اليوم العالمي للسلام يُحتفل به في 21 سبتمبر من كل عام، وقد أُعلن عنه من قِبل الجمعية العامة للأمم المتحدة في عام 1981 لتعزيز قيم السلام بين جميع الأمم والشعوب. يهدف هذا اليوم إلى نشر ثقافة السلم، ويُعتبر فرصة لتسليط الضوء على أهمية التضامن العالمي لبناء عالم مستدام يعمه السلام، خاصة في ظل التحديات المعاصرة مثل الكراهية والعنف. شعار الاحتفالات لعام 2024 هو “تعزيز ثقافة السلام”.
ويركز اليوم الدولي للسلام على عدة قيم أساسية، منها:
تعزيز ثقافة السلم: نشر وتعزيز قيم السلام بين الأمم والشعوب.
التضامن العالمي: العمل معًا لبناء عالم مستدام يعمه السلام، خاصة في مواجهة الكراهية والتطرف.
الحوار والتعايش: تشجيع الحوار بين الثقافات والأديان المختلفة لتحقيق التفاهم والانسجام.
نبذ العنف: الدعوة إلى إنهاء النزاعات والصراعات من خلال الوسائل السلمية.
تسعى هذه القيم إلى بناء مجتمعات أكثر عدلاً وسلامًا.
أبرز المبادرات المغربية في اليوم العالمي للسلام
المغرب يلعب دورًا بارزًا في تعزيز السلام والأمن الدوليين من خلال عدة مبادرات، أبرزها:
المساهمة في قوات حفظ السلام الأممية
المغرب من أكبر الدول المساهمة في قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة، خاصة في إفريقيا.
تلتزم القوات المغربية بمبادئ الأمم المتحدة لحفظ السلام كموافقة الأطراف المتنازعة والحياد وعدم استخدام القوة إلا للدفاع عن النفس.
تتمتع القوات المغربية بمصداقية عالية لدى الفاعلين الدوليين بفضل تجاربها المركبة في مهام حفظ السلام.
الوساطة والجهود الدبلوماسية
المغرب ينخرط بقوة في الجهود متعددة الأطراف والدبلوماسية من أجل إحلال السلام في العديد من المناطق.
الرباط تقود جهود الوساطة في الملفات الإقليمية تحت مظلة الأمم المتحدة.
نجاح الدبلوماسية المغربية مبني على ثقة الأطراف المتنازعة وتراكم تجربة المغرب في علاقاته الإقليمية والقارية.
المساعدات الإنسانية والتنموية
المغرب قدم مساعدات إنسانية وتنموية لعدة دول متضررة من النزاعات والكوارث.
تشمل هذه المساعدات إنشاء مستشفيات ميدانية وتقديم مساعدات غذائية وطبية.
تعزز هذه المبادرات من دور المغرب كشريك أساسي في عمليات حفظ الاستقرار وإعادة الإعمار وبناء السلام.
بفضل هذه المبادرات، أصبح المغرب دولة رائدة إقليميًا ودوليًا في الالتزام بالدبلوماسية متعددة الأطراف لخدمة القضايا العادلة وتعزيز السلام العالمي.
ونشرت الأمم المتحدة على موقعها الإلكتروني حول موضوع احتفالية عام 2024: زرع ثقافة السلام
يصادف هذا العام الذكرى ال25 لاعتماد الجمعية العامة للأمم المتحدة إعلان وبرنامج عمل بشأن ثقافة السلام.
ويؤكد هذا الإعلان على أن السلام لا يعني غياب الصراعات فحسب، وإنما يتطلب أيضاً عملية تشاركية ديناميكية إيجابية يُشجع فيها الحوار وتُحل النزاعات بروح التفاهم المتبادل والتعاون.
وفي عالم يشهد فيه تتصاعد فيه وتيرة التوترات الجيوسياسية والصراعات طويلة الأمد، لنرجع إلى عام 1999، حيث رسمت الجمعية العامة للأمم المتحدة القيم اللازمة لثقافة السلام، والتي تشمل على احترام الحياة وحقوق الإنسان والحريات الأساسية، وتعزيز اللاعنف من خلال التعليم والحوار والتعاون، والالتزام بالتسوية السلمية للصراعات؛ والتمسك بالحرية والعدالة والديمقراطية والتسامح والتضامن والتعاون والتعددية والتنوع الثقافي والحوار والتفاهم على جميع مستويات المجتمع وبين الأمم.
كما وأقرت الجمعية العامة في القرارات اللاحقة، بأهمية اختيار المفاوضات بدلاً من المواجهة، والعمل معاً وليس ضد بعضنا البعض.
ويبدأ دستور منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة ( اليونسكو ) بالفكرة القائلة بأن “الحروب تبدأ في عقول الرجال، لذا ففي عقول الرجال يجب بناء دفاعات السلام”. هذه الفكرة هي التي شكلت موضوع وشعار الاحتفال باليوم الدولي للسلام لهذا العام. طما ويجب أن تُزرع أفكار السلام وثقافة السلام في عقول الأطفال والمجتمعات من خلال التعليم الرسمي وغير الرسمي، عبر البلدان والأجيال.
لقد كان اليوم العالمي للسلام دائمًا وقتًا لإلقاء السلاح والالتزام بوقف إطلاق النار. ولكن الآن يجب أن يكون أيضًا وقتًا ليرى الناس إنسانية بعضهم البعض لأن بقاء المجتمع عالمي يعتمد على ذلك.