ترك طفلهما وحيدًا في مطار برشلونة… لماذا فضّل زوجان مغربيان المصلحة الشخصية على رعاية الطفل؟
حادثة بداية أغسطس 2025 تكشف إخفاقًا في المسؤولية الأبوية وتثير جدلاً في إسبانيا حول حماية حقوق الأطفال في التنقل الدولي

في حادثة أثارت موجة استياء واسعة، ترك زوجان مغربيان طفلهما البالغ من العمر 10 سنوات وحيداً في صالة الوصول بمطار برشلونة، بعد اكتشاف أن جواز سفر الطفل منتهي الصلاحية، ما منعه من السفر معهم إلى المغرب. بدلاً من تأجيل الرحلة أو السعي لإيجاد حل بديل يراعي مصلحة الطفل، اختارا الصعود إلى الطائرة وتركاه، مبررين تصرفهما بأن قريباً سيحضر لاستلام الطفل لاحقاً. هذه الواقعة لم تكن مجرد إهمال عابر، لكنها تكشف، في عمقها، عن إخفاق في المسؤولية الأبوية والتخطيط، بل تجاوزت إلى تعريض سلامة الطفل النفسية والجسدية للخطر.
ويمكن وصف حالة هذين الوالدين بهذا التصرف بأنها تعكس درجة عالية من الإهمال واللامبالاة تجاه مسؤوليتهم الأبوية وحقوق الطفل. فقد أبديا تجاهلاً واضحاً لسلامة ومصلحة طفلهما من خلال اتخاذ قرار تركه وحيدًا في مطار، رغم علمهما بأن جواز سفره منتهي الصلاحية ويمنعه من السفر. هذا التصرف يعكس قصورًا في التخطيط والوعي بالقيمة الإنسانية والحقوقية للطفل، ويُظهر أولوية غير مبررة للمصلحة الشخصية (حفظ التذاكر وسفرهما) على حماية الطفل ورعايته. كما يمكن وصف تصرفهما بأنه خضوع لضغوط أو اعتبارات غير مسئولة دفعتهم لاتخاذ قرار يعرّض الطفل لمخاطر نفسية وجسدية محتملة، ويدعو إلى مساءلتهما قانونيًا وإنسانيًا بسبب هذا التقصير الجسيم.
يتضح في هذا السيناريو تداخل عوامل عدة، من بينها إصرار الوالدين على السفر رغم وجود مشكلة قانونية جوهرية (الجواز المنتهي)، ما يشير إلى تفضيل المصلحة الشخصية والمالية على رعاية الطفل والاعتبارات الإنسانية. كما تبرز هذه الواقعة مدى الجهل أو الإهمال بحق الطفل كمواطن صغير، يُفترض أن يحظى بالحماية والرعاية في أي ظرف. الأبعاد القانونية والإنسانية هنا تحتم مساءلة وتصحيح أنماط التفكير التي قد تدفع عائلات إلى اتخاذ قرارات تضعف من حماية الأطفال، خاصة في سياق التنقل الدولي.
وعلاوة على الجانب الإنساني، أثارت الحادثة جدلاً في المجتمع الإسباني حول مسؤولية الوالدين والسلطات المختصة، والآليات التي يمكن أن تمنع تكرار مثل هذه الحالات، مما يستدعي من الإعلام التحليلي تقديم صورة أعمق مبنية على تحليل أعمق وتفسير للوقائع، بعيداً عن نقل الخبر فقط، وتوجيه الانتباه إلى السياقات الاجتماعية والقانونية التي ينتمي إليها هذا الحادث، كما ضرورة مساءلة السياسات والإجراءات في المطارات لحماية الطفولة. بذلك لا يكون الإعلام مجرد ناقل، بل محفز على التفكير المجتمعي وإحداث تغيير فعلي.