الاقتصاد المحلي بل تضر أيضًا بسمعة السوق بشكل عام.و يظل الخطر قائمًا في سوق الخميس ومن المتوقع أن تواصل أجهزة الأمن عملها المتواصل للكشف عن هؤلاء اللصوص وضبطهم،وبينما يعاني المتسوقون من هذه الظاهرة المزعجة يبقى الأمل معقودًا على الجهود الأمنية والشعبية للقضاء عليها وضمان سلامة الجميع أثناء التسوق في هذا السوق التقليدي.

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى
error: المحتوى محمي !!