القاهرة (وكالات) – انتُخب خالد البلشي المعروف بمواقفه المعارضة في مصر حيث يُحتجز عشرون صحافيا في السجن رئيسا لنقابة الصحافيين التي أعلنت النبأ في ساعة مبكرة من صباح السبت، في ما وصفته وسائل الإعلام المستقلة القليلة بأنه “جرعة أمل”.
أعلنت أول أمس الجمعة اللجنة القضائية المشرفة على انتخابات التجديد النصفي لنقابة الصحفيين،بالقاهرة، فوز الصحفي المعارض خالد البلشي بمنصب نقيب الصحفيين، متفوقًا على أبرز منافسيه -وهو خالد ميري- بـ239 صوتًا.
وبحسب اللجنة فقد بلغ إجمالي الأصوات التي حصل عليها رئيس تحرير موقع (درب) المحجوب، خالد البلشي 2450 صوتًا، مقابل 2211 صوتًا لخالد ميري رئيس تحرير صحيفة الأخبار القومية.
وعلقت على الفور على تويتر لينا عطا الله، رئيسة تحرير صحيفة مدى مصر الإلكترونية، وهي أيضًا من بين مئات المواقع الإخبارية التي حجبتها السلطات، إنها “جرعة أمل”.
وكتبت “انتخابات مهنية لها طعم خاص في عالم الانتخابات والتمثيل والفوز. يعني ما فيش تمثيل مقنع في انتخابات عامة ودائمًا في حالة اضطرار في الاختيار. ولكن فيه وضوح أكثر، فيه مين ممكن يمثلنا مهنيا وما فيش أحسن من خالد البلشي لتمثيلنا اليوم. مبروك لنا وللجميع جرعة الأمل.
كان البلشي على وجه الخصوص في طليعة تحرك نادر في أيار/مايو 2016. داهمت الشرطة حينها على نحو غير مسبوق نقابة الصحافيين وأوقف صحافيان مطلوبان بتهمة “التحريض على التظاهر” ضد السلطات.
وكتبت الصحافية رشا عزب في تغريدة على موقع تويتر إنه “يوم تاريخي لصحافيي مصر، خالد البلشي متقدم عن المرشح الحكومي رغم الدعم الهائل والجمعية العمومية بتقولهم محدش كبير علينا. عاش كفاح الصحفيين”.
وأشاد حزب الدستور، وهو من بين آخر أصوات المعارضة الليبرالية، بالانتخابات التي تجسد “الأمل في التغيير بعد سنوات من الاحتكار”.
وقال الكاتب الصحفي عادل صبري، إن فوز خالد البلشي بمنصب نقيب الصحفيين في مصر هو “بمثابة ثورة تصحيح للمسار الذي حاولت بعض الأجهزة فرضه على النقابة منذ عدة سنوات بهدف تكميم الأفواه لكنها فشلت فيه إلى حد كبير”.
وأضاف صبري، لبرنامج (المسائية) على الجزيرة مباشر “هذه الانتفاضة التي جاءت من داخل المؤسسات القومية جاءت كتصويت عقابي للصحفيين الذين حاولوا الاستمرار في مناصبهم عبر الرشاوى الانتخابية ومساعدة بعض رجال الأعمال والأجهزة التابعة للدولة رغم فشلهم في تحقيق أي إنجاز يذكر خلال السنوات الماضية”.
ومن جانبه، قال الكاتب الصحفي عماد الدين حسين إن الظروف المعيشية الصعبة التي يعاني منها الصحفيون في مصر ربما تكون هي التي أدت لسقوط وكيل نقابة الصحفيين السابق خالد ميري وفوز منافسه خالد البلشي بها في الانتخابات التي أجريت أول أمس الجمعة بالعاصمة المصرية القاهرة.
بدوره أكد يحيى قلاش نقيب الصحفيين الأسبق أن فوز البلشي بمنصب النقيب هو “نتيجة طبيعية ومتوقعة، خاصة بعد الانحياز المتعمد من قبل وسائل الإعلام المحسوبة على السلطة لوكيل النقابة السابق خالد ميري، والتجاهل شبه المتعمد للبلشي خلال تغطية الانتخابات”.
وتابع قلاش، في مداخلة هاتفية مع المسائية “الإعلام تحول إلى أداة بيد السلطات، وتصور أن الصحفيين مجرد قطيع يتلقى التعليمات من هذه البرامج التافهة ثم يذهبون إلى صناديق الاقتراع لتنفيذ ما تمليه عليهم السلطة”.
واعتبر ناشطون فوز البلشي بالمنصب انتصارًا لحرية الصحافة، ودوّن المرشح الرئاسي السابق حمدين صباحي “الحمد لله، عاشت إرادة الصحفيين خالد البلشي نقيبًا ألف مبروك”، وأرفقها بعبارات “علي صوتك بالغنا، لسه الأغاني ممكنة ولسه الأماني ممكنة”.
من جانبها، رأت منظمة “مراسلون بلا حدود” أن “التعددية (في وسائل الإعلام) تكاد تكون معدومة في مصر، أحد أكبر سجون الصحافيين في العالم”. وقدرت المنظمة غير الحكومية أن في مصر 23 صحافيًا خلف القضبان سواء بعد إدانتهم أو هم قيد الحجز الاحترازي.
وتعهد البلشي خلال حملته الانتخابية بتحسين أوضاع الصحفيين والعمل على الإفراج عن صحفيين محبوسين بتهم من بينها نشر أخبار كاذبة.
واشتهر البلشي في الوسط الصحفي بأنه من تيار ثورة يناير 2011، كما اشتهر بدفاعه عن حرية التعبير ودعم قضايا الحريات والدفاع عن حقوق الصحفيين، وبينما كان يُنظر إلى البلشي على أنه مرشح المعارضة، كان يُنظر إلى ميري على أنه مرشح السلطة للمنصب.
وللإشارة ،للنقيب الجديد تجارب عدة سابقة في حجب المواقع الصحفية التي يدشنها ويتولى رئاسة تحريرها، حيث حجبت له السلطة 3 مواقع صحفية أخرى فضلًا عن “درب” على مدار الأعوام الماضية، مثل موقع “البديل” وموقع “الكاتب” وموقع “البداية”.
ويذكر أن مصر تحتل المرتبة 168 من أصل 180 في قائمة حرية الصحافة للمنظمة في عام 2022، بعد أن تراجعت ما يقرب من عشرة مراكز منذ تولى عبد الفتاح السيسي السلطة في عام 2013.