
شهدت جماعة بوسكورة الأحد الماضي، إحدى ضواحي الدار البيضاء عاصمة التجار السواسة الاقتصادية، حدثًا ثقافيًا مميزًا يعكس عمق التراث الأمازيغي وروح الجماعة بين أبناء الجالية السواسة العاملين في المدن الكبرى مثل الرباط والمحمدية والدار البيضاء.
دائمًا مع حلول فصل الربيع، وبعد أسبوع شاق من العمل داخل المتاجر، يجتمع هؤلاء الرجال لاستحضار أجواء تمازيغرت بفن أحواش في عدة أماكن قريبة من مدن عملهم، حيث يقدمون عروضًا فنية تقليدية تعكس أصالة ثقافتهم وهويتهم، ما يضفي على هذه اللقاءات طابعًا احتفاليًا وروحيًا يعزز الروابط الاجتماعية بينهم.
جماعة بوسكورة، التي تشهد تطورًا عمرانيًا واقتصاديًا ملحوظًا، تعززت مؤخرًا بمشاريع رياضية وثقافية كبيرة، منها مشروع رياضي ضخم بتكلفة 59 مليون درهم، يهدف إلى توفير بنية تحتية رياضية حديثة تدعم المواهب المحلية وتساهم في رفع مكانة المنطقة على المستويين الإقليمي والوطني.
كما تستضيف المنطقة فعاليات متنوعة مثل السباقات الدولية في غابة بوسكورة، التي تعد من أبرز المعالم الطبيعية القريبة من مدينة الدارالبيضاء.
هذا المزيج بين الحفاظ على التراث الثقافي الأصيل وتنمية البنية التحتية الحديثة يعكس ديناميكية بوسكورة كمنطقة تجمع بين الأصالة والمعاصرة، ويجعلها نموذجًا يحتذى به في كيفية دمج الفنون التقليدية مع التطورات الاقتصادية والاجتماعية في المغرب.
هذه اللقاءات الفنية التي تقام في بوسكورة ليست مجرد مناسبات ترفيهية، بل هي تجسيد حي للهوية الثقافية للسواسة، تعزز من تماسك الجالية وتعيد إحياء الفنون الشعبية التي توارثوها عبر الأجيال، مما يساهم في إثراء المشهد الثقافي المغربي بشكل عام.