من الملاحظ أن أسواق الخضر واللحوم البيضاء بالجملة بالدارالبيضاء وبجهة سوس ماسة،عرفت تراجعا في الأسعار أمس الخميس 30 مارس حسب تصريحات مهنيون من داخل الأسواق .
فالبنسبة للأولى ،وبالنظر لتراجع القدرة الشرائية للمواطنين،وتخليهم عن شراء بعض الخضروات والفواكه أو الإقبال عليها مع تقليص الكميات المقتناة والتبضع حسب الحاجة وحسب الميزانية المخصصة، خلافا لما كان عليه الأمر سابقا ، وبخاصة تلك المواد التي قد لا تصمد كثيرا عند التخزين، خاصة مع ارتفاع درجة الحرارة التي تسرع عملية نضج بعض أنواع الخضار والفواكه والطماطم والموت والفراولة ، اضطر بائعوها إلى خفض سعرها لتفادي الخسارة التي قد تنجم عن الإتلاف الذي تتعرض اليها تلك بداخل المخازن وعدم قدرتها على تأدية مصاريف التبريد والتخزين إضافية وخاصة وأن اقتناءها من الضيعات كان بثمن مرتفع ،وهو ما سيؤثر سلبا عليهم وسيسبب لهم خسارة كبيرة،كما أوضح مهنيون من داخل سوق الجملة بالدارالبيضاء .
وفي نفس السياق ،أشار عبد الكبير امعيدن، تاجر بسوق الجملة والكاتب العام لجمعية سوق الجملة للخضر والفواكه بالدار البيضاء، إلى أن بوادر استقرار الأثمنة بالسوق بدأت تتضح خلال هذه الأيام وذلك بتراجع أسعار عدد من المنتجات من الخضر والفواكه بشكل تدريجي، مشيرا إلى أنه مع مطلع كل شهر رمضان تعرف أسعار هذه المواد تقلبات لتعود من جديد إلى مستواها الاعتيادي.
وواصل أن سوق الجملة بالدار البيضاء يتميز بوفرة الخضر والفواكه، مشيرا إلى أنه بشأن الخضر الأساسية فهي متوفرة بشكل جيد، بل تراجعت أثمنتها مقارنة مع بداية هذا الشهر الفضيل.
وأما بالنسبة لسوق اللحوم البيضاء،فقد صرح مهنيون أن تراجع القدرة الشرائية للمستهلكين أثر بشكل كبير على أثمنة البيع حيث انخفض سعر الكيلو إلى 15 درهم بالضيغة و15.50 بسوق الجملة بالدارالبيضاء ،وبالتالي ،لن يتعدى بيعه للمستهلك 18 درهم.
وأشاروا الى أن هذه الحالة تكبد المربون خسارة تتراوح ما بين 4,50 و5,00 دراهم في الكيلوغرام الواحد،وفق نفس المصدر المهني.
واجتمع بائعو الخضروات والفواكه مع بائعي الدواجن على استنتاج واحد حول أسباب هذا التراجع والذي عزوه لانخفاض نسبة اقبال المستهلكين الذين بدورهم تضررت قدرتهم الشرائية جراء ارتفاع أسعار المواد الاستهلاكية الأساسية والمحروقات وبسبب تدخّل عدة وسطاء في سلسلة التوزيع.
ومن الجانب الآخر، وعلى مواقع التواصل الاجتماعي والمواقع الإخبارية الالكترونية مصدر المعلومات،جاءت ردود افعال المتابعين باستنكار لهذه التصريحات التي اطلعوا عليها ، بين شديدي اللهجة الذين يكذبونها جملة وتفصيلا ويستنكرون من جعل المربين والبائعين ضحايا ،سواء تعلق الأمر عند ارتفاع الأسعار وعند انخفاضها ، وبين من وجهوا أصابع الاتهام الى الحكومة ورئيسها مباشرة …
ومن ضمن هذه الردود، كتب أحدهم “انتم ديما الوسطاء المتضاربين مزال ما لقتيتوا الحل ولى الحل هو جيب المواطن المسكين المغلوب على امره” ،وتابع آخر “سياسة خاوية وكلام فارغ الضحية هو المواطن” ووجه أحدهم نيرانه صوب الحكومة وقال من شأن تراجع سعر الدجاج حيث كتب “هذا هو الانخفاض 18درهما ،أكفس حكومة في التاريخ هي هادي …دجاج بلي يولي 13درهم عاد قولو انخفض
وأما بجهة بسوس ماسة ،وخلافا لما تم التصريح به بالدارالبيضاء عن السبب الرئيسي في تراجع الأسعار وارتباطه بتراجع إقبال المستهلكين وتقليص حجم مستوياتهم ،سجلت بعض انواع الخضر والفواكه انخفاضا في ثمنها مقارنة مع الاسبوع الماضي، ويرجع المهنيون الى استقرار المناخ، بعد التساقطات المطرية الأخيرة التي شهدتها أقاليم الجهة .
ومن ضمن أصناف الخضر التي عرفت انخفاضا في سعرها، الطماطم بحوالي أربعة دراهم والجزر بثلاث دراهم والقرع الاخضر بتراجع وصل الى حدود أربعة دراهم. والبصل بحوالي 3 دراهم ،فيما استقر سعر البطاطس في حدود تسعة دراهم.
كما سجلت أسعار الطماطم بسوق الجملة بإنزكان أمس الخميس 30 مارس الجاري، انخفاضا مهما، حيث انخفض معدل السعر المتوسط للكيلوغرام من 1.3 درهم كثمن أدنى، و3.3 درهما كثمن أقصى، و2.3 كثمن متوسط.
ومن المرتقب ،حسب “صباح أگادير” أن يكون لهذا الانخفاض، وقع إيجابي على أسعار هذا المنتوج في كافة مدن المملكة. على اعتبار أن سوق الجملة بإنزكان، المزود الأول للسوق الوطني من الطماطم، وهو ما سينعكس على سعر البيع للمواطن.وحسب نفس المصدر ،سجلت أسعار الطماطم، تراجعا ملحوظا، إذ تراوح ثمنها بين 6 و7 دراهم للكيلوغرام، بالأسواق الممتازة ولدى مجموعة من الباعة، بعدما فاقت أسعارها في الأيام الماضية سقف 10 دراهم للكيلوغرام الواحد.
و كما هو معروف ، فسوق الجملة بإنزكان، يستحوذ على حوالي 95 في المائة من السوق الوطنية،
وفي هذا الصدد ،اتفقت جل المصدر الصحفية والاعلامية بجهة سوس ماسة على أن هذا الانخفاض أتى عقب القرار الذي اتخذته مؤخرا، وزارة الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات، باتفاق مع الفيدرالية البيمهنية لمنتجي ومصدري الخضر والفواكه بالمغرب، على خفض الحصة اليومية من صادرات الطماطم المعتادة، والبالغة 1500 طن يوميا، إلى أقل من 700 طن يوميا.
وتوقع وزير الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات، محمد صديقي، في تصريح صحفي الأحد الماضي، حدوث انخفاض في أسعار الطماطم، لافتا إلى أن معظم الإنتاج المحلي سيتم توجيهه للسوق الداخلي، لاسيما وأن الاستهلاك الوطني من الطماطم، يبلغ 90 ألف طن خلال شهر رمضان، أي حوالي 3 آلاف طن يوميا.